مبادرة سعادة اللواء عادل أبو بكر في فك التظليل عن السيارات لم تكن جديدة وهي موجودة وجود القوانين واللوائح في المخالفات.. لكن يبدو أنها هذه المرة خطيرة وقوية خاصة عندما تكون صادرة عن رجل بقامة اللواء عادل، فقد اشتهر الرجل بالصرامة والحسم لكثير من الأمور... جاء الوقت يا سعادتكم لإنزال الأمر منزلة التنفيذ... بل ستجدون دعماً وقوة مساعدة لم تكن هذه المرة خفية كما في سابقاتها، لكنها علنية لا تخاف في الحق لومة لائم... ولا يقنعني الذي يظلل حتى الزجاج الأمامي لسيارته الذي يفترض أن يرى به الطريق لا ليراه الآخرون.. أنه يخاف أشعة الشمس أيها الرجل أتخاف الشمس ولا تخاف الله؟... هذا التظليل الداكن السواد الذي يحجب الرؤية الحقيقية للطريق إن لم تكن وراءها مآرب أخرى بالتأكيد ليست وراءها مصلحة مستخدمي الطريق من الطرف الآخر... وفيه استفزاز يوضح الفارق الطبقي الذي أخذ يضرب بأذياله البلاد وأهلها الشرفاء إن لم تكن الظروف المخبأة واردة فيه... «لا للتظليل» شعار يجب أن يجعله سعادة الفريق وديدي مدير المرور في السودان واللواء عادل أبو بكر للولاية شعاراً للعام... بإزالة الأوساخ من السيارات قبل الطريق... وهذا ليس بصعب التحقيق والتنفيذ فالكل يؤيد ذلك ويقره للمصلحة العامة... من هم هؤلاء الذين يريدون أن تُحّجَب الرؤية عنهم؟ وما هو مقدارهم ووزنهم؟ والسيد الرئيس نفسه ظللنا نشاهده عبر سيارته التي يمتطيها في غير العمل الرسمي شفاف زجاجها تراه وتحييه «هداك الرئيس». إذا كانت سيارات الدبلوماسيين مظللة فربما ذلك لسر يعلمونه بدولهم قاصدين الأمان فهذا شأنهم دعوهم يظللوا.. ولكن نقول إن عاصمتنا الخرطوم «مؤمَّنة» بمن فيها هم... لكن أن يظلل أبناء البلد وهم غير مستهدفين فهذا ممنوع عندنا في السودان بلد الأمان. شعب يتشابى ليصافح الآخرين ويراهم ويرونه لا يحتاج إلى أن تُحّجَب الرؤية عنه. أخي سعادة الفريق وديدي وسعادة الأخ اللواء عادل أبو بكر.. هذا عمل طيب ومبادرة صادقة تحتاج لتضافر الجهود من تشكيل قوة بمواصفات عالية الجودة والفهم والإدراك لمفاهيم السلامة المرورية.. وكيف تكون... أفظع الجرائم التي تمت في هذا البلد الآمن كانت من وراء حجاب هذا التظليل اللعين... ولم تسلم منها الجرائم اللاأخلاقية التي تُرتكب في وضح النهار... فكرة التصاديق للتظليل في أصلها خطأ ولا يسندها مبرر، وإن كانت الرسوم عالية فليست هي بالمكلِّفة لدى المستطيعين من أبناء الذوات... والشرطة والقوات الأمنية الأخرى التي رُفع عنها التظليل واحتكمت للتعليمات، ليست من السهولة أن تكون لغيرهم من أصحاب النوايا السيئة في قلتهم حتى. سيارات خاصة عادية سوداء كالح سوادها تجوب كل طرقات العاصمة بحجة أن الذين بداخلها على درجة من الأهمية... من هو المهم بالله عليكم وكلنا أولاد تسعة وكلنا سنغادر هذه البسيطة وإن طال العمر... ليعلم هؤلاء أن المهمين هم الذين يخافون الله في كل أفعالهم وسلوكهم وسلوكياتهم.. وهم الواضحون وضوح الشمس في منتصف النهار كلمة وفعلاً... والمغطى بالتظليل وهو سيئ السلوك عارٍ بلا ساتر... والشرطة زرقاء اليمامة ترى ولها درجة عالية في حاسة الشم والسمع لا تغيب عنها الحقيقة أين تكون وأين تكمن في فهم الجزئية... ازيلوا التظليل بالله عليكم ودعونا نُمعِن النظر في خلق الله في الذين يمتطون السيارات الفارهة علّنا ندرك «حرفنة» وصولهم واقتناءهم هذا العز من خلال سلوكهم في الشارع العام ونقتدي إن كانت فيهم قدوة نحن نفتقر لها... غداً بإذن الله نكتب عن الاتحاد العام للطلاب السودانيين. ٭ ورد عنوان «الوهج يوم أمس «إعلام زكي» والصحيح «إعلام ذكي» وهذا لا يفوت على فطنة القارئ.