يعد الاثنان من نماذج الثنائيات الغنائية التي جعلت الغناء من حيث انتشاره وترياً فيما عرف بالمدرسة الوترية الغنائية غناء منتشراً ومتابعاً من قبل جمهور الغناء بل والعامة كذلك. كان جوار السكن هو السبب الرئيس في التقاء الاثنين أولاً، وذلك بعد أن استمع الشاعر عبد الرحمن الريح لغناء الشاب صغير السن إبراهيم عوض، ومن ثم كانت اللقاءات المتعددة بين الاثنين هي الانطلاقة نحو هذه الثنائية التي جعلت منهما من أشهر الثنائيات التي ظهرت في سماء الغناء السوداني. أولى لقاءات الاثنين كانت في العام 1953م وتحديداً في فبراير منه، ليشكل هذا اللقاء انطلاقة صاروخية في الغناء والألحان بينهما. حيث تمكن الفتى إبراهيم عوض من السير في الطريق الذي اختطه له الشاعر عبد الرحمن الريح في كيفية نطق الكلمات والمد والإدغام وعلو الصوت وانخفاضه، وكانت الخطوة التي تليها هي تحفيظه أغنيات من أصعب الأغاني التي كتبها والتي تتطلب موهبة فذة. فكان إبراهيم عوض على قدر تلك الحالة التي أرادها الشاعر. فخلال فترة وجيزة تمكن الفنان إبراهيم عوض من أداء الأغنيات بصورة مذهلة وعظيمة لتأتي الخطوة التي تليها وهي تقديمه للإذاعة بهاتين الأغنيتين وهما «هيجتني الذكرى وأبسمي يا أيامي» حيث جلس الفنان إبراهيم عوض للجنة التي تجعل من الفنان فناناً عبر الإذاعة دُهشت بل وأعطته الضوء الأخضر للغناء. لينطلق الفنان إبراهيم عوض بعدها نحو مجد غناء متميز. لم يكتف الشاعر عبد الرحمن الريح بهاتين الأغنيتين فكان أن استمر التعاون بينهما حتى وصل للرقم (12) شكلت كذلك هذه الثنائية الحالة المدهشة في عالم التلاقي بين الشاعر والمغني مع ملاحظة أن الشاعر كان ملحناً ذا ملكة سحرية في عالم الألحان. تعتبر هذه الثنائية في عالم الغناء الوتري هي ثاني ثنائية تنتج عدداً مهولاً من الأغنيات كهذه، بعد ثنائية القرشي وعثمان الشفيع وهي كذلك الثنائية التي سارت على درب ثنائيات عديدة داخل المدرسة الوترية الأولى ومنها بالطبع ثنائية عبد الحميد يوسف ومحمد بشير عتيق وثنائية حسين عثمان منصور وحسن سليمان الهاوي. أما ثنائية عثمان حسين وبازرعة فقد بلغت أوجها في العام 1958م. من غرائب هذه الثنائيات أن ثنائية بازرعة وعثمان حسين بدأت فى نهاية الأربعينات عبر أغنيتين ولكنها لم تكن شلالاً مستمراً كشلال عبد الرحمن الريح وإبراهيم عوض، إلا في العام 1959عبر أغنيات كانت من الجمال والتفرد. داخل ثنائية عبد الرحمن الريح وإبراهيم عوض تبرز مقدرة الاثنين «الشاعر والمغني» على التعاون مع آخرين من صناع الفن الغنائي. فعبد الرحمن الريح في نفس الوقت الذي كان يكتب ويلحن الأغنيات لإبراهيم عوض كان يتعاون مع آخرين من الفنانين مثل رمضان حسن وعمر أحمد وأحمد الجابري. أما الفنان إبراهيم عوض فقد كان يغني من كلمات الكثيرين من الشعراء مثل الطاهر إبراهيم وإبراهيم الرشيد وغيرهما. رغم رحيل الاثنين وغيابهما عن المشهد الغنائي فقد ظلت وستظل هذه الأعمال الغنائية مكان تخليد ومحبة من قبل محبي الغناء.