بدأت هذه الفترة في العام (1821م) حين دخلت الجيوش التركية السودان تحت إمرة محمد علي باشا وقيادة ابنيه إسماعيل وإبراهيم لهذه الجيوش.. أمكن القضاء على دولة السودان بسنار ومنها بدأ الحكم في توطيد أركانه لأربعة وستين عاماً انتهت في يناير (1885م) بتحرير الخرطوم على يد الرجل المجاهد محمد أحمد المهدي. من أهم ملامح هذه الفترة الفساد المالي والإداري الذي ضرب الدولة والمتمثل في الانصراف عن بناء الدولة والاتجاه نحو تلقي الرشاوي وممارسة المحسوبية. في جانب العمل التنموي كانت أول ملامحه زراعة القطن وتنظيم المدن وخاصة مدن الكثافة السكانية مثل بربر الخرطومود مدني. في جانب الحالة السياسية والاقتصادية فقد عانى الشعب السوداني كثيراً من جراء الضرائب التي جعلت حياته ضنكاً وعوزاً. من أكثر ما تركه هذا الاستعمار التركي في ثقافة أهل السودان تغير ثقافة المأكل والملبس وهو ما ظل ملمحاً واضحاً حتى الآن لدى البعض من المواطنين. في بدايات العقد التاسع من العام (1885م) هبَّت ثورة السودانيين لاقتلاع هذا الحكم الاستعماري فكان تتويجها في يناير (1885م) بتحرير الوطن من رقبة الاستعمار.