يختبئ الكثير من الشباب في محاولة اخفاء تلك البقع ذات اللون الفاتح المائل للاحمرار أو البياض الشديد خلافا عن باقي الجلد، ولكن يمكن ان يخفى ما امكن له ان يخفيه، غير ان هنالك آخرين لا يستطيعون اخفاء ذلك اللون خاصة ان كان على الوجه او الرقبة او الجزء الأمامى من الأيدى فى محاولة اخفائه ليس لانه يحدث آلاما نتيجة لتأثيرات البيئة من شمس وهواء ولكن بسبب نفور المجتمع من المصابين ظنا من الكثير ان تغير ذلك اللون يمكن ان ينتقل لهم، فهؤلاء قد فقدوا اعمالهم بسبب الاصابة وهجر الازواج المصابين كما نبزوا من المجتمعات واصبح اكثرهم فى الطرقات يسألون الناس سد حاجتهم غير ان هذه الاصابة هى عبارة عن فقدان او انعدام الصبغة اللونية فى منطقة ما بالجلد وهو يختلف عن البهق الذى ينتج عن اللتهاب فطرى والاول له أسباب وراثية واخرى مرتبطة بالاصابة ببعض الأمراض. لمعرفة الكثير عن البرص وكيفية علاجة واهمية التعامل مع مصابيه اهتمت «الإنتباهة» بذلك وحاورنا د. صافي الدين النور علي فإلى افادته: ما معنى كلمة بهاق أو برص علمياً؟ أولاً لا بد من معرفة ان الجلد هو العضو الوحيد الذى يختلف موضعيا على حسب وظيفته، البرص هو احد اشكالات اللون، حيث انه يحدث نتيجة لوجود خلل فى الصبغة اللونية محدثة انعدام اللون وسبب ذلك وجود اجسام مضادة تعمل على قتل الخلايا اللونية. ما هي أسباب البرص؟ مسببات البرص كثيرة ناتجة من امراض عديدة منها على سبيل المثال عوامل المناعة وعوامل وراثية حيث اثبت مؤخرا ان هنالك جينات وراثية هى المسببة له بنسبة 30 % مرتبطة ببعض الامراض المناعية «السكرى الغدة الدرقية» و40% الأخرى غير واضحة الاسباب لكنها تعود الى احد السببين الماضيين. هل لظهور البرص علاقة بتناول بعض المواد الغذائية؟ البرص او البهاق ليست له علاقة بتناول اى من المواد الغذائية لكن تزيد من حدته اسباب بيئية «تلوث البيئية». هل لظهور الاصابة بالبرص أشكال مختلفة ام نمط واحد؟ البهاق أو البرص تظهر الاصابة به بشكلين او نوعين إما جزئي او كامل، فقد يظهر بشكل طرفى جزئي «الأيدى والأرجل أو الوجه او الشفتين» فقط، او قد يظهر بشكل كامل ويسمى فى هذه الحالة شاملاً، وهنالك شكل آخر هو شكل الشريط او الشريحة وهذا الشكل يظهر لدى الأطفال. هل للإصابة بالبرص أعراض؟ الإصابة بالبهاق أو البرص لها علامات واضحة هى فقدان الصبغة اللونية جزئية او كلية وتوجد فيه أعراض اخرى. وكيف يمكن تشخيص الإصابة بالبرص؟ لا يوجد تشخيص معملي للبرص فهو واضح للعامة حيث لا تؤخذ عينة او خلافه واذا اخذت فهى توضح فقدان الخلايا اللونية بالجلد نتيجة لوجود الاجسام المضادة التى تعمل على قتل الخلايا اللونية. هل يمكن أن يحدث الالتصاق بين الجزء السليم والمصاب في جلد الشخص المريض الإصابة؟ يجب اولا معرفة ان البرص او البهاق هو مرض غير معدى ولا ينتقل بالعدوى وهو مرض غير خبيث. لكن البرص يحدث لمصابه معوقات اجتماعية كبيرة ؟ البرص او البهاق يسبب لمصابه نفورا اجتماعيا يتمثل فى عدم تقبل المجتمع للمصاب خاصة فى المجتمعات البسيطة مثل مجتمعاتنا لكنه هو مرض غير معدى وليس خبيثا لذا يجب التعامل مع المصابين بصورة اجتماعية جميلة لا تختلف عن غيرها. وهل يمكن علاجه؟ علاج البرص يتم حسب الحالة فاذا كانت محدودة علاجها اسهل واسرع اما اذا كانت واسعة الانتشار فهى تحتاج لفترة وكل ذلك على حسب امكانيات الجهة المعالجة. وكيف يتم العلاج خاصة في الشكل الجزئي؟ يستهدف علاج البرص أولا إيقاف انتشار المرض ثانياً اعادة الصبغة اللونية ويستعمل فى العلاج عقاقير موضعية واخرى تؤخذ بالفم او عن طريق الحقن. هل واكبنا العالم في علاج البرص؟ تقدمت دول العالم الكبرى فى علاج البهاق وأصبحت هنالك عدة طرق ووسائل لعلاج البرص او البهاق احدثها الليز والوسائط الضوئية كالاشعة فوق البنفسجية وقد ادخلنا هذه التكنلوجيا لعلاج البهاق بالسودان وتم علاج العديد من الحالات فى وقت وجيز. وضح لنا كيف تتم معالجة البهاق بمثل تلك الوسائل؟ فى العلاج بالليزر يتم تسليط الضوء على الجزء المراد علاجه وعلى جلسات حيث يستعمل نوع الليزر الذى يضم الاشعة فوق البنفسجية وهذا النوع من العلاج عادة يستخدم فى الحالات ذات المسافات المحدودة «اقل من 10% من الجسم». اما العلاج بالاشعة يتم بشكل موضعى وهذا فى شكل البهاق العام حيث تعمل الاشعة على تنشيط الخلايا الملونة واعادة تأهيل الخلايا لانتاج الصبغة اللونية. ألا توجد أي تطورات عالمية أخرى لعلاج البهاق؟ آخر التطورات لاعادة الصبغة اللونية عمدنا مؤخرا على زراعة الانسجة حيث ثبت علميا ان المناطق التى بها شعر تعيد صبغتها اللونية بصورة اسرع واكبر من المناطق التى ليس بها شعر وهذا الطريقة من العلاج مستخدمة فى كثير من دول العالم المتقدم وقد اثبتت فاعليتها وسرعتها فى علاج البهاق. هل تؤثر إصابة الأم الحامل المصابة بالبرص أو البهاق على الجنين وهل من معالجة لذلك؟ المرأة الحامل المصابة بالبرص او البهاق لا ينتقل منها الاصابة للجنين الا عن طريق الجينات الوراثية وكما يمكن علاج المرأة الحامل او المرضع وذلك عن طريق الاشعة او الليزر او الزراعة ولكن من غير حبوب حتى لا تؤثر على الطفل او الجنين. هنالك تخوف بين الشابات بإحداث الإصابة بالبرص او البهاق بسبب استخدام بعض المساحيق أو الكريمات؟ ثبت علميا ان هنالك بعض الأدوية تتسبب فى فقدان الصبغة اللونية «الكرتزون» غير ان هنالك بعض المراكز تستخدم التبييض كعالج للبهاق لكن ذلك النوع من العلاج لا يتلاءم مع اجوائنا فى السودان لشدة حرارة الشمس. هل من توصية؟ يجب التعامل بشكل طبيعي مع مريض البرص او البهاق فهو مرض غير معدي وليس خبيثاً.