٭ المباحث المركزية من الإدارات المهمة جداً في شأن العمل الجنائي والكشف عن الجريمة واللحاق بها قبل وبعد وقوعها. ٭ رجل المباحث هو الرجل السري الذي لا تقيده ضوابط الزي الرسمي الذي يرتديه الشرطي العام ويتميز به عما دونه من الآخرين.. وهو الآخر له دور واضح يقوم به ويؤديه وهو لصيق بالمواطن.. ٭ رجل المباحث هو رجل شرطة له من السلطة ما يكفله القانون لرجل الشرطة العام، وربما يكون رجل المباحث والشرطي العام أبناء دفعة، لكن فقط في التوزيع هناك من اختارته المباحث ومنهم من رغب في الشرطة العامة فعمل بها. ٭ طبيعة عمل الشرطي بالمباحث يختلف عن عمل الشرطي العام.. لذا يخضع رجل المباحث لتدريبات في شكل كورسات (خاصة) تجعله مؤهلاً للقيام بمهمته في عمل المباحث في كيف يكون قوي الملاحظة يلاحظ كل شيء على الطريق العام، ويتأكد من كيفية تتبعه لأجل الوصول لحقيقته ومعرفة لماذا جاء هكذا هنا.. ٭ كيف؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟ أدوات معينة لرجل المباحث يجب أن تلازمه في كل تحركاته ومهامه التي يؤديها خلال اليوم إذا طرأ جديد على حياته المهنية خلال اليوم. ٭ نريد أن يكون رجل المباحث (دائماً) مهاباً ومقدراً ومحترماً.. عفيفاً ونزيهاً.. لكن نريده أن يكون غير معروف للآخرين بأنه (بوليس سري)، ونريده أن يعمل بصدق وإخلاص وتفانٍ وهدف، ولكن بعد كل هذا أن يكون بلا أجندة خاصة، بل تكون غايته مهنية خالصة. ٭ لا نشك لحظة في أن المباحث المركزية لا تعى ذلك جيداً وتدركه.. بل تذهب لأبعد من ذلك في أنها تشعر بالمسؤولية المجتمعية تجاه منسوبيها.. لذا تسعى جاهدة لأن تجعل من شرطي المباحث رجلاً مستقراً و(مكتفياً) من حيث حاجته الزوجية. ٭ لست من الذين يحبذون الزواج الجماعي بفكرته العقيمة التي أحدثت خللاً في المجتمع في بداياتها حين لم تكن مدروسة بصورة علمية. وكتبت عن ذلك كثيراً وقلت كلما كثرت هذه الأنواع من الزيجات ارتفعت نسبة الطلاق في وسط المجتمع. ٭ الصحيح في القول أن الحكم هذا لا يعمم على كل أصل الفكرة، لكن على الحالات التي لم تتم بالصورة الموفقة.. وقلت تحديداً إن الزواج ليس شنطة تقدم للعريس وشريكته في مؤسسة من المؤسسات.. ويكفي هذا لأن يُقيما حياة زوجية مطلوبة.. ترتبط بالأولاد والمسؤولية الزوجية المعروفة. ٭ أخونا العقيد عمر عبد الماجد مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بالإدارة العامة للمباحث المركزية.. في لجنتهم العليا برئاسة اللواء بابكر سمرة مصطفى الذي يحلو للكثيرين أن ينادونه بأبو سمرة.. فالرجل شرقي الطلة بهيّ القبيلة.. (بالطبع هذه الجدعة لطمس فكرة الهوية والجهوية في الرسالة الإعلامية..)، اختاروا شعاراً في الزواج الجماعي الأول لهذه الإدارة أن يكون (إحصان اعمار أمان). ٭ هذا الشعار سيكون لزواج فتية المباحث المركزية الذي سيكون حدثاً اجتماعياً في يوم الثلاثاء 29 أبريل من هذا العام، ويشمل منسوبي المباحث بكل الولايات ليبلغ من العدد مائة زيجة. ٭ وبالتأكيد سيشرفه السيد المدير العام للشرطة السودانية، خاصة أنه بدأ حياته الشرطية بالمعامل الجنائية التي كانت حينها تتبع للمباحث المركزية، أى الاتحادية حينها، وتشمل الكلاب البوليسية وشعبة الميدان.. وهكذا عموماً كان هيكلها وهذا ليس المهم.. لكن المهم أن السيد المدير العام سيشرف هذا الاحتفال حسب ما ورد في رسالة المباحث المركزية. ٭ قلت للأخ العقيد عمر عبد الماجد: هل نتوقع أن يكون المشروع هذا غير تلك المشروعات التي أوقعت عقود قرانها من قبل، وانفض السامرون ولم يعلم أحد بالذي جرى؟.. فقال لي: شعارنا إحصان وإعمار وأمان. ٭ قطعاً لو توفر الأمان فلا حرج أن يكون هناك إعمار.. والإحصان بالتأكيد في مفهومه ظاهر فور عقد الزواج بالقول آمين.. لكن أخشى أخي عمر أن يكون الإعمار إنجاباً دون أمان تقدمونه.. وأخشى أن تنفضوا كما انفض من قبلكم قوم... حتى اليوم لا يعرفون نتائج التجربة سلباً كانت أم إيجاباً. ٭ لكن أخي عمر يرى غير ذلك، وهذا هو الذي شجعني للكتابة عن هذه الفكرة التي ماتت عندي جدواها.. فأصل الفكرة من الزواج عندي الاستقرار.. فلا يعقل أني (مفلس) أقاوم تياراً قوياً اسمه كيف أستمر في أمان؟.. فعمر يؤكد المتابعة للمائة حالة لديهم بدقة متناهية، ومتابعتها هذه فهمتها إن انكسر المرق ما يتشتت الرصاص.. قالوا بلحقوه.. لكن يلحقوه كيف؟ دي بقى ما عارفها. ٭ عموما دعونا نتابع تجربة هذه الزيجات بالمباحث لفترة من الزمن.. ولنجعلها عاماً كاملاً ندرس فيه التجربة من متابعتهم لها.. ونشوف ونقوِّم ونقيِّم (الإحصان الإعمار الأمان).. والله يكضب الشينة.. ٭ يا بوليس.. مبروك!!