أديس أبابا الخرطوم: هيثم عثمان:المثنى عبد القادر: أعلنت وساطة «إيقاد» بدء المحادثات بين طرفي الصراع في جنوب السودان اليوم، في الوقت الذي شرعت فيه دوائر غربية ومسؤولون بالمنظمات الدولية في الترتيب للقاء مباشر يجمع بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق المعارض د. رياك مشار بأديس أبابا مطلع مايو المقبل، ونقل مصدر جنوبي مطلع أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نقل لسلفا كير إبان زيارته لجوبا رغبة المجتمع الدولي في إجراء لقاء مباشر مع مشار لوضع حد للحرب الدائرة بينهما والاتفاق على حلول عاجلة ونهائية، وأكد في الوقت نفسه استئناف المحادثات بأديس أبابا أمس. اتهمت المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان التابعة لنائب الرئيس السابق رياك مشار، الحكومة المصرية بمساعدة حكومة جوبا في الحرب الأهلية هناك، من خلال إرسال القوات ومعدات لهم. وادعت المعارضة أن مصر و يوغندا قد اجتمعتا في دعم جيش سلفاكير، في حملته لاستعادة المعاقل التي سيطر عليها المعارضون.وأكد المعارضون في بيان لهم أن هذا الوضع يقود إلى صراع إقليمي، فيما لم يذكر البيان أية تفاصيل عن المساعدات المصرية المزعومة لحكومة جنوب السودان، إلا أنه أشار إلى إرسال القاهرة ضباطاً إلى جوبا بهدف تدريب وتعليم الجيش هناك ، وبحسب صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية، فإن المساعدات العسكرية التي تقدمها مصر للحكومة في جوبا، جاءت بناءً على تعهّد الأخيرة لدعم موقف القاهرة من سد النهضة الأثيوبي ، مشيرين إلى خطط يتولاها رئيس الحكومة سلفاكير لتحويل المياه إلى مصر من أعالي النيل ، كما وجّه البيان تحذيراً للحكومة المصرية حول موقفها المزعوم من الحكومة في جوبا، مطالباً إياها باتخاذ موقف محايد وغير متحيز من الأزمة السودانية، مثلما فعلت طيلة الخمسين عاماً الماضية ، فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان يوم أمس: جمع سلفاكير ومشار كشف مبعوث الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، ألكسندر روندوس، عقب لقائه زعيم المعارضة في جنوب السودان رياك مشار، عن وجود مساعٍ دولية لجمع مشار بغريمه، رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، من أجل الحيلولة دون تحول صراع، أسبابه عرقية، إلى حرب أهلية أو أعمال قتل جماعية . وأضاف روندوس أن الاجتماع وجهاً لوجه بين الفرقاء والذي سيكون- إن حصل- الأول منذ اندلاع القتال في منتصف ديسمبر ، أمر ضروري لإنهاء دائرة الانتقام، والقتل الذي أطاح وقفاً لإطلاق النار، الذي أبرم في يناير الماضي.وأكد روندوس أن الوضع الآن محتقن وتتوفر جميع المكونات، التي قد تشعل الحرب الأهلية الشاملة، بكل عواقبها، لتسبب أعمال قتل جماعية.وكان روندوس ضمن فريق من المبعوثين الافارقة والأميركيين والبريطانيين والنرويجيين، بالإضافة إلى مبعوثين من الأممالمتحدة بقيادة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا «إيقاد»، والتقى الفريق بمشار في قاعدته في غابة في جنوب السودان.وقال روندوس، تعليقاً على رد مشار على الاقتراح: لدينا انطباع بأنه يتفهم أهمية التحرك بمسؤولية، وننتظر رد فعله الإيجابي.وتابع: في ضوء الوضع المتفجر على الأرض، صارت الأولوية القصوى الآن لمراجعة مهمة الأممالمتحدة، التي تسمح بوجود قوي للأمم المتحدة لحماية المدنيين، وردع أي طرف عن الخوض في مزيد من أعمال العنف.واستؤنفت، جولة جديدة من محادثات السلام بين المعارضين بجنوب السودان وجوبا، على الرغم من عدم وجود مؤشرات تذكر على إحراز تقدم ملموس في المحادثات المتقطعة المستمرة منذ شهور.وكان القتال قد اندلع في ديسمبرالماضي، بسبب خصومة سياسية بين الرئيس ونائبه مشار، وتحولت بشكل تدريجي إلى صراع عرقي بين قبائل الدينكا التي ينتمي إليها سلفاكير، في مواجهة مع قبائل النوير التي ينتمي إليها مشار. بدء المفاوضات أعلنت الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق افريقيا «الإيقاد» أمس، عن بدء جولة مفاوضات أطراف الصراع بدولة جنوب السودان بأديس أبابا ، وقالت الهيئة في بيان إن مفاوضات أطراف الصراع انطلقت أمس، وذلك من المنتظر أن تتركز على الحوار الساياسي من أجل المصالحة الوطنية، بعد اكتمال كافة الوفود ،وأشار البيان أن الجولة الفائتة تم تعليقها في السابع من أبريل الجاري ،وكشف البيان عن أن الوساطة أجرت مشاورات واسعة مع أطراف الصراع ،هذا إلى جانب جولة لعدد من العواصم وإجراء مشاورات إقليمة ودولية من قبل المبعوثين الخاصين، بشأن حشد الدعم للوساطة للمضي قدماً في التوسط بين الأطراف بغرض الوصول إلى سلام،وذلك على حد البيان، كما أشار البيان إلى الوقوف في التحديات التي تعيق عمليات الرصد والتحقيق والإسراع في نشر آلية لمراقبة وقف العدائيات الموقعة بين الأطراف،وأعرب البيان عن قلق الوساطة إزاء التصعيد الأخير للصراع بالجنوب. ملونق ومذبحة مابيل أعلن مكتب الحركة الشعبية لدولة جنوب السودان في ولاية نبراسكا الأمريكية، أن رئيس الأركان الجديد بول ملونق، يتحمل مسؤولية مقتل أبناء النوير الذين تم قتلهم في معسكر التدريب في مدينة مابيل مطلع الاسبوع الجارى ، وأدانت الجالية في بيان صحافي بأن المتدربين النوير العزل تم قتلهم بدم بارد. جسر جوي أعلنت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أنها أطلقت جسراً جوياً مكوناً من تسع طائرات من مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى دولة جنوب السودان.وأشار بيان للوكالة أن هذه الطائرات ستحمل مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين المتضررين من النزاع المسلح في جنوب السودان، والذي دفعهم إلى هجر منازلهم.ووصلت أولى الطائرات التسع من دبي إلى جوبا عاصمة جنوب السودان ظهر الثلاثاء محملة ب«32» طناً من المساعدات الإنسانية المختلفة.ومن المتوقع أن توزع هذه المساعدات على الأهالي المتضررين في ولايات النيل الأعلى و جونقلي.وأوضح كوسماس تشاندا ممثل الوكالة في جنوب السودان، أن المساعدات تستهدف أكثر من نصف مليون شخص هجّرهم النزاع المسلح من منازلهم في هذه الولايات.وأضاف أن الوكالة تسعى لإيصال المساعدات للمتضررين قبل حلول موسم الأمطار في جنوب السودان حتى يتمكنوا من استخدامها في التدفئة والطهي.يذكر أنه منذ بداية الصراع المسلح في جنوب السودان، هجر أكثر من مليون شخص منازلهم. دعوة لهدنة دعا توبي لانزر المسئول عن العمليات الإنسانية فى الأممالمتحدةلجنوب السودان أمس الثلاثاء، طرفي النزاع إلى وقف المعارك خلال شهر مايو لاتاحة المجال أمام زراعة الأرض، بعد أن بات انعدام الأمن الغذائي يهدد سبعة ملايين شخص بعد أربعة أشهر من القتال.ولم يتم احترام وقف لإطلاق النار وقع فى 23 يناير والمعارك الدائرة في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر، أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وحذّرت الأممالمتحدة مؤخراً من أن المجاعة تهدد أكثر من مليون شخص في البلاد. فرار نازحي بحر الغزال كشف حاكم غرب بحر الغزال رزق زكريا عن فرار مايقارب ال«500» شخص بينهم أطفال ونساء وبعض عناصر الجيش الشعبي، جراء الأحداث بمابيل و واو في الثلاثة أيام الفائتة ،وذلك بسبب المخاوف الأمنية ،وقال الحاكم إن أحداث مابيل ومدينة واو، دفعت عدداً من أبناء النوير بينهم طلاب إلى جانب أسر وبعض عناصر الجيش الشعبي، للاحتماء بمقر البعثة الأممية بواو ،ونفى الحاكم وقوع اشتباكات مع المجموعة المنسلخة ،وأبان الحاكم بأن بعض الفارين من عناصر الجيش الشعبي لم يفروا بدواعي التمرد بل لدواع أمنية ،كاشفاً عن عود ستة من قيادات الجيش الشعبي الذين فروا مع المجموعة والآن هم بواو ،وحول تصريحات بأن هنالك عشرات من القتلى بسبب الأحداث على حد قوات المعارضة ،أكد الحاكم وفاة ثلاثة وإصابة أربعة جراء الأحداث، نافياً وقوع اشتباكات. وأكد استقرار الأوضاع، مناشداً الفارين للعودة أو التبليغ لأقرب مراكز تتبع للشرطة ،وتعهد بتوفير الحماية لكل المواطنين. قوة أمريكية عادت قوة الردع السريع الأمريكية بشرق أفريقيا (EARF) إلى معسكر ليمونير، جيبوتي،بعد أربعة أشهر من الانتشار لتأمين السفارة الأمريكية في جنوب السودان. الجنوبوالصين في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن الصين التي ظلت لعقود طويلة ملتزمة في نهجها بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، قد غيّرت وجهتها أخيراً وبدت مستعدة للقيام بدور نشط وعلى نحو متزايد في الأزمة التي تعيشها جنوب السودان. تحدثت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن تأثير توترات الأوضاع في أحدث دول العالم- جنوب السودان- على سياسات واحدة من أقدم دول العالم، الصين. وقالت المجلة إن الصين التي ظلت لعقود طويلة ملتزمة في نهجها بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، قد غيّرت وجهتها أخيراً وبدت مستعدة للقيام بدور نشط وعلى نحو متزايد في الأزمة التي تعيشها جنوب السودان. فالمبعوث الصيني لأفريقيا، تشونغ جيانهو زار المنطقة في محاولة للمساعدة في صياغة حل للصراع في جنوب السودان، تشونغ قال إن تدخل الصين في جنوب السودان يمثل فصلاً جدداً في السياسة الخارجية لبكين، وفي وقت سابق هذا العام، عرض تشونغ أن يلعب دور الوساطة بين الفصائل المتحاربة في البلاد بهدف الحد من القتال. وتقول المجلة نقلاً عن أستاذ في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، إن أزمة جنوب السودان مجرد اختبار للدبلوماسية الصينية، التي تريد أن تدير المفاوضات، وأن تكون قوات حفظ سلام، وأن تحصل على دور عالمي أكبر ، بكين، بالفعل، كانت قد رفعت، وبشكل حاد، من مشاركتها في أنشطة حفظ السلام والجهود الدولية التابعة للأمم المتحدة، لكنها دوماً كانت تلعب في مساحات لوجستية بعيدة عن الخطوط الأمامية، لكن لأول مرة أرسلت الصين قوات قتالية في مالي للمساعدة في تخفيف حدة التوتر في شمال البلاد، إبان الحملة الفرنسية على الجهاديين هناك ،لكن الوضع في جنوب السودان يختلف قليلاً، فالدافع وراء الرغبة الصينية للتدخل ينبع من حقيقة بسيطة الصين تشتري «80% » من صادرات النفط في جنوب السودان. كما قام المعارضون من قوات مشار بمخاطبة شركات النفط ومطالبتهم بالرحيل عن البلاد، في إستراتيجية تهدف لقطع شريان الحياة الاقتصادية الرئيس لحكومة جنوب السودان. لا يبدو أمام الصين خيارات كثيرة، فمحاولة وقف إطلاق النار انهارت خلال الأسبوع الماضي، وسيطر المعارضون على مدن رئيسة في المناطق المنتجة للنفط. وعلقت الصين في المنتصف بين رياك مشار، قائد المعارضة وبين سلفا كير قائد جنوب السودان، إن جنوب السودان، في حالة تصديرها بكامل قوتها، ستوفر للصين أكثر مما توفره الكويت أو العراق للولايات المتحدة، وهو ما يؤكد أهميتها على المدى الطويل بالنسبة لبكين.