٭ لا ينكر إلا مكابر الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة الإنقاذ... «أنا لا أعرف صندوقاً قومياً ولا خطة إسكانية ولا يحزنون» أنا أعرف الإنقاذ في ذلكم التخطيط الممتاز القائم على الفكرة الصائبة أن يتملك المواطن السوداني بيتاً يصبح جاهزاً للسكن دون أن يعاني من صعوبة البناء وتكاليفها الباهظة، بمبالغ زهيدة مقابل ذلك قد لا تتعدى الثلاثين ألفاً فقط و «شوف البسطة دي» تدفع جزءاً منها كمان مقدماً والباقي بالأقساط ل «جنى جناك» تظل تدفع بالتقسيط الممل. ٭ فكرة الإسكان بهذه الطريقة فكرة رائعة وفعلاً تجبر صاحبه للسكن بدلاً من أن تكون أرضاً لا سور يحيطها في «سقط لقط» تشجعه لبيعها في أقرب زاوية من مصلحة الأراضي قبل أن يفكر حتى في رؤيتها وبأتفه ثمن، ثم يعود لبهدلة السكن العشوائي ولو كان صاحب «ضراعات» يفكر في بنائها «بالجالوص»، وتأتي السيول و «تطين عليه عيشته» ثم ينضم للذين تضرروا من السيول والأمطار «ينتظر ناس محمد الجيلاني» ويزيد عليهم الطين بلة. ٭ على العموم الإنقاذ في السكن ما قصّرت... وعملت العليها تماماً في استقرار كثير من الأسر ولمت شملهم. ٭ هذا التحول في التفكير من السالب الى الموجب جعل هناك تطوراً... فبدلاً من الأرض صارت منازل، وبدلاً من منازل دون خدمات صارت تفكر في توفير الخدمات... وشوية شوية ربما تكتمل الصورة لاحقاً. ٭ لكن هذا لا يعفي الإنقاذ من أنها مازالت تحتاج للمتابعة والتبصير حول بعض أوجه القصور في المتابعة والمراقبة حتى يتم الاستقرار الكامل. ٭ أنموذج السكن الشعبي بالحارة «95» الذي يسمونه القاطنون فيه «مائة إلا خمسة» والذي اشتمل على أكثر من ألفي وحدة سكنية... دون أن أفصل إحصائية السكان فيها وما هي ألوانهم ولا أجناسهم بقدر اعترافي بأنه حل مشكلة ذات معضلة كان يمكن أن يكون لها ما بعدها من ازدياد في رقعة السكن العشوائي بكل سلبياته الاجتماعية والأمنية والصحية وغيرها. ٭ الآن القاطنون هناك ظلوا يعانون مشكلة الخدمات بداية بالمياه... فقد كانت معدومة تماماً... نتيجة لسلوك المتسلطين الذين يدعون السلطة على الآخرين دون وجه حق ودون أن يطلب منهم أحد ذلك، لأمراض في نفوسهم فيما يعرف بحب التسلط والسيطرة وتكريه الناس في حكوماتهم والنفور منها. ٭ مشكلة المياه هناك تم حلها بتلفون مباشر من المهندس جودة الله عثمان لهؤلاء النفر «افتحوا الصهريج»، ففتحوه مباشرة وعادت المياه وشرب الضرع والزرع بعد أن أدخلوهم هؤلاء نفق الكراهية غير المسببة فعلياً. ٭ جودة الله عثمان رجل قوي ونافذ وجاد لكن يحتاج لأوفياء في هيئته يتابعون ما أنجزه من مهام كبيرة... وهذه هي مشكلته.. فمن يتابع له ويراقب ويحاسب؟! ٭ التقيت في صيوان العزاء بالحارة «71» التي هي تحتاج لنظرة مهندس جودة الله في مشكلة المياه، فهي تنتظر تدخلكم السريع أخي جودة الله... وبعدها «إتعداك العيب»... التقيت السيد محمد أحمد النقرابي وهو من النقرابية الذين ذهبت ببعضهم السبل وحاجة السكن للحارة «95»... وقصّ عليّ معاناتهم مع اللجنة الشعبية هناك، وكيف أن المدينة التي بها أكثر من ألفي أسرة تكون مسؤولة عنهم لجنة شعبية قوامها اثنا عشر شخصاً فقط، وتنحصر المسؤولية في اثنين منهم فقط يأمران وينهيان والناس يتبعون. ٭ لا أود الخوض في تفاصيل حديثه فالمقام ليس مقامه، ولكن يحتاجون لقسمة المنطقة الى غرب وشرق، ولكل جهة لجنة شعبية تخصهم لوحدهم، خاصة أن اللجنة الحالية عاجزة عن جلب استحقاقات مهمة كشركات النفايات وغيرها من الخدمات الأخرى. ٭ بالمناسبة ظهرت لهم مشكلة فض الاشتباك بين فاتورتي الكهرباء والماء... في حين أن المياه لم تكن متوفرة أولاً، فهم يشترونها بواقع عشرين جنيهاً للصفيحة، وعندما يطلبون الكهرباء يلزمونهم بدفع المياه أولاً، وفي الواقع ليست لديهم حينها مياه... إضافة لفاتورة إيجار العداد للكهرباء منذ زمن ولم تتوقف فاتورته بالشراء الإيجاري. والفكرة عندهم أنهم دفعوا ثمنه أضعافاً مضاعفة ومازالت قيمته في الإيجار «محلك سر».