هدية علي: أثارت تحركات قوات التدخل السريع وما تميزت به من سرعة ببسط الأمن في جبهات متعددة في دارفور وكردفان ردود أفعال غاضبة من الحركات المتمردة في دارفور، وأدت إسهامات قوات التدخل السريع في اتساع الدائرة الأمنية واستقرار مظاهر الحياة العامة لحملات دعائية مكثفة مضللة استهدفت تشويه الصورة العامة لقوات التدخل السريع بغرض ردعها وإجبارها على التراجع كي تفسح المجال لتمدد الحركات المتمردة. وتعارض أهداف قوات التدخل السريع في حماية أمن المواطن مع مصالح الحركات المتمردة أدى إلى تدخل أمريكا وفقاً لتقارير منقولة عن الحركات المسلحة والجبهة الثورية. عشرة أعوام ودارفور بلا أمن والمواطن العادي لم يتنسم بعض من بوادر العافية والاستقرار ويستجمع قواه لمجابهة التحديات التي خلفها عدم الاستقرار الأمني وسيطرة الحركات المتمردة على المشهد. هكذا هو الحال هناك في دارفور حتى وطئت قوات التدخل السريع أرض دارفور، حيث تمكنت في فترة وجيزة من شل القدرة القتالية للحركات المتمردة أو ما يعرف بالجبهة الثورية بنسبة «50» في المائة، وبرز ذلك بوضوح في مظاهر الحفاوة التي قابل بها المواطنون هذه القوات، فبمجرد ما يتناقل لأسماع المواطنين دنو قدوم قوات التدخل السريع لمدينة ما حتى يتجمهر المئات من المواطنين أمام منازلهم والطلاب أمام مدارسهم لمشاهدة وصول سيارات التدخل السريع، وذلك لأن هذه المظاهر التي طال انتظارها لأهل دارفور تعني بسط هيبة الدولة التي غابت عن مدن دارفور ومحلياتها لردح من الزمان. وهو ما يتعارض مع ما ظلت تردده بعض الجهات عن طبيعة هذه القوات ومهمتها.. تلكم الجهات التي سعت لإلصاق تهمة زعزعة الأمن بقوات التدخل السريع وبعض مظاهر السلوك السالبة الأخرى. المواطن آدم أبكر يعمل في تشييد المباني بمدينة نيالا حكى لنا عن مشهد لدخول قوات التدخل السريع لمدينة نيالا بتاريخ الرابع من مارس الجاري، حيث قال: لقد كنت أقف في الشارع العام مع جمهرة من الناس وسمعت أصوات التهليل والتكبير تدوي وتنبعث من حناجر جموع المواطنين حتى اهتزّ لها المكان، وتلاميذ المدارس الذين تجمهروا على جنبات المنازل والمدارس يلوحون ترحيباً بقوات التدخل السريع، فهذا المشهد شدني جداً لأنه يعني ببساطة عودة الأمن للمدينة وما حولها. فيما انطلقت زغاريد النسوة لتحرك سكون وفضاء المكان إيذاناً بنشر الأمن. لقد وجدت قوات التدخل السريع وهي تجوب شوارع نيالا تحفيزاً كبيراً من النساء اللائي ترملن وشردن من قبل المتمردين الذين شردوا الأسر وأحرقوا القرى واغتالوا كل مظاهر الحياة الآمنة المستقرة. وهذه شهادة أخرى من والي جنوب دارفور اللواء الركن آدم محمود جار النبي الذي قال إن إظهار القوة لقوات التدخل السريع طهّر جنوبنيالا، وكان بمثابة رسالة للمتمردين والمرجفين داخل المدينة الذين يدعون أن الحركات المتمردة مازالت تمتلك القوة، ولكن الصراع حول من يمتلك القوة في دارفور ويقود زمام المبادرة إنما هو محور النزاع الذي تكشف عنه طبيعة المعركة بين قوات التدخل السريع والحركات المتمردة، وتأتي هنا أهمية من يقف وراء التصريحات الأمريكية حول قوات التدخل السريع وما نسب لهذه القوات في محاولة متعمدة للتشويش على طبيعة مهمتها. الخبير العسكري الجنرال صافي النور ينفي بشدة ما ألصق بهذه القوات باعتبارها أنها «جنجويد» قائلاً ل «الإنتباهة» إن قوات التدخل السريع قوات مكونة بحكم قوانين القوات المسلحة والأمن العام، وهي قوات قومية مكونة من كل مكونات المجتمع السوداني وليست حصرية على مجموعة قبلية محددة، ويقول إن وجودها ليس بدعة، وإن هناك العديد من الدول لديها قوات للتدخل السريع مجهزة ومدربة على أحدث الأسلحة الثقيلة والحديثة وذات تدريب عالٍ وخاص. ويصف صافي النور الهجوم على قوات التدخل السريع بأنه محاولة من المعارضة لإثارة الكراهية ضدها، وأن الحركات المتمردة هي صاحبة المصلحة في الترويج لأي عمل عدائي ضد قوات التدخل السريع، على اعتبار أن هذه القوات مهمتها حسم التفلتات الأمنية في دارفور واسترجاع الوضع في دارفور الى سابق عهده وحسم التمرد نهائياً، وهو ما ينتقص من مهمة الحركات المتمردة ويمحو وجودها بالكامل ويقلل من ثقلها في مناضد الحوار. وفي معرض تعليقه على الاتهامات الأمريكية لقوات التدخل السريع وصف صافي النور ما ذهبت إليه أمريكا في حق هذه القوات بأنه من الطبيعي ألا ترضى أمريكا عما تقوم به قوات التدخل السريع لأنه يتعارض مع الدعم السخي الذي يقدمه الأمريكان للحركات المتمردة لتظل حية، وبالتالي حسم هذه الحركات لا يرضي أمريكا. وتساءل عما إذا كان ما حدث في الطويشة ومليط واللعيت من أعمال عدائية ضد المدنيين نفذتها الحركات المتردة يرضي الإنسانية التي تدعو لها أمريكا وتعلي من شأنها، مشيراً إلى أنه على الرغم من كل ذلك فإن الحكومة ومجتمع دارفور يبسطان الأيدي للسلام، وينبغي أن يصب جهد أمريكا في إقناع حملة السلاح بالانحياز لخيار السلام. قائد قوات التدخل السريع اللواء الركن عباس ابراهيم قال ل «الإنتباهة» ان الأمريكان يعلمون جيداً من خلال ما هو متوفر لهم من معلومات عن الأوضاع الأمنية في دارفور بعد دخول قوات التدخل السريع فيها ألا مستقبل للحركات المتمردة في دارفور، وبذلك هم يريدون أن يؤثروا من خلال تصريحاتهم الأخيرة على الدولة لتلجم عمل قوات التدخل السريع وتفسح المجال للحركات المتمردة، ولكنهم طبقاً للواء عباس ابراهيم ماضون في تنفيذ مهمتهم، ومن حق الدولة أن تستخدم كل قواتها لحسم التفلتات الأمنية أياً كانت، قائلاً: «إن امريكا تدير العالم وفقاً لنظرية الفوضى الخلاَّقة، وهو ما تسعى لتطبيقه في دارفور لكننا واعين لطبيعة مهمتنا»، مبيناً أن قوات التدخل السريع ذهبت لتوفر الأمن لإنسان دارفور وليست خصماً عليه، وأن هذا القوات حفرت الدوانكي وشيدت المدارس وأنشأت العيادات الطبية على طول الطريق الذي عبرته من كردفان لدارفور، وقد وجدت تجاوباً وتفاعلاً معها من جانب المواطنين، ولم تلمس قط أنها كانت خصماً على المواطن في أية مدينة دخلتها. وختم حديثه بأن زفّ البشرى لأهل دارفور قائلاً: «أحدثكم أنه وفي خلال أسبوع فقط دارفور ما بتشيل اتنين يا نحنا يا الحركات المتمردة».