بعد قرار المؤتمر السادس للإيسيسكو «المنظمة الإسلامية للثقافة والتربية والعلوم» الذي انعقد في باكو عاصمة أذربيجان التركية في أكتوبر عام 2009م واختيار مدينة سنار والتي تقع على بعد 340 كلم جنوبي الخرطوم عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2017، عبرت ولاية سنار عن فرحتها بهذا الاختيار لتأريخها وإرثها الحضاري والاسلامي وبدأت الجهود الرسمية والشعبية تنفعل بهذا الحدث عقب إعلان رئيس جمهورية السودان المشير عمر البشير تكوين اللجنة العليا لسنار عاصمة الثقافة الاسلامية عام 2017م. وأكد الأمين العام لسنار عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2017م أحمد عبد الغني حمدون في حديثه ل «الإنتباهة» أن ولاية سنار تولت الحدث تماماً وقام والي سنار المهندس أحمد عباس بتوفير مقر للأمانة العامة بمدينة سنار وخصصت ميزانية تسيير شهرية لها وبدأ الإعداد للمشروع تحت إشراف الوالي الذي خاطب الوزراء الاتحاديين بهذا الخصوص إلى أن أصدر رئيس الجمهورية القرار الخاص بتكوين اللجنة العليا للمشروع برئاسة مصطفى عثمان إسماعيل وعبد الرحمن سوار الذهب رئيساً مناوباً وبروفسير يوسف فضل حسن مقرراً للجنة العليا التي تضم عددا من الولاة والوزراء الاتحاديين ومجموعة من مديري الجامعات، إضافة إلى العلماء والمهتمين ورجال الأعمال وقال إن قرار رئيس الجمهورية شمل تكوين الأمانة العامة لسنار عاصمة للثقافة الاسلامية 2017م برئاسة بروفسير يوسف فضل وأحمد عبد الغني حمدون أميناً عاماً ومقرراً. وأوضح أحمد عبد الغني أن اللجنة العليا عقدت اجتماعها الأول في الأسبوع الأول من الشهر الجاري بالقصر الجمهوري وخرج الاجتماع بقرارات مهمة أهمها توفير الميزانية اللازمة للشروع في تنفيذ المشروع الحدث ووضع خطة إعلامية للمشروع وإنشاء مقر للأمانة العامة بالخرطوم إلى جانب التوجيه بتكوين اللجان الفنية المختصة، مشيراً إلى إشادة اللجنة العليا بالخطة المقدمة من قبل الأمانة العامة موجهة بتحديثها وفقاً للمتغيرات وقال إن الاجتماع الأول للأمانة العامة سينعقد يوم غدٍ الإثنين بمباني وزارة الثقافة الاتحادية. وكشف عن توجيهات رئيس اللجنة العليا للأمانة العامة والخاصة برفع متطلباتها ليتم رفعها لرئيس الجمهورية للتوجيهات المختصة بإجراء اللازم، مشيراً إلى أن التقديرات الأولية للمشروع بلغت في جملتها 240 مليون جنيه تنفذ على مدى السنوات المتبقية للاحتفال بالحدث، مؤكداً تحديد جميع المشروعات وهي في مرحلة إعداد دراسات الجدوى لتوفير التمويل اللازم. وقال عبد الغني إن المشروع قومي وعالمي لكن على ولاية سنار المستضيفة للحدث المساهمة بصورة كبيرة لتهيئة البنية التحتية لكن الشكل المتوقع للحدث بالتأكيد أكبر من إمكانات الولاية المتاحة ولا بد من مشاركة المنظمات والشركات الكبرى لرعاية المشروعات، اضافة إلى استقطاب الدعم الخارجي من الدول الأعضاء في منظمة الأيسسكو وسيكون العبء الأكبر على الولاية هو تنسيق الجهود وتنفيذ المتاحف والمسارح والمتنزهات ونزل وفنادق ومواقع سياحية بجانب ترميم المواقع الأثرية والمزارات والمساجد وشبكات المياه والكهرباء والطرق. من جانبه قال معتمد محلية سنار فخر الدين يعقوب الزين ل «الإنتباهة» إن إنفاذ أعمال الخير والمشروعات العامة لا تتطلب المال فقط وإنما الجلوس والثقة والتراضي والفهم المشترك. وقال إن ولاية سنار بحاجة إلى مطار مهيأ ومسارح وفنادق وتدريب في العلاقات العامة والمراسم استعداداً للاحتفال بسنار عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2017م، وأوضح أن محليته أصدرت العدد الأول من مجلة العودة إلى سنار في عشرة ألف نسخة توزع بالسودان وخارجه للتعبير عن الحركة الثقافية لسنار وتعمل على اصدار صحيفة سياسية اجتماعية بذات الاسم قريباً. وقال إن مقطوعية محلية سنار في الإعداد للاحتفال بسنار عاصمة للثقافة الاسلامية تتمثل في محو أمية كل من فاتهم قطار التعليم بتحفيز المعلمين وتمليك كل معلم قطعة أرض سكنية مقابل محو أمية 350 أميا، فضلاً عن تجميل المدارس وتحفيظ القرآن الكريم لما لا يقل عن «4» آلاف حافظ إلى جانب تنفيذ (50) مئذنة بمساجد الولاية وإنشاء مدينة متكاملة بحي البنيان سنار لتواكب الحدث على أن يعوض ساكنو الحي منازل أفضل مما كانوا فيها وفي مواقع ممتازة. أملنا كبير في أن تجتهد ولاية سنار في الشكل العام للمدن ومداخلها وتهيئة الوضع لإخراج الاحتفال بشكل يليق رفعاً للحرج الذي يقع على الولاية والسودان في حال عدم التهيئة والاستعداد للمشروع الحدث.