تعتبر وجبة الغداء من الواجبات الرئيسة في مجتمعنا السوداني وهي الوجبه الثانية في اليوم وتعبر من أدسم الوجبات واكثرها اهتماماً وتحتل موقعا في نفوس الناس ويركز عليها جميع افراد الاسرة من ابناء ورب الاسرة وعادة زمن تناول وجبة الغداء يتزامن مع وقت صلاة العصر ولكن تكمن مشلكة وجبة الغداء في التوقيت الذي يتم تناولها فيه ولا سيماَ اذا كانت ربة المنزل تشغل وظيفة أو عملاً فتحضيرالوجبة بالتأكيد يمثل هاجسا كبيرا للعديد منهن حيث يتضارب إعدادها وزمن العمل فتعاني الكثير منهن من هذا الوضع ولا سيما ان كانت الواحدة منهن لديها اطفال. «الإنتباهة» أجرت استطلاعاً حول هذا الموضوع وخرجت با لآتي: تقول«ح.س» موظفة في شركة فضلت حجب اسمها اجد معاناة في تحضير وجبة الغداء لتزامنها مع زمن العمل فأنا أقوم بإعداد الطعام بعد رجوعي من العمل لذا فان وجبة الغداء يتم تناولها بعد المغرب. وأضافت ان وجبة الغداء بالنسبة للموظفات تمثل لهن هاجساً وأما بنسبة لي لا اتوفق عادة في إعدادها في الزمن المحدد. استعين بالشغالة في إعداد وجبة الغداء بهذا الحديث ابتدرت أماني حسن«موظفة» قولها واضافت قائلة لدي اربعة اطفال بمدارس ومراحل مختلفة يأخذون كل زمني اضافة الى عملي الذي يشغل كل وقتي فأجد الكثير من المعاناة في ذلك. وتبدي أم أحمد«موظفة» بأحد البنوك اسفها على حال المواظفين الآن وخاصة المواظفات اللائي اعتمدن في كل شيء على الآخرين وعلى الطعام الجاهز. قبل سنوات كنا لا نعرف هذه العادات ونحن كسيدات نتنافس في إعدادها وان تتذوقها الأخريات ولكن الآن لا تفضل السيدات إعداد الطعام في المنازل ونسبة لضغوطات العمل تفضل الموظفات الوجبات السريعة والاعتماد عليها وكثير من الموظفات يلجأن الى«الديلفري» واعداد الفطائر السريعة بأنواعها. نسرين احمد«موظفة» باحد المراكز الخدمية تعترف بانها تأتي بعد الدوام بالغداء جاهزا وكذلك بقية زميلاتها ويكون من الوجبات المحببة اليها هي وابناؤها واحياناً تجد لديها وقتا كافيا لتذهب الى المنزل لإعداد الطعام ولكن تعودت على ذلك. وتضيف :احياناً عند عودتي الى المنزل اجد الشغالة قد أعدت الطعام الذي تحبه أسرتي واحيانا بعد العودة من العمل نتصل بأحد المطاعم او الكافتريات ليحضروا لنا بعض الفطائر او الساندوشيات وعندما أرجع من دوام العمل قد احتاج الى إعداد كوب من القهوة والشاي. وتتفق صفاء مع الآراء السابقة وتقول ان مدة الدوام طويلة سواء كانت في المؤسسات الخاصة او العامة واحياناً المؤسسات التعليمية لا تكفي لاعداد وجبة الغداء كما اننا جميعاً تقربياً نخرج في آن واحد فبالتالي لا يمكن اعداده بعد الدوام واحياناً نضطر لطبيخ سريع في حالة يكون لدينا ضيف وعن نفسي اطبخ بالاسبوع نسبة لظروف عملي. وتختلف الموظفة ابتسام وتقول احرص على إعداد وجبة الغداء يومياً في المواعيد المحددة واجتهد ان أعد لافراد اسرتي الأصناف التي يحبونها حتى أحافظ علي صحتهم واحياناً في المرات القليلة التي يضطر فيها زوجي لتناول الطعام في الخارج او الاعتماد على الوجبات السريعة بسبب عزومة احد اصدقائه او قيامه هو بدعوة اصدقائه خارج المنزل يعود جائعاً ويطلب طعام البيت فهو لا يشعر بالشبع ولا بمذاق الطعام الا في بيته وتضيف قائلة: ان بعض الزوجات يتحول ازواجهن الى مدمني وجبات سريعة والادمان أوصلهم الى عدم الاعتماد على طعام البيت ويعتمدون على الخادمات وأرقام هواتف الديلفري. رأي علم الاجتماع.. ترى الاستاذة بعلم الاجتماع أمل احمد ان وجبة إعداد الغداء شبه انتهت او انعدمت نسبة لظروف العمل التي حالت دون ذلك وان الظروف الاقتصادية اثرت على وجبة الغداء شكلاً ومضموناً، وأوضحت الأستاذة ان كثيرا من اصناف الطعام التي كانت تعدها الموظفة قد اختفت وتبقى الصحن الواحد الذي بات يكابد سر البقاء بالاضافة الى عدم تواجد أفراد الاسرة وتحولت وجبة الغداء الى«غداء عشا» ان افراد الأسرة يتناولونه بسرعة ويعتمدون على الوجبات السريعة.