٭ عندما بزغت شمس الإسلام المشرقة.. لتضيء ظلمات الأرض كان أول اتصال للأكراد.. بهذا الدين الذي جاء ليملأ الأرض عدلاً وسلاماً وأماناً عن طريق الصحابي (جابان الكردي) الذي أسلم في المدينةالمنورة.. مثلما أسلم في ذات المدينة الطاهرة المطهرة (سلمان الفارسي) فإن بقيِّ سلمان الصحابي الجليل في المدينة وصهيب الرومي في المدينة.. فإن الصحابي الجليل جابان فقد عاد إلى أهله.. ينشر الدعوة سراً.. وأتم اللَّه نوره.. فدخل الأكراد في دين اللَّه أفواجا.. فالإسلام لم يدخل بلاد الكرد.. بالسيف.. بل دخلها بالتي هي أحسن فأصبح الأكراد قادة لجيوش الإسلام عبر الحقب.. وإلى أن يرث اللَّه الأرض بما فيها.. يظل الإسلام في قلوبهم. ٭ فلما جاء العلمانيون إلى الحكم في تركيا الحديثة (1924م)، وبموجب اتفاقية (سايكس/ بيكو/ عام «1916م») والأكراد محرمون، من حقوقهم. كالتحدث باللغة الكردية والتسمي بالقومية الكردية... إلخ. فحتى سياسة (التتريك) عاشوا تحت وطأة حكم قاسٍ.. فمعاهدة (سيفر) سنة (1920م) أقرت بحقوقهم المشروعة.. أقرت لهم بحق تقرير المصير.. وحق الاستقلال ولكن بعد مجيء حكم (كمال أتاتورك) الذي نهل من فكر وديانة (الدونمة).. وهي جماعة يهودية تدعي الإسلام وتبطن الكفر.. وهي الجماعة التي قضت على دولة الخلافة.. وجاءت بالعلمانية الأتاتوركية ألغى (الكماليون) معاهدة (سيفر) وحلت محلها معاهدة (لوزان) سنة (1923م) تلك المعاهدة التي تنكرت لمعاهدة (سيفر).. فكانت هذه أولى ثمرات العلمانية للأكراد.. كانت وبالاً عليهم وحرباً عليهم في كل بلد يسكنه الأكراد.. فعلمانية حزب البعث العراقي.. التي لم تعترف بحقوقهم القومية.. كانت أن فتحت عليهم أبواب جهنم.. هدم لقراهم وترحيل بعضها.. ففي عام (1977م) تم ترحيل (4500) قرية كردية في العراق.. ومذبحة الأنفال أقذر مذبحة عرفها التاريخ.. تدون للعلمانية.. تاريخاً أسوداً.. إبادة جماعية للمسلمين الأكراد.. ضرب بالأسلحة الكيماوية.. قتلى بلغ عددهم (120) ألف، ضرب لمدينة (حلبجه) المقر والمنشأة للحركة الإسلامية الكردية. ٭ فالذين لا يعرفون تاريخ الأكراد.. ويصفونهم بالعلمانية.. فالأكراد مثلهم ومثل البلاد الإسلامية التي دخلتها العلمانية.. عن طريق المستعمرين فثقافة الغرب.. لم ينجو منها (بعض) الأكراد. لكن مهم جداً.. أن نعرف.. أن الأكراد قاوموا وحاربوا العلمانية.. التي جاء بها أتاتورك والاستعمار الغربي.. والأكراد دفعوا في سبيل هويتهم الإسلامية دماءً عزيزة.. فقاوموا علمانية البعث في سوريا.. ففي سوريا.. الأكراد.. مواطنون من الدرجة الثانية. لا يتمتعون بحق (التجنس).. وفي إيران لكونهم أهل (سُنة) فهم مظلومون من الجهتين، من القومية والمذهبية.. وفي تركيا هم حطب (الفرن) العلماني. ٭ فعلماء الأكراد وشيوخها هم أول من قاموا بالثورة ضد التيار العلماني في تركيا.. ثورات قادها شيوخ وعلماء أجلاء.. كالشيخ سعيد بيران.. الذي طالب بعودة الخلافة الإسلامية.. وثورة الشيخ عبد السلام بارزاني.. فالعلمانيون من الأكراد.. كل محاولاتهم بابعاد الإسلام عن حياة الكرد فشلت.. فأظن أن وجود أحزاب إسلامية كردية.. كان حصناً منيعاً للأكراد ليحافظوا على هويتهم وعقيدتهم.. فالشعب الكردي هو صلاح الدين الأيوبي (الكردي) وهو الشيخ عثمان عبد العزيز ومحمد بهاء الدين/ وعلي بابير وإبراهيم طاهر وغيرهم قادة الحركات الإسلامية.. فهو شعب من أعرق الشعوب المسلمة تمسكاً بإسلامه وإسهاماً في رفد الحضارة الإسلامية.