يعد السودان من الدول الإفريقية النامية التى تعاني من الظواهر الاجتماعية السالبة والمعقدة خاصة في العقدين الاخيرين، كما ان هناك عدداً من الازمات والظروف التى أدت لهذا التعقيد نتج عنها تدهور واضطراب أصاب الاقتصاد السوداني نتيجة لهذه المتغيرات على المستويين الدولى والمحلى، وانعكس ذلك على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مما ادى لخروج المرأة للعمل في القطاع غير المنظم «بيع الشاي» بسبب الفقر وانخفاض مستوى الدخل، اضافة الى الجفاف والتصحر الذى اصاب البلاد في ثمانينيات القرن السابق، والذى بموجبه نزحت اعداد كبيرة من السكان خاصة النساء والاطفال لولاية الخرطوم، فهذه المشكلات مجتمعة ادت الى خروج المرأة للعمل لساعات طويلة مما يؤثر على تربيتها ورعايتها لابنائها وعلى صحتها، وان وجودها فى الشارع العام يعرضها للاستغلال السيئ. وبحسب الدراسة التى اجرتها ادارة المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم فقد هدفت من خلالها الى التعرف على حجم الظاهرة بولاية الخرطوم ومدى انتشارها عن طريق الحصر فى المحليات السبع، بجانب التعرف على الآثار الاجتماعية المترتبة على الظاهرة ومعرفة مدى تأثير الضغوط الاقتصادية على المرأة وخروجها للعمل لبيع الشاي. وكشفت وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم ان عدد النساء اللاتي يعملن في مهنة بيع الشاي بالولاية «13.724» امرأة منهن «11.956» سودانية و «1768» أجنبية، موزعات على محليات الولاية السبع، واكدت دارسة حصر اجرتها ادارة المرأة بالوزارة تزايد الظاهرة في الفترة الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية التى ادت الى خروجهن للعمل، وامتهن هذه المهنة في الفترة بين «1 5» سنوات، ووجودهن بالقرب من الاسواق لوجود علاقة بين اماكن التجمعات والازدحام والمناطق التي توجد فيها معظم بائعات الشاي، وكشفت عن ان البائعات ليس لديهن كرت صحي وبطاقة تأمين صحي، ومن خلال الدراسة الميدانية وجد ان بائعات الشاي دخلهن يتراوح بين «100 300» مما يثبت وجود علاقة بين العمل في القطاع غير المنظم والاوضاع الاقتصادية، وتوصلت الدراسة الى أن النسبة الأكبر من بائعات الشاي السودانيات تتراوح أعمارهن بين «30 40» عاماً، وهن متزوجات والمؤهل العلمي لهن شهادة الاساس ويسكن بالايجار، ويتراوح الدخل الشهري للبائعة بين «100 300» جنيه، وكان اختيارهن لهذه المهنة نسبة للظروف الاقتصادية، واتضح من الدراسة ازدياد هذه الظاهرة في السنوات الخمس الاخيرة، كما اتضح أن معظم بائعات الشاي يوافقن على تنظيم المهنة والانضمام الى جمعيات تعاونية، حيث بلغت أكبر نسبة لأعمار بائعات الشاي الاجنبيات بين «15 20» عاماً، وهن غير متزوجات والمؤهل العلمي لهن شهادة الاساس ويسكن بالايجار، وقد جاء اختيارهن لهذه المهنة لسهولتها، ولايملكن كروتاً صحية وبطاقة عمل، ويمتلكن بطاقة لإثبات الهوية وبطاقة مؤقتة من الشرطة، و 53.6% أجري لهن فحص معملي عند الدخول، ووفقا للدراسة اوصى الباحثون بضرورة تنظيم مهنة بيع الشاي ومعالجة اوضاعهن وايجاد البدائل المناسبة لهن، مع توفير الحماية لهن، كما ان بائعات الشاي الأجنبيات اعمارهن تتراوح بين «15 20» عاماً، ويتمركزن في مدينة امدرمان الكبرى، ويسكن بالايجار، وغير متزوجات وتعليمهن اساس وهناك 1010 بائعات شاي سودانيات، وهي تمثل الفئة العمرية «50 60» عاماً على المؤسسات الحكومية والجامعات والمستشفيات والمصانع، وفي إطار لوائح وقوانين المؤسسة عمل تأمين صحي ل «2296» مطلقة و «1757» أرملة من ديوان الزكاة والجهات ذات الصلة، وتنظيم بائعات الشاي السودانيات في جمعيات تعاونية وائتمانية ليسهل تمويلهن من البنوك وتحويلهم الى مهن أخرى، حيث يتم تنظيم جميع البائعات عدا اللاتى يحملهن مؤهلاً جامعياً وفوق الجامعي، واستخراج الاوراق الثبوتية كما تعمل الجمعيات على توفير الحماية للبائعات.