بارك الله في أيام أخينا الأستاذ زكريا حامد صاحب عمود «حاجة غريبة» ذلكم الحلفاوي الساخر... الذي عالج بعموده الصغير في الصفحة الأخيرة في كثيرٍ من الصحف اليومية، الكثير من المشكلات التي لا حصر لها. اخترت لعمود اليوم هذا العنوان استئذاناً منه حول بعض الملاحظات في الأشياء الغريبة التي حقيقة تحيّر الإنسان وتعكر لونه كمان. في الوقت الذي يصارع فيه السيد معتمد الخرطوم اللواء نمر من أجل عاصمة نظيفة.. الباعة المتجولون في قلب السوق في شارع الجمهورية قبالة وزارة الإعلام ينشئون سوقاً عشوائياً وعلى عينك يا تاجر تزوره شراءً و «فرجة» غالبية نساء المالية عند نهاية الدوام اليومي للعمل. يأتين بثيابهن البيضاء في موكب ضخم حيث يقف ترحيلهن... والباعة العشوائيون يتوسطون هذا الكم الهائل من السيارات في منظر غير لائق... أوساخ لبائعي القصب والنبق والتسالي والترمس في درداقات متسخة... هذه بداية سوق عشوائي جديد. في ذات الوقت الذي يحارب السيد المعتمد الأسواق والمطاعم ويراجع تصاديقهم وصلاحيتها يتحداه الباعة هذه المرة، وأين يكون هذا التحدي.. في قلب الخرطوم.. إشارة واضحة إلى أننا يا أخ يا معتمد مهما فعلت لا يمكن أن تقاوم تيارنا الجارف... ها نحن هنا في وسط الخرطوم نقيم سوقاً عشوائياً زبائنه من الطبقة المثقفة وبعض موظفات المالية والمارة عبر الشارع العام. زيارة عابرة للسيد المعتمد لكوبري الحرية بعد المغرب ستريه العجب العجاب!!. أين السيد المعتمد من كل هذا الهرج والمرج والمرض؟! ألم يزر هذه الأسواق ذات النبت العشوائي التي أؤكد أنها ستستمر وتفرض نفسها طالما هناك إهمال وعدم مراقبة ومتابعة للذي يحدث وفي وضح النهار. لا يُلام السيد المعتمد وحده.. اللوم على وحداته التنفيذية الميدانية التي يجب أن تكافح مثل هذه الظواهر ليس هذا في شارع الجامعة جوار وزارة الثقافة.. بل ذهبوا لكل المواقع بالوزارات عند خروج الموظفين وأمام دواوين الحكومة المختلفة. لهذا السبب تهرب شركات النظافة.. ولهذا السبب تزداد الخرطوم كل يوم اتساخ ووسخ. الباعة يتركون هذه الأوساخ خلفهم دون أن تكون هناك جهة تراقبهم وتلزمهم بنظافتها. لماذا يفعل الشعب كل هذا؟... الإجابة سهلة أولاً انعدام الرقابة.. ثانياً ضعف الجهاز التنفيذي للمكافحة.. ثالثاً عدم تفعيل القوانين شديدة الصرامة ضد هذا الاستهتار من الباعة وغيرهم.. رابعاً الإهمال وعدم المبالاة من جهات الاختصاص في المعالجة الفورية.. خامساً سياسة النفس البارد الذي لا ينفع مع هذه العينة التي لا تعرف النظافة لهم طريقاً. هذه الظاهرة الخطيرة ستجعل من الخرطوم وكراً متسخاً يعكس القبح كل القبح... حتى الذين يعملون في الجوانب الصحية لا يكلفون أنفسهم حتى لزيارة أسوار الجامعات ومعاينة ما يتم بيعه لأبنائنا الطلاب... رغم كل الذي كتب ويكتب يومياً عن فساد هذه الأطعمة الملوثة و «المنقة الخضراء». السيد المعتمد الأمر اليوم تحت السيطرة... لكن بكرة يخرج عنها... وحينها لن تفلح ولن نفلح.