وبصحبة ثلة من الصحفيين هبطنا مدينة الصفوة بأم درمان.. إحدى مدن صندوق الإسكان والتعمير لولاية الخرطوم، مدينة جديدة تنضم إلى خريطة أم درمان تبعد عن قلب الخرطوم (29) كيلومترًا، يربطها بالخرطوم طريق مسفلت، المدينة الجديدة تتكون من (11) ألف وحدة سكنية وبها (5) مدارس أساس ومحطات مياه وكهرباء بتخطيط علمي قامت المدينة، شوارع واسعة وميادين. فهذه المدينة التي تمددت على مساحة واسعة بغرب أم درمان مزقت فاتورة الإيجار ل (11) ألف أسرة سودانية ظلت تعاني من الإيجار وما أدراك ما الإيجار. وجل هذه الأسر من أصحاب الدخول المحدودة. عاملين بالأجرة الشهرية، صندوق الإسكان والتعمير هذا (المارد) كسر عظم الفقر وحمل هؤلاء الفقراء إلى دائرة الاستقرار النفسي والاقتصادي حمل من كاهلهم صخرة الإيجار .. الإيجار الذي يشكل أكثر من 03% من الدخل الشهري لكل عامل أو موظف. فهذا الصندوق يعتبر مشروع استقرار اجتماعي واقتصادي، فهو صندوق (الاستقرار) لأنه بتوفير السكن للأسر يكون قد صنع الاستقرار الحقيقي لها فكفاها مطاردة المؤجرين. هبط جمعنا وتجولنا في المدينة فكانت وجهتنا مربع (6) المربع الذي يضم (208) منازل للصحفيين دفعة (ثالثة) من الصندوق إلى الصحفيين عبر اتحادهم الذي هدف إلى استقرار منسوبيه. وهنا توجب أن نمنح الصندوق كصحفيين قلادة شكر الى الصندوق وقياداته من مديره السابق أزهري فضل المولى وزير التخطيط العمراني بالولاية الحالي الذي كان له وقفات مع الاتحاد والصحفيين مروراً بالمهندس خالد المدير الحالي وبقية أركان حربه فاستحقوا الثناء والشكر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله والرحمة والمغفرة للمهندس عبد الوهاب محمد عثمان الوزير الذي كان له الفضل في منح الصحفيين مدنًا صحفية وبالصفوة يصل مشروع إسكان الصحفيين إلى (1950) منزلاً تقريباً والبقية تأتي ما دام هناك صندوق الاستقرار مواصلاً مسيرته من أجل استقرار الإنسان في هذه الولاية.. فهذا الصندوق يُعد من أنجح مشروعات الولاية لأنه استهدف الشرائح الضعيفة وبجدية وجهد العاملين فيه استقوى عوده وسمق وتجذر مما يصعب اقتلاعه وسقوطه.. فبالتخطيط السليم والخيال المبدع أصبح علامة من علامات المشروعات الناجحة. فاتحاد الصحفيين وهو يتكئ على هذا الإنجاز يسجل للصندوق بطاقة شكر وتقدير ويطلب المزيد ولا ينسى فضله فالوادي الأخضر وأم درمان جسور بين الصندوق وقبيلة الصحفيين. الجمع الذي طاف بالمدينة الجديدة جمع صحفيين من الإذاعة والتلفزيون والصحف وبعض أعضاء اللجنة التنفيذية في مقدمتهم د. تيتاوي رئيس الاتحاد والفاتح السيد الأمين العام فكان يوماً رائعاً برغم برودة الجو الذي كسر (الفول) برودته فالجمع الذي تحلق بصحن الفول كانت نفسه في (قندهار) المحطة التي مرت فيها المركبة مرور الكرام، فما نالوا إلا روائح الشواء. فما بين سوق ليبيا ومدينة الصفوة سوق (قندهار) أشهر سوق للشواء والجايات أكتر من الرايحات. وبالطبع أن إبراهيم أربجي «البطحاني» كان أكثر المجموعة حسرة على عدم توقف المركبة في سوق «قندهار» فالزميل إبراهيم أربجي علاقته بالأطعمة (النباتية) غير حميمة فهو من عشيرة تأكل (اللحم) ولا (تدني) القش (عجور) كان أو (تبش) أو (جرجير) ولكن للظروف أحكام فطبق فول في الصحوة يسوي الدنيا بحالها. وأخيراً .. ليس باللحم وحده يحيا الإنسان.