في الانتخابات التي أعقبت ثورة أبريل دخل الرجل العجوز إلى مركز الانتخابات وعاد مبتسماً وقال لرفاقه عندما سألوه لمن أدلى بصوته: لقيت الدود (الأسد) مكشر أديتو صوت، ولقيت رمز فلان ولد فلان الأمو مننا كمان أديتو صوت، ولقيت رمز فلان القاعد يجي يشرب معانا الجبنة في بيت العمدة واديتو صوت، وبعد داك أديت مرشحنا كمان صوت. لم يدرِ المسكين أنه قد صنف في بند الأصوات التالفة. نابليون (حلا بالإيد ولا حلا بالسنون) قيل إن القائد العسكري نابليون بونابرت زار أحد الأديرة ووجد حبلاً معلقاً به عقدة معقودة بعناية فسأل عنها فقيل له: من يستطيع حل هذه العقدة سيحكم العالم فحاول بكل ما أوتي من قوة لحل العقدة فلم يستطع وفي آخر الأمر استشاط غضباً واستل سيفه وضرب العقدة ضربة قوية فقطعها إلى نصفين فنظر إليه الرهبان نظرة ذات معنى وبالطبع هزم نابليون بعد ذلك معظم جيوش العالم وحكمه لفترة ليست بالقصيرة ولكن (بحد السيف). التركي ولا المتورك أحد الساسة التنفيذيين كان له مساعد أصبح مقرباً منه بصورة غريبة فقد صار الرجل المسؤول الأول عن مدارس الأبناء وثياب الزوجة ومصروف البيت وتصريف كل الأمور الشخصية الخاصة برئيسه، توفيت والدة السياسي وتوافد المعزون إلى السرادق ولكن ما أدهشهم هو ثبات ابن المرحومة في حين تعالى عويل المساعد إلى درجة التمرغ بالتراب حزناً بالإنابة عن رئيسه العزيز. كيسنجر والمفاوضات المعروف عن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر أنه من أقدر المفاوضين المعاصرين إذ لا يدخل سجالاً يمثل فيه بلاده إلا وخرج بأكبر المكاسب وقد سأله أحد الصحافيين عن مقدرته الفائقة في التفاوض ومن أين اكتسبها فضحك ضحكته المجلجلة وقال: ليست لي أي مهارات خاصة ولكن أقول لك سراً أنا لا أدخل أي مفاوضات دون أن أمر على الحمام ومنه إلى الثلاجة فأتناول أي مشروب أحبه وأشعل سيجاري المعروف فأصبح في مزاج عالٍ ولكن لدى دخولي إلى غرفة المفاوضات أرسم تكشيرة على وجهي متأففاً حتى يظن الطرف الآخر أنني لا اؤمل في إحراز أي تقدم في المفاوضات فيبدأ بتقديم التنازلات وبذلك أكسب الجولة. جعفر نميري وقوة المنطق المعروف عن الرئيس الأسبق الراحل جعفر محمد نميري سطوته على أي اجتماع مفتوحاً كان أو مغلقاً وفي إحدى المرات اخطأ في جملة قالها (إن الثورةُ أيها السادة) والمعروف أن كلمة الثورة هنا تأتي بالفتح وليس بالضم فصححه أحد الحضور قائلاً: إن الثورةَ بالفتح وليس الضم سيادة الرئيس فأجابه نميري على الفور: الثورةُ بالضمة وفي الضمة قوة وفي القوة منعة.. إن الثورةُ أيها السادة وواصل حديثه. نميري والبرجوازية حملت أحاديث المجالس أن قادة ثورة مايو أثروا وأصبحوا برجوازيين وقد تم وصفهم بالبرجوازية الصغيرة وفي أحد اجتماعات الاتحاد الاشتراكي تحدث جعفر نميري بنبرة حزينة قائلاً: يصفني بعضهم بأنني أصبحت برجوازياً صغيراً فقاطعه أحد الحضور بصوت جهير: لا لا أنت برجوازي كبير يا سيادة الرئيس. يلتسن وقانون المرور الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن وفي مشوار خاص للحاق بموعد خارج مهامه الرئاسية طلب من سائقه أن يسرع في قيادة السيارة إلا أن السائق رفض الطلب فما كان من يلتسن إلا طالب من السائق التنحي عن قيادة السيارة وقام بقيادة السيارة بسرعة عالية فلحقت بهم دورية من شرطة المرور، الضابط الشاب أمر الرقيب أن يتوجه إلى السيارة وأن يقوم بتوجيه تهمة القيادة بتهور لصاحب السيارة مشدداً (حتى وإن كان الرئيس بنفسه) الرقيب عاد مسرعاً للضابط وقال له: بالسيارة من هو أعلى من الرئيس لأن الرئيس بنفسه هو الذي يقود له السيارة.