في أمسية الثلاثاء 25 مارس الجاري وبمقر وزارة الخارجية بالحي الدبلوماسي في كافوري، التقى خريجو مدرسة خورطقت الثانوية، بغرض تكوين رابطة خريجي خورطقت . والرابطة مناط بها إعادة خورطقت إلى سيرتها الأولى وإنشاء المدرسة القومية ذات الأربع سنوات، بنظام السكن الداخلي لكي تستوعب الطلاب من كل أنحاء السودان، وإحياء المناشط المسرحية، والأدبية والفنية، والرياضية، والمكتبات بالمدارس القومية، التي تنشأ في كل ولاية وذلك إسهاماً من الخريجين في اعتماد مبدأ الوحدة في التنوع . وأعلنت الرابطة عن قيامها بمساعدة المدارس الطرفية في مجالي الإجلاس، والمكتبات ووجبة الإفطار للتلاميذ المعسرين، والمساعدة في تحسين البيئة المدرسية. وذلك في إطار رد الدين الذي طوقت به خورطقت كل من درس فيها . وجاءت البشريات لخريجي خورطقت بأن والي شمال كرفان أحمد محمد هارون وهو من خريجي خورطقت قد تعهد بإعادة خورطقت ضمن نفير نهضة شمال كرفان وقررت الرابطة دعم جهود الوالي في هذا الاتجاه كما قررت إقامة دار لخريجي خورطقت الثانوية بولاية الخرطوم . لقد كان لقاء الخريجين ليلة من ليالي خورطقت« وما أحلى لياليها العامرة بالنشاط الثقافي والإبداعي في شتى المجالات» لقد اجتمعت في هذا اللقاء الدفعة الأولى التي تخرجت في العام 1952م مع آخر دفعة تخرجت في عام 1992م هو تاريح تجفيف المدرسة . وجاء من خريجي خورطقت بكري الأزهري والسفير عثمان السيد والسفير حسن عابدين أو حسن عابدين سابقاً كما كانوا يدعونه في خورطقت .وجاء جيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من شاكلة بشير جمعة سهل والمسلمي الكباشي ومهدي أكرت ومختار سيكا وكاتب هذه السطور والمرضي صالح، وغيرهم وكانت بحق ملحمة من ملاحم خورطقت تشبه الاحتفال بالعيد الفضي والماسي أواليوبيل الذهبي لخورطقت، حيث يأتي الخريجون من كل مكان ويتجولون بالمدرسة ويصعدون المسرح، ليتحدثوا حديث الذكريات والمواقف التي لا تنسى، وقد تحدث في هذا اللقاء السفير فاروق عبد الرحمن عن خورطقت التي لا تعرفونها وهو نظام أولاد الخارجية في خورطقت، وهو نظام قديم عانى منه بعض الدارسين في خورطقت من أبناء مدينة الأبيض . وتحدث بعضهم عن سياسة الفصل من المدرسة لأسباب سياسية، وهذه لها كثير من الضحايا منهم الدكتور علي الحاج محمد وغيرهم، ممن كانوا يعملون بالسياسة وتم فصلهم بصورة جماعية . و من خريجي خورطقت في كافة الأزمان ليس له ذكريات سواء مع إدارة المدرسة أو الأجهزة الأمنية أو المعلمين أو التدريب العسكري المعروف «بالكديت» . ولم أكن أدري أن الطريق الذي كان يربط خورطقت بمدينة الأبيض، والمعروف بالردمية هذا الطريق والبالغ طوله أكثر من «15» كيلو متر بناه طلاب المدرسة، وكانت عبارة عن ملحمة شارك فيها مدير المدرسة والأساتذة والطلاب. كما حكى أحد الخريجين . أما قصص النبوغ والذكاء تبدو من القصص العادية على أيامنا وأيام من خلفونا في خورطقت، وكان أوائل الشهادة السودانية من خورطقت بلا حصر نذكر منهم على سبيل المثال البروفسير محمد أحمد علي الشيخ المدير الأسبق لجامعة الخرطوم . وفي مجال النبوغ تحدث الخريج عمر إبراهيم الدفعة «18» عن الطالب بخورطقت وقتها يس سيد أحمد الذي كان متفوقاً في مادة الرياضيات، وفي يوم امتحان الشهادة نادى مراقب الامتحان وقال له إن هذا الامتحان مكشوف، وعندما سأله المراقب كيف عرفت ذلك أخرج له الامتحان من جيبه وجرت الاتصالات بوزارة التربية التي أعادت الامتحان، وكان يس سيد أحمد هو أول السودان في الرياضيات . وكانت المفاجأة هي إعلان الخريج مختار عبيد مختار من الدفعة الأولى خورطقت عن ترشحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة وبهذا تكون خورطقت قد قدمت رئيساً آخر للسودان بعد المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب . وحق للدفعة الأولى أن تقود السودان إذ كان من بينهم «24» طبيباً اختصاصياً منهم البروفسير موسى عبد الله موسى والراحل عوض الكريم بكار . و«18» مهندساً، وفي مجال الرياضة البروفسير كمال حامد شداد، والصاغ التاج حمد أول مدير للإذاعة السودانية، والسيد دفع الله الحاج يوسف رئيس القضاء الأسبق، والسيد كمال حمزة، ومن تلاهم ومعهم الأستاذ سليمان جمعة سهل، والبروفسير الطاهر محمد هارون، والفريق عبد الماجد حامد خليل، وبكري عديل . وكما قال البروفسير محمد عبد الريح : لقد تخرجت في كلية العلوم جامعة الخرطوم ولكني لا أقول للناس أنا خريج علوم أقول أنا خريج خورطقت . لقد كان يوماً من أيام خورطقت التي كان يقول عنها شاعرها أبكر فتة