ما تشهده الفترة الحالىة من نمو كبير في ولاية الخرطوم في مشاريع الاسكان كان اثره واضحا من خلال تلبية الاحتياجات الاساسية خاصة لذوي الدخل المحدود وتوفير المأوى لحماية الاسر من ظروف المناخ لهذا يأتي القطاع ضمن اولويات حكومة ولاية الخرطوم. ولم تنحصر فوائد المشروع في توفير المأوى وحسب فقد اسهم في استقرار اسعار الاراضي بالولاية التي شهدت في الفترة السابقة ارتفاعا فاق التوقعات، وصفه المراقبون بالاعلى على المستوى العالمي، غير ان اسواق العقارات بدأت تسجل انخفاضا ملحوظاً في الفترة الماضية ارجعه علي عبد العظيم صاحب وكالة السلام للعقارات بامدرمان الى تدخل الدولة في قطاع الاسكان عبر الاستثمارات المتاحة حالىا بجانب تدخل الرأسمالىة في الاستثمار في هذا القطاع. واشار عبد العظيم الى ان المزايا المتاحة خاصة في التسهيلات والبيع بالاقساط من اكبر عوامل نجاح هذه المشاريع، وقال ان الرهونات لدى البنوك من اهم الاسباب لتصاعد اسعار العقارات بالولاية، فالتقييم عند الرهن ليس حقيقياً مبينا ان المشاريع التي نفذت في الفترة الحالىة اسهمت في استقرار اسواق العقارات والتي بدأت تعاني الركود على خلفية المتاح من قبل وزارة التخطيط العمراني. وقامت وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة عبر صندوق الاسكان والتعمير بتنفيذ حوالى (15.000) وحدة خلال السنوات الخمس الماضية ورغم ما تم تنفيذه الا ان تقريرا رسميا يؤكد ان الفجوة ما زالت في اتساع بين الطلب والمتاح، وان حجم الطلب المتوقع في العامين المقبلين قُدر بحوالى (600.000) وحدة سكنية ،في وقتٍ ابدت فيه عدد من الشركات الاجنبية رغبتها في المشاركة في هذا البرنامج الطموح، فما بين الحاجة وسوء اختيار مواقع الاسكان المتاحة تباينت آراء المتقدمين ،فهنالك من يرى ان مثل هذه المشاريع ارضت طموحاتهم بامتلاك منزل في العاصمة باسعار مناسبة واقساط مريحة اعفتهم من الايجار في الفترة السابقة، فيما يرى البعض في بعد المواقع من المركز سببا كافيا لرفضهم رغم الحاجة الماسة بجانب افتقارها للخدمات وبعدها عن مواقع عملهم مما يهدر الوقت ويزيد من تكلفة الترحيل. ويرى خالد الفاضلابي ان اغلب مشاريع الاسكان المنفذة في منطقة ام درمان جاءت عكس الاهداف واصبحت مأوي لمعتادي الاجرام واللصوص وممارسة الرذيلة وغيرها من الممارسات الخاطئة ،واصبحت مسار اهتمام رجال الشرطة التي لا تخلو دفاترها من وقائع. واضاف ان معظم اصحاب المنازل يدفعون الاقساط الشهرية وهم لا يسكنون فيها