لا شك أن قضية النزوح والتشرد بدارفور كانت ومازالت احدى ازمات هذا الاقليم، فالمشكلة بدأت منذ اول يوم اندلعت فيه شرارة الحرب في عام 2003م، حيث تنامي اعداد النازحين بصورة مخيفة، والنازحون يعتبرون الورقة الرابحة الوحيدة تقريباً بأيدي متمردي دارفور الذين استطاعوا ان يصلوا بها الى المحافل الدولية، حيث برزت العديد من التساؤلات المهمة التي تتصل بقضية النزوح كواحدة من نتائج الحروب والصراعات، وحتى متى يظل النازحون يقيمون في هذه الظروف في معسكرات، ويحاول آلاف النازحين الاحتماء من هجير الشمس في المخيمات وعلي ظلال الاشجار، بعد الهروب من مناطقهم نتيجة الأحداث الاخيرة، حيث ينتظر هؤلاء النازحون ومن بينهم عدد كبير من النساء والاطفال الغذاء بفارغ الصبر من أجل البقاء على قيد الحياة. اعوام عديدة من الحرب في دارفور احدثت دماراً نفسياً واجتماعياً على كل فئات المجتمع، الا ان الأثر الاكبر كان على الاطفال والعزل، وقد خلفت الحرب آثاراً تصعب معالجتها خلال فترة وجيزة، خاصة في ظل تركيز المنظمات الدولية على الاغاثة العينية وتجاهلها الدعم النفسي والاجتماعي لهذا النوع، والتي تكاد معدومة حيث لا يوجد مستشفى للطب النفسي على مستوى دارفور، لا سيما ان الكثير من المعتوهين يعيشون في الطرقات عراة يقضون حاجتهم في اي مكان دون ان يكون لهم سند في الحياة. وفي حديث احد النازحين وهو محمد علي الذي قال ل «الإنتباهة» انهم وصلوا قبل عدة اشهر من مليط ولكن لم يتلقوا اي نوع من المساعدات بعد سواء أكانت عينية او معنوية، واضاف انه من اوائل النازحين البالغ عددهم ثمانية آلاف، وقد انضموا أخيراً لمعسكر زمزم جنوب غرب مدينة الفاشر بحسب تقرير الاممالمتحدة، واكد محمد ان هناك تسريباً لبعض مواد الإغاثة الواردة من الخارج لاعانة النازحين الى الاسواق في وضح النهار بدلاً من توزيعها على النازحين حديثي الانضمام للمعسكر الذين يعيشون في ظروف قاسية، بجانب ان المرأة بمعسكر زمزم للنازحين تعاني من عدة اشياء خاصة في ما يتعلق بالتغذية، بالاضافة الى انها تعاني من عدم وجود الرعاية الصحية الاولية، كما تواجه تحديات اخرى في المجال الامني في حال خروجها من المعسكرات بحثاً عن الرزق بالمناطق الخلوية، فالمرأة تطالب بتوفير دعم عبر التمويل الاصغر للنازحة حتى تستطيع الاعتماد على نفسها في شتى الأمور. وتحدث عدد من الآباء بالمعسكرات عن مستقبل اطفالهم في المعسكرات الذي يبدو قاتماً بجانب تفشي تعاطي المخدرات بين الشباب والاطفال. فيما وصف المفوض العام للعودة الطوعية بالسلطة الاقليمية ازهري الطاهر شطة اوضاع النازحين بالصعبة بعد زيارات قامت بها المفوضية للمعسكرات، واضاف انهم بالسلطة الاقليمية يعملون على بذل الجهود لتوفير الغذاء والدواء لهؤلاء النازحين، وشن أزهري هجوماً على الدولة وحملها مسؤولية توفير الغذاء والإيواء للنازحين عن طريق مفوضية العون، مؤكداً أن السلطة الإقليمية وجهت مناشدة لكل المنظمات التي طافت على جميع المعسكرات ووعدت بتقديم الإغاثة العاجلة، وأضاف قائلاً: «دورنا بوصفنا سلطة إقليمية أن نوجه مناشدة للجهات المعنية». وأقرَّ بأن حجم الإعانات دون المستوى المطلوب بالرغم من الحاجة العاجلة والضرورية لها .