جلس على المنصة الرئيسة بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات من اليمين لليسار الاتحادي الأصل تاج السر محمد صالح ومن بعده المؤتمر الوطني الأخ مصطفى عثمان إسماعيل وبجواره الاتحادي الديمقراطي إشراقة سيد محمود ثم حزب الأمة الفريق صديق إسماعيل وكنت أتمنى لو جلس بجوارهم إبراهيم السنوسي أو عبد الله حسن أحمد ومعه ساطع الحاج وصديق يوسف لكانت اللوحة قد اكتملت والحوار أثمر، لكن نأمل في مقبل الأيام أن تضم المنصة من غابوا عنها لنسمع رؤيتهم ووجهة نظرهم تجاه ما يحدث بالبلاد، فمنذ أن أطلق الرئيس البشير دعوته للحوار الوطني حتى بدأت كل الجهات في الاستنفار وإنزال خطاب الرئيس على أرض الواقع بالتحاور والتشاور مع القوى السياسية بالبلاد وفتح مساحات من التواصل والتفاكر مع الآخر ومعرفة كيف يفكر وماذا يريد بعيداً عن التحامل والآراء المسبقة، الأمر الذي يساعد على التفاعل والتطور والتعاون على ترتيب البيت الداخلي لتنعم البلاد بالأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، كان المتحدثون متفائلون بما طرأ على الساحة من تغيير يحمل بشريات بغدِ أفضل، دكتور مصطفى عثمان من أكثر المتفائلين والمتحمسين للحوار من خلال آلية واضحة لإدارة الحوار والاتفاق على مقبولية هذه الآلية وحياديتها ومرجعية لهذا الحوار الذي ستكون مخرجاته ملزمة التنفيذ، القيادية بالاتحادي الديمقراطي لم تبتعد كثيراً عن خط الوطني ربما لأن حزبها من أوائل الأحزاب التي وقعت اتفاقية وبموجبها شاركت في الحكومة ولم تخرج من جلبابها إلى الآن، إشراقة أكدت أن حزبهم كان سباقاً منذ وقت طويل للنداء بالإصلاح الشامل مبدية ارتياحها لدعوة الرئيس التي يجب أن تؤخذ بجدية وانفعال للوصول لحل جذري لأزمات البلاد، وربما اتفقت معي إشراقة بأن جل أزمات البلاد كانت بسبب نيفاشا التي فُصل عليها دستور «2005م»، الآن بعد أن جاءت الدعوة من رئيس الدولة يجب أن توضع موضع التنفيذ الجاد والشامل، وأن يتفق الجميع على دستور موحد للبلاد يفي ويحفظ حقوق كل المواطنين مع ضرورة الانتهاء من الحروب التي تزداد خسائرها يوماً بعد يوم، وهذا يتأتى بالوصول لسلام حقيقي وشامل. القيادي بالاتحادي الأصل رغم قلة حديثه وقفشاته التي أطلقها إلا أنه أفلح في إيصال رسالته التي تنطوي على الحوار كوسيلة من وسائل الاتصال والتلاقي وحلحلة المشكلات القائمة مرجعاً تنادي حزبه بالحوار منذ أواخر الثمانينات، وقال محذراً هذه هي الفرصة الأخيرة وإلا فلا. ممثل حزب الأمة الفريق صديق كان الأكثر حدة رغم أنهم مشاركون في الحكومة على مستوى مساعد الرئيس، ورغم نفيهم الدائم بأن المساعد يمثل نفسه ولا يمثل حزبه إلا أن التقارب الواضح في الرؤى والاتفاق على الحوار يخالف ذلك النفي المتكرر من الحزب، الفريق صديق أشار لعدد من التحديات التي تواجه البلاد منها تمزق الجبهة الداخلية والانفراد والاستعصام بالقوة دون منطق الفكر، مضافاً إلى ذلك التحديات الإقليمية وبعض دول الجوار التي تعمل على تأزيم العلاقات خاصة مع المجتمع الدولي الذي له عداء أصلاً تجاه البلاد، نحن متفائلون بما سيأتي بعد أن بدأ الرئيس حملة التغيير الواسعة التي ستفتح الفرص للكثير من الكوادر والكفاءات بعيداً عن الانتماءات فقط، وربما خطوة الحوار الوطني ستكون مبشرة إذا توافرت الثقة بين المتحاورين وتم تعزيز هذه الثقة مع الإرادة السياسية الكاملة لضرورة الحوار الجاد والتغيير الشامل حتى نصل لما يصبو إليه المواطن من تنمية وأمن وحرية، هذه الجلسات الحوارية والتفاكرية التي ابتدرها الاتحاد الوطني للشباب السوداني في منبره الدوري ستساعد على تقريب وجهات النظر والتوافق والتراضي على حلول ترضي جميع الأطراف، فقط عليه أن يستمع للرأي والرأي الآخر.