تستمر الحرب الأهلية بدولة جنوب السودان بعد أن أكمات الشهر منذ «15» ديسمبر الماضي، وبالأمس أعلن جيش حكومة سلفا كير أنه بات عاجزاً عن الاتصال بقواته التي تقاتل في مدينة ملكال ما قد يدل على أنها سقطت بين أيدي المتمردين، وصرح الناطق باسم الجيش فيليب أغوير أن التواصل مع قيادة ملكال أصبح غير ممكن منذ أمس «الجمعة»، ويأتي الهجوم على ملكال بعد بضعة أيام من استعادة قوات الحكومة مدينة بانتيو النفطية أيضاً في ولاية الوحدة الأسبوع الماضي، وفي ذات السياق صرح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش أن أطفالاً مجندين يشاركون في المعارك في جنوب السودان حيث ارتكبت مجازر واسعة في البلاد، وعلى الصعيد الدبلوماسي، لا تزال المباحثات معطلة في العاصمة الإثيوبية بسبب عقبة المعتقلين وانضمت إليها عقبة جديدة متمثلة بمطالبة المتمردين إيقاف الدعم اليوغندي عن حكومة سلفا كير. وفيما يلي تفاصيل الأحداث يوم أمس: تجنيد للجيش الشعبي دعا نائب رئيس دولة جنوب السودان جيمس واني إيقا لتجنيد جنود وتعبئة القوات القديمة من أجل الدفاع عن البلاد من المتمردين، وقال إيقا خلال مخاطبته جمعاً بميدان الحرية في مدينة يامبيو بولاية غرب الاستوائية أمس، أنني أؤكد للشعب بأن الأزمة الجارية ليست حرباً قبلية، لذلك ينبغي أن نجند مرة أخرى جنوداً واعين ليدافعواعن سلامة البلاد والدستور. وكان الأسبوع الماضي قد اجتمع ولاة المنطقة الإستوائية الثلاثة في جوبا مع كبار السياسيين والزعماء الدينيين، داعياً إلى الوسائل السلمية لإنهاء الأزمة الحالية في البلاد، من جانبه قال حاكم ولاية الإستوائية الوسطى اللواء كلمنت واني خلال الاجتماع أنه حشد «3» آلاف مجند. منشقون بمانج كشف محافظ مقاطعة المانج بولاية أعالي النيل الحدودية الطيب الجاك عن انشقاق داخل صفوف الجيش الشعبي بقيادة العميد فرجيك تونق، وأعلن استيلاءه على المحلية وسط أنباء عن فرار الآلاف جراء الاشتباكات، حيث أوضح محافظ الجاك عن وقوع اشتباكات داخل صفوف الجيش الشعبي بمقاطعة المانج وذلك بعد تمرد العميد فرجيك تونق وانضمامه إلى قوات نائب رئيس دولة جنوب السودان السابق رياك مشار، وقال الجاك من وسط الفارين من المقاطعة بعد سقوطها في أيدى قوات العميد تونق، إن هنالك اشتباكات وقعت داخل صفوف الجيش الشعبي بالحامية العسكرية، وأكد الجاك سقوط كاكا التجارية، ودكونا والغابات في أيدي المنشقين الموالين لمشار، كما أكد أيضاً فرار الآلاف جراء الاشتباكات بهذه المناطق. عبَّارة جديدة كشف عدد من شهود عيان أمس عن وفاة العشرات بسبب غرق عبارة جديدة بملكال الساعة العاشرة صباحاً لحظة تجدد الاشتباكات في مدينة ملكال بين قوات الجيش الشعبي والقوات الموالية لمشار، وسط اندفاع من الأهالي للفرار من ملكال إلى مناطق آمنة، وأوضح عدد من الشهود أمس أن المئات تدافعوا إلى مدخل ميناء ملكال المؤدي إلى ليلو وسط مخاوف من الصراعات الدائرة لحظتها بملكال مما دفع الغالبية منهم للعبور إلى البر الغربي، حيث كشف الشهود أن هنالك عبارة كانت تقل ما يقارب العشرات غرقت في البحر ولم ينجو منهم إلا «4» فقط، بينما أكدوا بأن الآخرين لقوا حتفهم، وأضافوا أن هنالك جهوداً بذلت من قبل الحضور إلا أن المساعي باءت بالفشل، إلى جانب ذلك أكد الشهود عن ظهور«5» جثث من اللذين لقو حتفهم ،هذا وأكد الشهود بان عدد الركاب اللذين كانوا بالعبارة لايقل عددهم عن «70» راكب ،وقال بأن الناجيين من الموت هم «4» فقط، من جانبه أكد وزير الإعلام والناطق الرسمي بولاية أعالي النيل فيليب جبيين غرق أحد المراكب أثناء الاشتباكات التي تجددت بين قوات الجيش الشعبي والقوات الموالية لمشار، وأقر بأن هنالك اندفاع وسط الأهالي بملكال للفرار جراء الاشتباكات، إلى جانب ذلك أكد بأن هنالك عبارة صغيرة كانت تقل قرابة ال«4» ركاب غرقت في مدخل ميناء ملكال المؤدي إلى ليلو مما أدى إلى غرق الركاب الذين كانوا بالعبارة، لكنه عاد وقال إن هنالك مخاوف وسط الأهالي، من أن أكثر من «10» آخرين أيضا غرقوا في البحر في محاولة للعبور إلى البر الغربي، وأكد الوزير وفاتهم أيضاً. سوزان تغادر تغادر سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية بدولة جنوب السودان سوزان بيج إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن حيث من المقرر أن تلتقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتقوم باطلاعه على الأوضاع في دولة جنوب السودان، وأكدت مصادر بأن السفيرة سوزان ستلتقى بالرئيس يوم الإثنين القادم، بجانب عقدها اجتماعات مع وزير الخارجية جون كيري، ومساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية ليندا توماس غرينفيلد، مستشار الأمن سوزان رايس، ومستشاري وكالات الأمن الأخرى وممثل القيادة الأمريكية الإفريقية «آفريكوم»، وأضافت المصادر بأن السفيرة سوف تقدم تنويراً لمجريات الأحداث بالدولة الجديدة، وتشير المصادر إلى ان الولاياتالمتحدة ساعدت قوات سلفا كير الحكومية عبر وكالة المخابرات الأمريكية بعمليات غير قتالية غير مباشر على كيفية هزيمة قوات نائب الرئيس السابق الدكتور رياك مشار. ضد الدكتاتورية أكد نائب رياك مشار الجنرال جيمس كوانغ بأن حربهم الجارية ليست قبلية وإنما نضال ضد الدكتاتورية، وقال الجنرال جيمس في تصريحات صحفية إنه يحمل الرئيس سلفا كير مسؤولية مقتل «2000» شخص من قبيلة النوير في ولاية الوحدة، نافياً أن تكون الحرب الجارية بسبب الولاءات القبلية ومشيراً إلى أنها لاستعادة الديمقراطية في الدولة الجديدة وانهم ملتزمون بالقضاء على سلفا كير لأجل إعادة الدولة حرة مرة اخرى، وفي السياق نفسه تعهد الجنرال جيمس كوانغ بالقضاء على كل القوات اليوغندية المشاركة في العمليات العسكرية ضدهم وان دخول يوغندا الحرب لن يرهبهم بل يزيدهم قوة، وقال كوانغ إنهم مستعدون للقضاء عليهم من المنطقة ودحرهم كما أننا سوف سنستعيد بانتيو قريباً. مجازر جماعية تحدثت تقارير للأمم المتحدة، امس «الجمعة»، عن مجازر جماعية ارتكبت في جنوب السودان، وأشارت التقارير إلى أنه تم تجنيد أطفال للقتال في الاشتباكات التي شهدتها عدة مدن في جنوب السودان، وأعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف حقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش، بعد زيارة بانتيو هذا الأسبوع، إنها أصبحت مدينة أشباح، مشيرا إلى أنه شاهد في الشوارع جثث أشخاص مكبلين قبل إعدامهم. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الأممالمتحدة انها تحقق في الجرائم ضد الإنسانية، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش إن «92» محققا ينتشرون على الارض. وأضاف ان تقريرهم الأول سوف ينشر خلال اسبوعين. وأوضح سيمونوفيتش الذي نقلت تصريحاته بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان مجرد أن يسيطر فريق ما على بانتيو ينتهك حقوق الإنسان ويقتل مدنيين. وأضاف رأينا بين 15 و20 جثة متحللة في الشارع. تظاهرات رمبيك تظاهر مئات الأشخاص في رمبيك أمام بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان « UNMISS » داعين لطرد رئيستها هيلدا جونسون ومغادرة البلاد، وهتف المتظاهرون وهم من جماعات المجتمع المدني والشباب والنساء وممثلي الأحزاب السياسية «اخرجي من بلادنا نحن نكرهك يا هيلدا جونسون»، حسبما ذكرت إذاعة المدينة. إيقاف يوغندا قال متحدث باسم متمردي جنوب السودان إنهم يطلبون أن توقف يوغندا دعم القوات الحكومية كشرط لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال في البلاد، وأغضب تدخل أوغندا العسكري اثيوبيا التي تستضيف محادثات السلام بحسب رويترز، وقال المتحدث باسم وفد المعارضة مابيور قرنق انهم قدموا شكواهم الى «إيقاد» وان دخول القوات الأجنبية سيعقد الصراع لهذا اعتقد أنه من المنطقي لها ان تنسحب، وقال عضو في وفد كير طلب عدم نشر اسمه، هناك اتفاق عسكري بيننا وبين يوغندا. أما وزير الدفاع بجنوب السودان كول مانيانغ فقال إن عدد القوات اليوغندية في بلاده تبلغ كتيبة، وإنهم موجودون هناك للمساعدة على كبح تمرد مشار، موضحا أنهم موجودون في جوبا، ويدعمون الجيش الشعبي الذي يتحرك صوب بور. تخوف يوغندي اعرب نواب البرلمان اليوغندي تخوفهم من تأخر خروج قوات بلادهم من دولة جنوب السودان مما يؤثر على ميزانية البلاد العامة، وقال النائب البرلماني لويسما أوكيلو إن التأخير لإيجاد حل سلمي في جنوب السودان بين الحكومة والمتمردين سيدمر الاقتصاد الوطني لبلادنا، وكان الناطق العسكري باسم الجيش اليوغندي الليفتنانت كولونيل بادي أناكوندا قال إن قواته التى انضمت إلى جيش جنوب السودان في حربه ضد القوات التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار لن تغادر في القريب العاجل أناكوندا، أمس إن القوات الأوغندية الموجودة في الصومال سيتم تحويلها الى دولة جنوب السودان وانها لن تغادر الجنوب حتى يتحقق الأمن والاستقرار، ورفض أناكوندا الكشف عن مقتل اى جندي يوغندي في تلك المعارك، مؤكداً ان طبيعة قانون وزارة الدفاع اليوغندية تمنع الحديث عن اى جندي لقي حتفه خلال العمليات. إثيوبيا تواصل وصل إلى حاضرة جنوب السودان جوبا رئيس الوفد التفاوضي من جانب حكومة جنوب السودان نيال دينق نيال ومعه سيوم مسيفن وذلك بعد مغادرة العاصمة الاثيوبية أديس أبابا التي تحتضن مفاوضات الفرقاء بدولة جنوب السودان، حيث أكدت مصادر موثوقة في جوبا وصول الوفد عصر أمس الأول، بدوره حث وزير الدولة بوزارة الشئون الخارجية الاثيوبية السفير برهان جيبر- كريستوس المجتمع الدولي على تشجيع طرفي الصراع بجنوب السودان على تسوية خلافاتهما من خلال التفاوض. وأوضحت وزارة الشئون الخارجية الإثيوبية فى بيان أصدرته فيما يتعلق بهذا الشأن أن وزير الدولة الاثيوبي أجرى محادثات مع السفير إيجون كوتشانكه المدير الإقليمى لإدارة شئون منطقة الساحل وجنوب الصحراء الإفريقية بوزارة الشئون الخارجية الألمانية، وأن المحادثات تركزت على المسائل الثنائية والقضايا الإقليمية، وخاصة موضوع الصراع في جنوب السودان وجهود الهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية الإيقاد في الوساطة من أجل التوصل لتسوية لهذا الصراع، كما ذكرت وزارة الشئون الخارجية الإثيوبية أن وزير الخارجية الإثيوبى د. تاضروس أدهانوم وجه الشكر إلى الرئيس الغانى جون درامانى ماهاما- خلال لقائه معه- على قرار غانا الخاص بإرسال قوة حفظ سلام إلى جنوب السودان. وأوضحت وزارة الشئون الخارجية الإثيوبية فى بيان أصدرته: أن وزير الخارجية أدهانوم قام بإطلاع الرئيس الغانى على جهود الهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية الإيقاد من أجل تحقيق مصالحة بين طرفي الصراع في جنوب السودان، وذكر أن غانا لم تتردد في الاستجابة لطلب سكرتير عام الأممالمتحدة أن يتم إرسال قوات حفظ سلام إلى جنوب السودان، وأن القوة الغانية ستضم «850» فردًا.