كل الذين يعرفون المهندس حاتم عبد الغفار عن قرب، يعلمون تماماً أن الرجل يحب المريخ بجنون، وأنه مستعد لخدمة ناديه متى ما طلب منه ذلك.. أيضاً المقربون منه يعلمون أن حاتم انسان صادق وواضح ويتعامل بمنتهى الشفافية، لذلك فإن استقالته المفاجئة من مجلس الادارة طبيعي ان تشغل الشارع المريخي، والكل يعلم بالدور الكبير الذي يقوم به حاتم. ما نعرفه جيداً هو ان حاتم عبد الغفار لا يعرف الكذب.. ولكنه حتى يحافظ على استقرار المريخ فقد «كذب» وربما تكون كذبة بيضاء عندما قال ان اسباب استقالته شخصية وبسبب اعماله الخاصة.. ونعرف ان حاتم من اكثر الناس حرصاً على استقرار المريخ. وشخصياً اعرف حاتماً منذ أن كان يعمل بالبنك الاهلي بمدينة جدة بالسعودية، وافتخر بأنني اول من اجرى حواراً مع حاتم وهو رئيس لرابطة مشجعي المريخ بجدة، واحتفظ بذلك الحوار حتى الآن. ومنذ ذلك الوقت عرفته عاشقاً ومحباً ومخلصاً للمريخ، وشهدته يقدم للمريخ الكثير. حاتم شخصية مثالية ومثال رائع للاداري المحنك، وايضاً كنت محظوظاً وحاتم يتم تعيينه مديراً عاماً لصحيفة «المريخ»، واجمل فترات صحيفة المريخ كانت في عهد ادارته لها، وهذه حقيقة يشهد عليها كل الزملاء في تلك الفترة. عندما فاز حاتم بمقعد اداري ضمن الجمعية العمومية المريخية الاخيرة فرح الذين يعرفون قيمة حاتم ومقدراته الادارية وافكاره التى يفتقدها العمل الاداري بالمريخ، ولم يخب ظن الذين دعموه حتى اصبح عضواً بمجلس الإدارة الحالي قبل أن يتقدم بهذه الاستقالة «المسببة». قلت الاستقالة المسببة لأني على ثقة بأن حاتم يرفض التدخل في عمله، وأظن «وبعض الظن اثم» هناك تدخلات قد حدثت في القطاع الرياضي الذي تعتبر مسؤوليته المباشرة تحت إشراف حاتم عبد الغفار.. وشخصيا لا استبعد هذه التدخلات حتى من اقرب الاقربين لحاتم داخل مجلس الادارة، واثق جيداً ان حاتم لا يشغله عن المريخ الا عياله فقط واسرته الكبيرة. ولكن ان يمنعه عمله الخاص من أداء دوره بوصفه عضواً بمجلس المريخ ورئيساً للقطاع الرياضي، فهذا بعيد جداً عن الذين يعرفون حاتم عن قرب. ومع كل ذلك نتمنى ان تفلح المحاولات التى يقودها الآن بعض المريخاب من أجل ان يعود حاتم لمنصبه وعمله في المجلس، واشرافه على القطاع الرياضي أمر مهم للغاية، وهذه يعرفها لاعبو الفريق والجهاز الفني واعضاء مجلس الإدارة. شتان ما بين هذا وذاك ! نفخر بأن لاعبي المريخ قد سبقوا كل لاعبي الاندية السودانية بما فيهم لاعبو الهلال بالدخول الى القصر الجمهوري، وحظي جيل مانديلا عام 89م بتكريم مثالي ورائع من رئيس الجمهوية المشير عمر حسن احمد البشير. ولكن شتان بين من يدخل الى القصر حاملاً انجازاً تاريخياً للسودان ومن يدخل منتظراً الدعم حتى يصل الى ما وصل اليه المريخ .. وعندما وصل لاعبو المريخ الى نهائي الكنفدرالية.. اقول نهائي.. وليس مجموعات لم يجدوا من يدعمهم بمثل هذا الدعم.. فهل سيفارق لاعبو الهلال صفرهم الدولي بعد هذا الدعم التاريخي.