رجعت المفاوضات بين وفدي الحكومي وقطاع الشمال بأديس أبابا إلى نقطة البداية مرة أخرى عقب إصرار القطاع على إدخال قضايا قومية ضمن أجندة التفاوض، متراجعاً عن اتفاق سابق بينه والوفد الحكومي والوساطة بقصر أجندة التفاوض على المنطقتين، مرجعاً طرحه للتفاوض حول كل القضايا بالبلاد، الشيء الذي رفضه رئيس الوفد الحكومي بروفيسور إبراهيم غندور بحزم خلال حديثه للسكرتارية التنفيذية، موضحاً لها أن أية قضية قومية محلها الخرطوم بمشاركة الجميع، رافضاً أي اتفاق ثنائي بشأن قضايا قومية مع قطاع الشمال.هاجم رئيس وفد قطاع الشمال ياسر عرمان خلال لقائه بالسكرتارية في وقت متأخر من مساء أمس الأول حسب مصادر ل«الإنتباهة»، هاجم بعنف الآلية والسكرتارية واتهمها بتبني موقف الحكومة، وطالب بضرورة وضع اتفاق جديد في الشأن الإنساني. في ذات الاتجاه أثارت مواقف عرمان المتناقضة غضب مستشار القطاع اليكس دي والي، وأسرَّ لمقربين منه بحسب مصدر«الإنتباهة»، أنه يشك أن يكون عرمان مخولاً للتوقيع على اتفاق. وفي ذات السياق قال رئيس وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال لمفاوضات المنطقتين بأديس أبابا، ياسر عرمان، إن الشقة بين وفدهم ووفد الحكومة مازالت كبيرة، مشيراً إلى أن وفد الخرطوم قال إنه سيوافق على اتفاق «نافع عقار» ليكون مرجعية. وقال عرمان في تصريحات عقب لقاء الوفدين بفريق الوساطة، إن الوساطة تقدمت بمقترحات نعتبرها محاولة جيدة، وأضاف قائلاً: «لكن لم يحدث اختراق رسمي حتى الآن، كما أن الشقة بين الطرفين واسعة، بسبب تهرب وفد الحكومة من قضية الحوار القومي الدستوري» وأشار لوجود رغبة في تكوين لجان مشتركة لمناقشة القضايا، منوهاً بأن ذلك يحتاج إلى اتفاق إطاري أولاً ليكون قاعدة للجان. وبشأن القضايا الأمنية والإنسانية قال عرمان، إن اتفاق سويسرا لم يجد طريقه للقبول من الطرف الآخر، مشيراً إلى أن اتفاق الترتيبات الأمنية وضعت له مرجعيات، وقال إن الحكومة قالت إنها ستوافق على اتفاقية «نافع عقار» لتكون مرجعية.