أشار الأمين السياسي للمؤتمر الوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل إلى المناخ السياسي في البلاد وإحداث التغيير في ظل الحوار المطروح من خلال الوقائع والخلفيات والتحديات الماثلة، مشيراً إلى حسابات المصالح وتوظيف الدبلوماسية المسيطرة على الموقف والعامل الأساسي في سياسة الدول الغربية منذ الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، مروراً بثورات الربيع العربي في المحيط الإقليمي، وأبان د. مصطفى من خلال حديثه في المنبر الإعلامي الدوري للاتحاد الوطني للشباب السوداني حول فرص الحوار والوفاق الوطني في ظل التحديات الراهنة، أضاف أن السودان لا بد له من الاحتذاء بالمتغيرات والطفرة العالمية واستغلال السانحة النادرة التي طرحها الرئيس البشير وتنفيذ وثيقة الإصلاح الوطني لحلحلة الأزمة السودانية وتفكيك تعقيداتها المتشابكة، ومضى قائلاً: إن السودان له تجارب غنية وإرث عريق لذلك قامت الحكومة بطرح حوار شامل حول المائدة المستديرة تشمل كل القوى السياسية والمعارضة والحركات المسلحة للممارسة الديمقراطية وترتيب البيت الداخلي، ونفى د. مصطفى عما تردد حول طرح المؤتمر الوطني الحوار الوطني؟ وما هي السيناريوهات الأكثر احتمالاً في ضوء هذه التطورات والمواقف المتناقضة، مؤكداً عدم وجود أي ضغوط خارجية مُورست على النظام لطرح الوثيقة أو قد يكون النظام في أضعف حالاته، بيد أنه يستطيع الاستمرار في طريقة نهجه وخوض الانتخابات أيضاً، لكنه استدرك قائلاً: نظراً للعواقب وما يجنيه من الحرب رأى حتمية السلام ووقف الحرب نظرا إلى تكلفة الحرب الباهظة وحصاده للبشر والاقتصاد، مؤمنا على ضرورة السلام والأمن والاستقرار والاستفادة من فرصة مبادرة الرئيس الداعي للحوار دون سقف محدد من أجل السلام والحوار والهوية والاقتصاد والمرتكزات الأربعة الأساسية لوثيقة الإصلاح الشاملة معدداً اللقاءات السياسية التي تمت مع القوى السياسية من أجل فرض رؤى وللتشاور من أجل الحوار وكيفية البداية؟ وما هي الآلية المتفق عليها لقيادة الحوار إلى الأمام والمدى الزمني المطلوب لمخرجاته. وأشادت وزيرة العمل وتنمية الموارد البشرية إشراقة سيد محمود بدور الشباب وإسهامهم تجاه القضايا الوطنية منذ الحركة الوطنية مروراً بمؤتمر الخريجين ودوره في استقلال السودان، ودعت الشباب للتمسك بالحوار والمجابهة بروح جادة للخروج بالبلاد من النفق المظلم، وأشارت الى أن تلك المبادرة ليست جديدة بل أولى المبادرات التي أطلقها الشريف زين العابدين الهندى من قبل، ودعت إشراقة كل الشباب والقوى السياسية للالتفاف حول وثيقة الإصلاح السياسي الشامل والتفاكر في كيفية الخروج وإنجاح الحوار والجلوس مع كل القوى السياسية لإحداث إصلاحات زراعية وصناعية وسلام حقيقي. ومضت قائلة: الدعوة جادة وعلينا التعامل معها بصرامة خاصة فيما يختص بقضايا الخلاف الوطني، ,أما التحدي الثاني هو الدستور القادم وحذرت إشراقة من مغبة الوقوع في الخطأ وتلافي أخطاء دستور عام 2005م بسبب اتفاقية السلام الشامل. وأبانت أن التحدى الثالث هو السلام والتراضي بصدد الصراع حول المنطقتين «جنوب كردفان والنيل الأزرق»، وأيضا دارفور وعدم تكرار سيناريو تجربة التفاوض إلى «نيفاشا2» وعدت تأثير الدستور بمجريات أحداث التفاوض، أما الرابع فهو الإصلاح وإحداث تغيير في السيادة الوطنية وتقدم الحريات وخاصة الصحافة وعدم الرقابة القبلية وإحراز تقدم نوعي وإنجاز فعلي وحقيقي وسيادة الوطن، وأشارت إلى أنه يجب أن يكون السودان بلداً آمناً من الخوف والجوع والفقر بتوفير خدمة مدنية متطورة والإجابة عن أسئلة حائرة من نحن؟ وماذا نريد؟ وكيفية الوصول إلى ما نريد؟ وتحدث نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق محمد إسماعيل عن تمزق الجبهة الداخلية بالرغم من أشواقهم للسلام والاستقرار إضافة إلى التحديات الإقليمية المحيطة بالسودان «دول الجوار» والعمل على تأزيم العلاقة وأيضا العامل الدولي، مؤكداً انه سبب الأزمة الوطنية في السودان. أما القيادي بالحزب الاتحادي الأصل الأستاذ تاج السر محمد صالح فقال: «نحن أمام فرصة واحدة إما أن ندركها أو على الدنيا السلام» والحوار صار أمراً وضرورة واقعة وأنه سنة ماضية ولا بد من الوصول إلى حلول للقضايا القومية السودانية ومخاطرها التي تهدد البلاد وعلى الجميع تدارك هذا الأمر مؤكدا«البلد لا تحتمل حروبا جديدة» يكفى ما حدث له من انقسام، وقال إن تلك المبادرة سبقتها أيضا مبادرة الميرغني للوفاق الوطني 1988م. وكلها تهدف لتحقيق السلام والاستقرار.