تمثل العلاقات السودانية الإثيوبية واحدة من أعرق وأعمق العلاقات بين البلدين على كل دول الإقليم حيث ظلت القيادات فى الدولتين تقفان جنبا إلى جنب في كل المحافل الإقليمية والدولية ولم يختلفا في كل القضايا التى تطرح، بل ويرى كثير من المراقبين أن العلاقات بين السودان وإثيوبيا قد وصلت إلى أوج عظمتها بالتفاهمات الكبيرة التي وصل لها البلدان من خلال تطابق كثير من وجهات النظر في كل القضايا محل النقاش، بل اعتبر كثير من المحللين أن الدبلوماسية الشعبية والروابط الأزلية بين الشعبين أحدثت اختراقا واضحا وأحرزت تقدما كبيرا ولعبت كثيرا في طي الكثير من الملفات الشائكة التى تقف عائقاً بين الجانبين في المراحل السابقة، إضافة لتجاوز نقاط الخلاف هو الذى ساعد في إبحار العلاقات بالدولتين، فيما يرى آخرون ان الإرادة الشعبية وتبادل المنافع هو الذي دفع هذه العلاقة التى ظلت لعشرات السنين تمثل أنموذجا حقيقيا يعكس رغبة مواطنى السودان وإثيوبيا فى خلق أواصر الإخاء، فإعلان دولة اثيوبيا الذى أكدته بفتحها لقنصلية داخل ولاية القضارف يجعل الكرة الآن داخل ملعب حكومة السودان وولاية القضارف ويؤكد حسن نوايا إثيوبيا ومدى تقدم وتفهم القيادات الاثيوبية، الأمر الذي تم تتويجه بفتح قنصلية جديدة حيث أعلنت إثيوبيا عن فتح مكتب قنصلية داخل ولاية القضارف لإكمال وتسهيل الإجراءات للراغبين في السفر لإثيوبيا في وقت كشف فيه رئيس الوفد الإثيوبي وحاكم اقليم التقراي جدو اندر أقاشى خلال الجلسة الافتتاحية للمباحثات السودانية الاثيوبية التى انطلقت امس وتستمر لمدة يومين بأمانة الحكومة بالقضارف ان كل الاستعدادات قد اكتملت لبداية العمل بمكتب القنصلية الجديد بالقضارف فى انتظار مصادقته من حكومة جمهورية السودان. ونوه الى ان المناطق المتاخمة كالقضارف وسنار والنيل الأزرق وكسلا والبحر الأحمر والجزيرة لا تحتاج للذهاب للخرطوم لتكملة الإجراءات ويمكن القيام بها من مدينة القضارف ومن ثم الدخول عبر كل المنافذ لدولة اثيوبيا وامتدح جدو حكومة السودان وإثيوبيا لاهتمامها بالصداقة الشعبية بين البلدين، واكد التزامهم بالسيطرة على العناصر المتفلتة والمعادية للسلام فى الشريط الحدودى، وأشار الى أن اثيوبيا تولي اهتماما خاصاً بالسودان لعلاقاته وشراكاته الأزلية فى كل القضايا بين الشعبين، واشار الى وجود آلية مراقبة على طول الشريط الحدودى وهو ما أحدث الامن والاستقرار بجانب تبادل المعلومات والسجناء وإعادة الممتلكات المسروقة من الطرفين إضافة الى تفعيل برتكولات التجارة الموقعة بين الرئيسين. من جهته اكد رئيس اللجنة التحضيرة للمباحثات السودانية الاثيوبية ووالي القضارف الضوالماحى التزامهم بتعزيز كافة العلاقات الازلية بين الأقاليم المجاورة واستمرارها لصالح شعبى البلدين، وتعهد الماحي بتنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة والآليات المشتركة السابقة للاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع. من جانبه ناشد د. فرح مصطفى وزير الحكم اللامركزى بالعمل على تطوير وتنمية العلاقات الحدودية وتبادل المنافع بين البلدين، وأكد اهتمامهم بالمبادرات والنظر فى القضايا الملحة بينهم، وأشار فرح الى أنهم يقومون بالإشراف على مثل هذه المؤتمرات التى تعمل لمناقشة كثير من القضايا الاخرى الملحة، وطالب بعقد مزيد من المؤتمرات لتحقيق التواصل والإخاء تعزيزا للدبلوماسية الشعبية بين المناطق الحدودية الذى يمثل تطلعات شعبى البلدين، مطالباً بمناقشة القضايا الحيوية ومعالجة الظواهر السالبة وإحكام القوانين، وأضاف أن الذى يجمعنا أكبر من الذى يفرقنا وثمن دور اثيوبيا لوقوفها مع السودان فى كل القضايا والمحافل الدولية والاقليمية بجانب المحافظة على الإيجابيات ومعالجة السلبيات.