افتتحت في أديس أبابا رسمياً جولة المفاوضات الثانية بين الاطراف المتنازعين في جنوب السودان بهدف التوصل الى اتفاق سياسي ينهي الازمة، وذلك بعد 24 ساعة على إرجائها، وقال رئيس المفاوضين في «إيقاد» سيوم مسفين خلال افتتاح المفاوضات التي بدأت فعليا امس «الأربعاء» ان جنوب السودان يعاني من مؤسسات هشة او غير موجودة ما أدى الى تداعيات غير مفاجئة، واضاف ان الأزمة تمنح «القادة السودانيين الجنوبيين» فرصة تغيير المسار الذي تسلكه بلادهم، انه ليس خيارا بل ضرورة. وخلال الافتتاح تبادل رئيس الوفد الحكومي نيال دينق نيال ونظيره في معسكر مشار تابان دينق الاتهام بانتهاك وقف اطلاق النار، لكن نيال اكد ان حكومته تكرر التزامها التفاوض بدون شروط مسبقة، في اشارة الى توعد معسكر مشار بتعطيل المفاوضات اذا لم يتم الافراج عن الأربعة المعتقلين. وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس. مزاعم مذبحة طالب برلمان جنوب السودان بإجراء تحقيق عاجل في مجزرة مزعومة ارتكبت في التاسع من شهر فبراير الماضي في شرق الاستوائية بمقاطعة بودي حيث قام مسلحون مجهلون بحرق منازل المواطنين وان البيت الواحد كان يحوى على الاقل 19 شخصا وتم إحراق «229» منزلاً. عمال النفط اكد مكتب الرئاسة بدولة جنوب السودان ان شركات النفط أجلت الموظفين غير الأساسيين في اعقاب المعارك الدائرة في ولاية اعالى النيل، وبحسب المتحدث باسم الرئاسة انتوني ويك انتوني فانه تم اجلاء العمال غير الأساسيين في حقول البترول في الولاية. المعارضة تنفي نفت قوات المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان انها قد خسرت ثلاثة قادة كبار خلال المعارك التى وقعت خلال الفترة الماضية في ولاية جونقلي، وقال المتحدث العسكري باسم المعارضة الجنرال لول كوانغ ان جميع قادة جنرالات قواته آمنين، وفي السياق نفسه نفى الجنرال لول كوانغ تجنيدهم او استخدام الأطفال في صفوف جيشهم، مؤكدا بان الحركة لا تقبل استخدام الأطفال وأن الصور التى ظهرت مؤخرا هي لجنود اطفال ضمن حركة ديفيد ياوياو، بدوره اتهم الجنرال كوانغ القوات اليوغندية بتقديم المساعدة المباشرة وغير المباشرة في القيام بعمليات الإبادة الجماعية مخطط لها من قبل حكومة سلفا كير ويتم تنفيذها بواسطة قوات خاصة قبلية. حصيلة أعالي النيل أكدت مصادر طبية في مدينة ملكال بولاية اعالى النيل ان حصيلة القتلى والجرحى في الولاية بلغت 750 بين قتيل وجريح خلال اشتباكات الاسبوع الجارى بين قوات سلفا كير والمعارضة المسلحة. لينو ينتقد أكد رئيس الاستخبارات الأسبق في جيش دولة جنوب السودان إدوارد لينو ان ما حدث في جوبا في ديسمبر ليس انقلابا، وقال لينو في سلسلة مقالات نشرت انه ليست هناك ادلة على المحاولة الانقلابية مشيرا في مقالاته الى اعضاء المحاثات في اديس ابابا بين الحكومة والمعارضة ان الجيش في الأساس كان هشا ويتبع لولاءات مختلفة، كما انتقد لينو التدخل اليوغندي في بلاده بجانب المجازر التى وقعت ضد المدنيين الأبرياء في الصراع، وتشير مصادر «سودان تربيون» ان الرئيس سلفا كير حاول يوم 15 ديسمبر نزع السلاح من قوات النوير في الحرس الجمهوري مما ادى لتبادل إطلاق النار بين الجانبين. عودة «75 %» من اللاجئين إلى بانتيو كشفت السلطات بولاية الوحدة أمس عن عودة ما يقارب ال«75»% من المتأثرين بسبب الإشتباكات التي وقعت بين القوات الحكومية وقوات مشار بولاية الوحدة، وتطالب المحتمين بمقر البعثة الأمميةببانتيو للعودة إلي منازلهم، وقالت نياليت جون داك وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة الوحدة أن الولاية تشهد إستقرارا هذه الايام، وكشفت عن تفقد الحكومة لعدد من المقاطعات بالولاية، واشارت إلى أن مقاطعة «فانجار» هي المقاطعة الوحيدة التي لم تصلها قوات الحكومة حتى الآن، وأرجعت ذلك لوعورة الطرق، وحول تواجد قوات المعارضة رجحت عدم تواجدها في بقية مقاطعات الولاية التي فقدتها الحكومة، هذا وأكدت داك رجوع اعداد كبيرة من النازحين إلي بانتيو قدرت العدد بنسبة «75% » من المتأثرين، وطالبت البقية بالعودة إلي منازلهم قبل حلول فصل الخريف، واعربت عن مخاوفها من تفاقم حالاتهم الصحية بحلول الخريف، من جهة أخرى كشفت داك عن صرف العاملين بالولاية لرواتب شهر يناير المنصرم، وبشأن الموظفين الذين ظلوا بمقر بعثة الأممالمتحدة ببانيو، استبعدت داك وجود اتجاه داخل الحكومة لصرف المرتبات لمن هم داخل بعثة الاممالمتحدة، وقالت ان الحكومة ناشدت جميع العاملين بالولاية حتى الذين يحتمون بداخل مقر الاممالمتحدة للرجوع لمؤسساتهم لمزاولة العمل، إلي جانب ذلك أكد عدد من العاملين بولاية الوحدة صرفهم لراتب شهر يناير، وأكدوا بان موظفي وزارة الإعلام والتربية والحياة البرية صرفوا رواتبهم. كينيا تحذر حذرت كينيا من تصاعد النزاع في جنوب السودان. واستنكرت بالازدراء الكامل من جانب طرفي المواجهات في جنوب السودان باتفاق وقف اطلاق النار الذي ساهمت في توقيعه في يناير، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. ودعا مجلس الامن القومي في كينيا الذي يرأسه الرئيس اوهورو كينياتا طرفي النزاع الى استئناف مفاوضات السلام المعطلة، وعبّر عن قلقه العميق حيال استمرار الاعمال العسكرية التي تزداد خطورة في جنوب السودان في ازدراء وانتهاك كامل لاتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع في 23 يناير.من جهة ثانية، حذر المجلس من أزمة انسانية تزداد تدهورا في جنوب السودان وخصوصا ازدياد تدفق اللاجئين. يذكر ان كينيا تنشر ألف جندي في جنوب السودان المجاور لها، وتخطط لنشر قوات اضافية قوامها «310» جنود وذلك في اطار مساهمتها في قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة المنتشرة في هذا البلد، كما كانت كينيا وسيطا رئيسا في المفاوضات التي أدت الى استقلال جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011، ويضم مجلس الأمن الكيني الرئيس و نائبه ورؤساء قوات الدفاع الكينية و وكالة المخابرات، وأمناء مجلس الوزراء الخارجية والتجارة الدولية. آراء متباينة تشهد مناطق متعددة بدولة جنوب السودان مواجهات عسكرية عنيفة بين القوات الحكومية والقوات المعارضة التابعة لرياك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير ميارديت، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن خروقات لاتفاق وقف العداء المسلح المبرم بينهما، وبحسب مختصين فإن تجدد المعارك في أكثر من خمس مناطق بولايتي جونقلي وأعالي النيل ينطوي على العديد من الدلالات والمؤشرات على مستقبل السلام في أحدث دول العالم. واتهم جيمس واني إيقا نائب رئيس دولة جنوب السودان النائبَ السابق مشار وقواته بالعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد رغم التزام الحكومة باتفاق وقف العداء المسلح والذي وُقع في يناير الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. في المقابل قال يوهانس موسى فوك المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية في المعارضة - الجناح السياسي لقوات المعارضة - إن قواته تصد فقط هجمات القوات الحكومية على المناطق التي تخضع لسيطرتهم. وأضاف فوك أن القوات الحكومية بالتعاون مع الأوغندية هي التي خرقت اتفاق وقف العداء، مشيراً إلى أن قواته لم ترتكب أي انتهاكات في مدينة ملكال التي تسيطر عليها الآن. ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبراهيم أوول أن هنالك أسباباً عديدة تقف وراء تجدد المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة والمعارضة بجنوب السودان، أولها أن الحكومة لم تلتزم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الأربعة وعلى رأسهم باقان أموم، كما لم تنسحب القوات الأوغندية من البلاد. وقال إن قوات المعارضة أرادت تحقيق مكاسب ميدانية لتحسين موقفها العسكري، وخدمة لأجندتها السياسية. وحمل أوول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيقاد» مسؤولية تدهور الأوضاع بجنوب السودان لأنها لم تنشئ مراكز لمراقبة الاتفاق ميدانياً. مقابر جماعية تقوم مجموعة صغيرة من المتطوعين في بلدة بور شبه المهجورة، عاصمة ولاية جونقلي في جنوب السودان، بإزالة الجثث من المنازل، ووضعها في أكياس للجثث تبرعت بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ودفنها في مقابر جماعية. فمنذ ظهور المعارضة المسلحة في منتصف شهر ديسمبر، سيطرت القوات الحكومية على البلدة وفقدتها من جديد عدة مرات. وقال الجيش في 23 فبراير، أنه صد محاولات أخرى للسيطرة على بور. وقال حاكم ولاية جونقلي بالانابة أكيلا لام، بعد الانتهاء من مراسم دفن 134 شخصاً صباح اليوم نفسه: ربما تم تنظيف 60 بالمائة من بور. وقال جون برندرغاست، مدير مشروع مكافحة الإبادة الجماعية «إيناف»، أنه زار ثلاث مقابر جماعية أخرى قبل أسبوع من زيارة شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»، حيث تم دفن المئات من الأشخاص.وأوضح قائلاً: في كل يوم، يتم اكتشاف عشرات الجثث الجديدة في المنازل المهجورة. ويمكن مشاهدة أكياس الجثث التي تم إعدادها من قبل العاملين في المجال الطبي على طول الطرق. ولا تزال بعض أكياس الجثث البيضاء موجودة على طول الطرق الرئيسة. وأضاف برندرغاست: لا توجد طريقة لمعرفة عدد القتلى الذين لا يزال يتعين تعدادهم، لأن معظم البلدة قد أصبحت مهجورة.وتنتظر مئات الجثث عملية الدفن في موقع يقوم فيه حفارون من بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان «UNMISS» بإعداد المزيد من المساحات في حقل كان يستخدم كمقبرة لبضع عشرات من الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الأمراض. وكل ما تبقى من السوق في بور هو بعض الصفائح المعدنية المتكدسة وأكوام من القمامة؛ وتمتد الأكواخ المحترقة، التي يقول البعض أنها تحتوي جثث أصحابها، على طول الطرق الترابية التي تملؤها الحفر. وتختلف تقديرات أعداد القتلى في جميع أنحاء جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر على نطاق واسع. ففي يناير، أشارت مجموعة الأزمات الدولية إلى مقتل 10.000 شخص، بينما يقدر بعض الدبلوماسيين عدد القتلى بعشرة أضعاف هذا الرقم. ويتحدث عمال الإغاثة الفارين عن الدمار الذي شاهدوه في مدن مثل بانتيووملكال عن صعوبة الوصول إلى الجثث ويعتقد أن الآلاف قد لقوا مصرعهم في بور والمناطق المحيطة بها، ولكن الوصول إلى الجثث يكاد يكون مستحيلاً في خمس من مقاطعات جونقلي ال 11 حيث لا يزال ينشط المعارضون. وقال لام حاكم الولاية بالوكالة: يقوم بعض الأشخاص بتفتيش البيوت بيتاً بيتاً بحثاً عن الجثث، ولكن ليس لدينا أية سيارات للقيام بذلك.لا توجد طريقة لمعرفة عدد القتلى الذين لا يزال يتعين تعدادهم، لأن معظم البلدة قد أصبحت مهجورة. مؤتمر أديس شنّت زوجة ريك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان إنجلينا تينج، هجومًا عنيفًا على حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت، مطالبة إياه بتقديم استقالته، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الجنرال الفرد لادوا غوري، أحد القادة الميدانيين المعارضين، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، استعرضا فيه الوضع الراهن في جنوب السودان. واتهمت تينج حكومة سلفا كير بالفساد، قائلة إن الوضع في جنوب السودان مأساوي، وعلى سلفا كير أن يتقدم باستقالته، معتبرة ذلك شرفًا له. وقالت تينج إن المعارضة في جنوب السودان أجبرت على حمل السلاح في الصراع الدائر مع الحكومة، داعية المجتمع الدولي إلى إدانة التدخل اليوغندي في الأزمة السياسية بالبلاد، واصفة هذا التدخل بغير المبرر. وأضافت زوجة النائب السابق لرئيس جنوب السودان أن اتفاق وقف العدائيات وإطلاق النار لم يمت، مطالبة بتفعيل آلياته ومنها سحب القوات اليوغندية، معلنة أنها ستشارك بالمفاوضات، دون مزيد من التفاصيل حول المفاوضات.من جهته، قال غوري، الذي أشيع عن مقتله في إحدى المعارك مع قوات الحكومة، إن سلفا كير حوّل الصراع السياسي في بلاده إلى صراع قبلي بين النوير والدينكا، مطالبًا إياه بتقديم استقالته لعدم قدرته على إدارة الدولة. دعم مصري قال العقيد فيليب قوير المتحدث العسكرى لدولة جنوب السودان، إن جيشه يسعى لمحاربة العصابات والميليشات المسلحة التى تحاول السيطرة على أرجاء البلاد.وأكد فيليب فى مؤتمر صحافى عقدته سفارة جنوب السودان بنقابة الصحافيين بالقاهرة، أن الجيش الشعبى تمكن من إنهاء المعارضة ووقف محاولات الانقلاب على الرئيس سلفا كير، مشيرا إلى أن هناك وجود المعارضة فى ولاية واحدة. وأشار فيليب إلى أن المعارك تدور الآن فى مدينة مالاكان موضحًا أن جيشه تمكن من السيطرة على مدينة بور التى تسعى للمعارضة، مشيرا إلى أن القوات الشعبية تنظم صفوفها لفرض السيطرة والأمن على الأوضاع. وأوضح فيليب أن جيشه قادر على فرض الأمن والاستقرار فى دولته، لتحقيق وإرساء الأمن والاستقرار وإعادة تعمير البلاد بعد التدمير الحروب المتتالية. وقال إن هناك مجموعة من المعارضة تسعى إلى إحداث نوع من الفوضى داخل البلاد وتزعم عدم وجود ديمقراطية فى دولته، وأكد أن رياك مشار نائب سلفا كير يزعم وجود فساد فى دولته، مشيرا إلى أن ذلك غير موجود، وأنه يسعى إلى إحداث نوع من الفوضى. وأوضح قوير أن مشار طلب من كير التنازل عن رئاسة البلاد لصالحه، مشيرا إلى أن كير رفض التنازل عن الحكم لصالح مشار، وأنه يسعى لتسليم السلطة بالانتخابات . وتابع فيليب أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قدمت مساعدات فنية لدعم تدريب وتأهيل الجيش الشعبى إضافة إلى أن لدينا قادة يدرسون فى الكليات العسكرية المصرية، مشيرا إلى أن عملية التطوير بطيئة بسبب النزاعات المسلحة والقتال الدائر مع المليشيات.