الأسبوع الماضي بأكمله لم يخل يوم فيه من شكاوى انعدام الخدمات وليس شحها في عدد من ولايات السودان. الخرطوم «العاصمة» التى «كنا» نحلم بجمالها تعاني كثيراً من الإهمال. ففي شرقها حيث احياء وقرى شرق النيل تعاني الكثير من الاهمال وبعض القري مازال اهلها «يحلمون» بالتيار الكهربائي. تخيلوا معي «بعض قرى» الخرطوم لا يعرفون خدمة الكهرباء، فكيف يبحثون عن الصحة والتعليم؟ قرية الفاضلاب التى تتبع للوحدة الادارية ام ضوبان لا تعرف الكهرباء ولا مياه ولا الصحة. هذه القرية يجاورها مشروع الريفيرا.. ولكن اهلها لا يعرفون شيئاً عن الريفيرا. بعض اهل القرية قالوا لنا إن المنطقة بها بعض الكلاب الضالة التى تلتهم ماشيتهم. المحلية تحصلت على أموال من السكان من اجل ادخال الكهرباء قبل عامين وحتى الآن لا يعرفون الكهرباء. بالمناسبة.. نحن نتحدث عن قرية في ولاية الخرطوم يحكمها والٍ يسمى دكتور عبد الرحمن ود الخضر، ويليه في حكم تلك القرية أيضاً دكتور يسمى عمار ود حامد. سيسألهم الله عز وجل عن قرية الفاضلاب وغيرها الكثير من قرى الخرطوم التى يشعر اهلها بالظلم والغبن، لا لأنهم يريدون كراسي الحكم ولكنهم يبحثون عن أقل خدمة تحفظ لهم آدميتهم. الفاضلاب وحدها أنموذج للكثير من القرى التى تبحث عن البيئة المدرسية السليمة والمراكز الصحية التى تتوفر فيها الخدمات العلاجية. اكثر ما يدهشني في حكام الإنقاذ أنهم يجتمعون في اليوم عشرات المرات ولكنهم لا يتركون المكاتب المكيفة للوقوف على أحوال رعيتهم. ماذا يفعلون في هذه الاجتماعات وماذا يقولون؟ الله وحده يعلم ثم هم. إن كان أهل الفاضلاب صرخوا بأعلى صوتهم لإنقاذهم من الإهمال فإن هناك الكثير من أهل القرى لا يقوون على الصراخ من الضعف والهوان. نحلم بأن يترك د. عمار مقعده الوثير ليطوف على محليته ويقف على نواقصها ويسعى لعلاجها. وان لم يستطع فعليه بالتنحي عن مقعده لما هو اكفأ منه وأقدر على الوقوف على مشكلات الرعية. وإن فشل والي الخرطوم في كيفية ادارة ولاية تعتبر هي الاغنى والافضل في السودان فعليه ايضاًَ ان يترك مقعده لما هو أجدر منه. ان كان هذا هو الحال في ولاية الخرطوم فكيف يكون حال اهلنا في الولايات الاخرى. قرية في الخرطوم جرفت السيول مدرستها منذ العام الماضي ومركزها الصحي لا يحمل سوى الاسم فقط من الصحة، وقرية مازالت منازلها تضاء «بالفانوس والرتاين» لا تحمل من العاصمة سواء اسمها فقط. هل قرر دكتور عبد الرحمن الخضر يوماً الطواف على المناطق البعيدة من ولايته؟ هل فكر دكتور عمار وغيره من معتمدي الخرطوم في الجلوس مع اهلهم في القرى البعيدة التى تحتاج للقليل من الخدمات؟ مؤكد لم يفعلوا.. ونرجو أن يفعلوا ذلك من اجل ارضاء ضمائرهم ونسيان نشوة السلطة التى لا تدوم.