وفقًا لرأي الشرع فإن للمرأة الحق في تقديم يد العون لزوجها ومساعدته، فيما يرى البعض أنه من العيب أن تنفق عليه المرأة أو على بيتها ولكن الملاحظ أن هذه النظرة أخذت في التلاشى أخيرًا عند البعض نظرًا لتغير المفاهيم وأتثبتت بعض الحالات أن بعض الرجال أصبحوا يتقبلون إنفاق زوجاتهم عليهم بل وأصبحوا يجبرون الزوجة على أن تسلمهم راتبها ليتصرفوا فيه الأمر الذي يقلب ميزان الحياة الزوجية فهل يروض راتب الزوجة الزوج ليصبح طوع أمرها وخاضعًا وذليلاً لها.. «البيت الكبير» استنطق بعضًا من المهمومين بالقضية وخرج بالآتي: مبررات واهية ترى سهام عباس «موظفة» أن أي رجل يستغل زوجته ماديًا وكان اختياره لها منذ البداية بناءً على وضعها المادي هو شخص في نظري فاقد لمعاني الرجولة ولا يستحق أن يكون شريك حياة، وأردفت بالقول لا أعتقد أن أي رجل يحمل معاني الرجولة ينتظر راتب زوجته لتنفق عليه منه ويظل هو الناهي والآمر فهو بذلك يكون قد سلب شخصيته وأصبح عديم المسؤولية وعليه أن لا يصف نفسه بأنه رب المنزل، فمن أهم أسباب ضعف الزوج أمام زوجته السبب المادي وتزيد في القول إن الرجل الذي يعتمد على راتب الزوجة اعتمادًا كليًا يكون راتبها هدفه قبل الزواج بل إنه قبل ارتباطه بها يكون قد عرف راتبها ومنصبها. وتبدي «سهام» أسفها على الوضع الذي وصل إليه الشباب أخيرًا معللين ذلك بالحالة الاقتصادية وهذه مبررات واهية فعن نفسي أنا مع الوقوف إلى جانب شريك الحياة ومساندته لكن أن يتحول الأمر إلى استغلال فهذا ما ترفضه كل بنات حواء. تضافر جهود فيما يجزم محمد العوض أن الحياة قد تغيرت والظروف أصبحت قاسية وكثرة متطلبات الحياة والتي لم تعد كما كانت الأمر الذي تطلب تضافر جهود الزوجين، صحيح أن الزوجة تعتبر شريكة حياة إذا أرادت أن تساعده في أعباء الحياة فهذا لا بأس به ولكن في اعتقادي أن شخصيته سوف تتزعزع وتنهار أمامها ليتحول مع مرور الوقت من رجل له مكانته في الأسرة إلى قزم يتضاءل تدريجياً ولا يستطيع رفض أي طلب لها ويختفي الحيز الذي يشغله في الأسرة فالمرأة بحكم تكوينها تميل إلى السيطرة والتملك خاصة غير المتفهمات منهن فقد تسيطر عليه وتلغي شخصيته بحكم كبر حجم راتبها أو صرفها على المنزل وهذا ما يجب أن ينتبه إليه الرجل فهو قد تخلى عن مسؤولياته بمحض إرادته وبالتالي عليه تحمل النتائج. غسل الأطباق والنظافة وتؤكد هالة عثمان «طالبة» أن الراتب يكمن أن يسهم في التقليل من حدة طباع الزوج إذا كان حاد الطباع ولكنها عادت وقالت إذا كان الرجل متفهمًا يمكن أن يعي أن مشاركتها له في المصروفات لها جوانب إيجابية وليست خصمًا عليه فهي تقاسمه الهم وتخفف عنه المصروفات وفي ذات الوقت على المرأة ألا تستغل نفوذها وراتبها والرجل الذي يرضى أن تصرف عليه زوجته يعاني في الغالب من مشكلة نفسية فالرجل السوداني عرف بكبريائه والاعتزاز بالذات والشعور بالمسؤولية الكاملة تجاه أفراد الأسرة وفي اعتقادي أن مثل هذه الشخصية قد يصل الأمر بها إلى إطاعة الأوامر بل وغسل الأطباق وممارسة كل الأعمال المنزلية ولذلك حتى لا يخسر الزوج راتب الزوجة فإنه قد يطيعها في كل صغيرة وكبيرة. مظاهر سالبة ويذكر جمال عباس «موظف» أن الرجل الذي ينظر إلى راتب زوجته مريض نفسيًا ويستحق أن يعامل بدونية فهو قد تنازل عن القوامة التي كرمه بها المولى عز وجل، وفي اعتقادي أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي أصبحت طابعًا لحياتنا أدخلت العديد من المظاهر السالبة والغريبة ولكن تفهم المرأة للوضع وأن تكون هي صاحبة المبادرة في المساعدة دون طلب الزوج ذلك أو انتظاره منها يجب ألا يقلل من مكانته في نظرها أو مكانته في الأسرة وفي ذات الوقت عليه عدم التهاون في دوره وفي كسب رزقه وألا يعتمد على راتب زوجته وألا يبقى في المنزل بلا عمل. شخصية اعتمادية ولمعرفة الأبعاد النفسية للقضية جلسنا إلى د. عمرو مصطفى إبراهيم الاختصاصي النفسي موضحًا أن المجتمع يزخر بالنماذج والمشاهدات لتلك الحالات فمثل هذه الشخصية هي شخصية اعتمادية تعتمد على الغير في تنفيذ رغباتها واحتياجاتها ولا يستطيع تحمل المسؤولية ودائمًا ما يرمي بأخطائه على الأخرين ويميل إلى إسناد الفضل لنفسه ولكنه في ذات الوقت قد يكون شخصية طموحة ولكنها لا تملك القدرات والمهارات لتحقيق طموحه فتكون الزوجة في الغالب الوسيلة للوصول لهدفه فيبدأ في التنازل والتغاضي عن أشياء كثيرة منها شخصيته ويؤكد د. عمرو أنه كلما زاد حجم الراتب زادت درجة التنازلات من قبل الزوج من حيث الكم والنوعية، ويضيف أن الظروف المعيشية والاقتصادية قادت الكثير من الشباب إلى انتهاج ذات الوضع بالتفاهم خاصة إذا توفرت للزوجة فرصة عمل بالخارج ولكنها قد تتحول إلى علاقة غير سوية إذا أصبح بها استغلالاً من الرجل للمرأة.