في الآونة الأخيرة أصبحت بعض الأسر تتناول الوجبات الخفيفة مثل البيتزا والشيبس والهوت دوق والمعكرونة بالجبنة أو الساندوتشات وتركوا الأكلات السودانية المعروفة مثل الطبيخ والمفروك بالكسرة وغيرها من الأكلات الشعبية المعروفة، البعض أرجع سبب ذلك لعمل ربة الأسرة وانشغالها وعدم وجود الزمن بعد رجوعها من العمل لتجهيز الوجبات الشعبية والبعض الآخر ارجع السبب لعدم حب الأبناء للوجبات الشعبية ورجوع كل واحد من افراد الأسرة في مواعيد مختلفة وتناول وجبته لوحده وانعدام «الصينية السودانية» في وجبة الغداء التي يلتف حولها الأبناء ووالداهم، حول هذا الموضوع استطلعنا بعض ربات الأسر وكانت افاداتهن على النحو التالي: طبيعة التربية تقول رباب أحمد «موظفة» وربة منزل: أعتقد أن طبيعة التربية لها عميق الاثر في طبيعة الحياة التي ينتهجها الازواج في حياتهم وثقافة الوجبات وطبيعتها التي تقوم عليها؛ وقد تدعمها بعد ذلك ظروف العمل والتي جعلت الكثير من الاسر الآن تميل الى الوجبات الخفيفة والسريعة والتي لا تُسمن ولا تُغني من جوع هذه الايام.. كما ان البعض الغالب من الاسر يتحكم فيها طبيعة دراسة ابنائها واوقات العودة من العمل وغيرها من الاسباب التي تجعل ربة المنزل تتردد كثيراً في طبخ الخضر والتي يُرجعن اسبابها الى عدم رغبة الابناء والزوج في اكلها ليلاً وهذا ادى الى اختفاء «صينية الغداء» التي كانت تجمع الاسرة وكانت بمثابة اجتماع يومي يتم تداول قضاياها المختلفة وحل المعضلات، واعتقد ان ترك العادات الاصيلة في الوجبات وتنوعها هو السبب في الابتعاد عما يدور داخل الاسرة ومعالجة مشكلات الابناء.. تغير الحال وتقول حنان عبده «موظفة»: لم يعد الرجل السوداني يتمسك بحلة الملاح المفروك والمطبوخ بل تغير الحال وأصبح يأكل كل شيء وكل الأكلات الخفيفة والناشفة كما يطلق عليها مثل الشيبس والكبسة واللحمة المحمرة ان كان وضعه المادي كويس.. وعدم تمسك رب الأسرة بالأكلات الشعبية أدى الى اختفائها من المائدة «الصينية السودانية» وعدم تمسك الرجل يمكن أن نرجعه الى أسباب كثيرة أهمها أن ربة المنزل أصبحت عاملة والطبخ يأخذ زمنًا ولكن الوجبات الخفيفة سريعة التحضير وأحياناً تقوم ربة المنزل بشرائها جاهزة.. ولكن مع كل ذلك مازالت هناك أسر تتمسك بالمفروك والكسرة والطبيخ دون الالتفات لظروف ربة الأسرة. تقديراً للمرأة العاملة تقول منال محمود «موظفة وربة منزل»: الرجل السوداني أصبح مقدراً للمرأة العاملة ويستطيع أن يتناول ما تطبخه المرأة حتى ولو كان في الثلاجة عكس ما كان عليه في السابق، وأنا مثلاً لأني موظفة زوجي لا يقيدني بطبخ أشياء معينة وتحتاج الى وقت مثل المفروك والكسرة أو اعداد الطبيخ فهذا عصر السرعة حتى في تناول الوجبات السريعة مثل البيتزا والفطائر الجاهزة نسبة لظروف العمل. إيقاع سريع وتقول هناء علي «موظفة وربة منزل»: نسبة لظروف الحياة وايقاعها السريع الذي أصبح مفروضًا، أصبحنا لا نتقيد كثيراً بالوجبات التقليدية فقط نكتفي بطوة كفتة أو سلطة ومكرونة فزوجي لا يمانع في تناول الوجبات السريعة أو الجاهزة بما فيها البيتزا. اضطررت لترك الطبيخ! وتقول مها أحمد «ربة منزل»: في السنوات الأخيرة توقفت عن طبخ الأكلات السودانية المعروفة ولا يعني هذا أني لا أحب الطبخ لكني اضطررت لذلك نسبة لأن أولادي أصبحوا لا يتناولون هذه الوجبات سواء كانت طبيخًا أو مفروكًا بالكسرة وأصبح الطبيخ يمكث بالثلاجة لعدة أيام حتى أضطر الى اعطائه للشغالة، فأولادي يحبون الوجبات الخفيفة مثل البيتزا والهوت دوق والشيبس وكل واحد منهم يأتي في مواعيد مختلفة من الآخر ويتناول غداءه وحده ووالدهم لا يأتي الا في المساء وأصبحت صينية الغداء التي تجمعنا غير موجودة لذلك تركت طبخ الأكلات السودانية المعروفة.