كادت النظرة العامة تتغير في كثير من القيم والموروثات التي ترسخت وتجذرت في وجدان أي مواطن تلك النظرة التي كانت تقوم على تقدير وإكبار كل من يتصدى للعمل العام بين أفراد مجتمعة، وذلك لأن الكثيرين أصبحوا يستغلون تلك الشعارات البراقة للوصول إلى مطامع شخصية وأضحى كل من أراد الوصول والتسلق ركب سلم القبيلة التي دوماً ما تكون ضحية هؤلاء حتى تم إفراغها من قيمها ومعانيها كوعاء جامع لمجموعة ما تتقاسم أواصر الدم والقرباء والمصير المشترك هو ذا المشهد بولاية كسلا ودونما استثناء لقبيلة دون أخرى فقد برزت تلك الشخصيات بصورة فاعلة في تحريك وتوظيف القبيلة للبلوغ غايتها التي لا تتجاوز مصالحهم الشخصية ولعل هذا ما دفع العمدة رزق الله حامد دعيع رئيس هيئة شورى قبيلة الزنيمات إحدى قبائل الرشايدة المعروفة للتنبيه من خطورة استغلال القبيلة من قبل آخرين لا يريدون سوى مصالحهم حتى ولو كان ذلك على حساب تماسك ووحدة صف عموم قبائل الرشايدة مطالباً إياهم بالعمل لمصالح دون إقحام الزينمات في أمر يزعزع جماعة الرشايدة واصطفافها خلف ناظر عموم قبائل الرشايدة الشيخ أحمد حميد بركي.. وانتقد مسلك ملتقى الباكور ووصفه بأنه سيشق وحدة صف الرشايدة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن أبناء الزنيمات ظلوا يدعمون كل القضايا التي من شأنها توحيد الصف بين كل مجتمعات وقبائل الولاية وهم منظومة تكمل النسيج الاجتماعي المتماسك الذي ظل يسود الولاية. يأتي هذا عقب دعوات ونعرات أصبحت تتنامى بين العديد من المكونات القبلية بولاية كسلا والتي أصبحت تطل برأسها كشبح يهدد النسيج الاجتماعي بالولاية في ظل غياب رادع حقيقي لهذه الأصوات؛ فالشواهد على هذه لا تنحصر في مكون قبلي دون آخر بل تتعداه في الكثير من قبائل الولاية وهو الأمر الذي جعل (الإنتباهة) تتوقف عنده لتدق ناقوس الخطر وتذكر بأهمية جمع الصف ولم الشمل وأن تعود للإدارة الأهلية دورها الرائد والمساند لدفع عجلة التنمية والترفع على صغائر الأمور فكل قبائل ولاية كسلا مطالبة بالارتقاء بغاياتها وللمحافظة على لوحة ولاية كسلا الزاهية والمتنوعة والمفاخره بنسيجها الاجتماعي المتماسك.