كنت أتمنى أن التقي المهندس أزهري على فضل المولى وزير التخطيط العمراني بولاية الخرطوم قبل أن يبدأ جولاته التفقدية لأعمال التنظيم والتخطيط ومحاربة السكن العشوائي بمحلية أمبدة. وقبل أن تتواصل الجهود في إزالة السكن العشوائي بالحارات الجديدة بأمبدة وصابرين وغيرها.. لأقول له إن الغالبية العظمى من مباني محلية أمبدة تعتبر عشوائية قديمها وحديثها وأرجو أن يكون قد طاف على مكتب أراضي أمبدة ليقف على حقائق مدهشة ومذهلة وليتأكد من أن نسبة تزيد عن الثمانين أو تسعين بالمائة من مساكن أمبدة ليست لها ملفات بالمكتب وغير مسجلة بالأراضي ولا يملك ساكنوها شهادات بحث منذ سنين طويلة، بل منذ أن نزحوا إلى أمبدة أيام كانت مواصلاتها «بصين فقط» شمال وجنوب في حركة دائرية حول أمبدة شمال وأمبدة جنوب.. ولأقول للمهندس أزهري أطلب من مكتب أمبدة أن يمدك بعدد المساكن القديمة بأمبدة الأصلية» المخططة وبما لديهم من ملفات خاصة بها وشهادات بحث، لأني واثق بعدها سوف تترك حكاية السكن العشوائي وإزالته لتجد أن العشوائية في قلب أمبدة وليست أطرافها، وأود أن أقول له أيضاً يا سعادة الوزير.. وجه الدوريات أن تطرق أبواب أمبدة باباً.. باباً وتطلب من صاحب المنزل إبراز شهادة البحث وأبدأ من الحارات الأولى والثانية.. وقبل أن تصل إلى الخمسينات والمئات لن تخرج إلا بعدد محدود جداً جداً من شهادات بحث أو ملكية رسمية.. اطمئن أولاً على سلامة القلب قبل أن تسارع مع قيادات الوزارة ومعتمد المحلية إلى الأطراف.. هذا قليل مما أعلم عن حال أمبدة وعند رجوعك لطلب هذه المعلومات من مكتب أراضي أمبدة ستتأكد من صدق حديثي هذا.. فالمباني العشوائية ليست ظاهرة جديدة بأمبدة، فهي متأصلة بها منذ بداية ظهورها المحزنة قبل أكثر من نصف قرن من الزمان. صحوة برلمانيين طالب نواب بالبرلمان وزير المالية للمثول أمام البرلمان لتوضيح أسباب عدم تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بتخصيص نسبة «1%» من الدخل القومي للبحث العلمي على الرغم من إجازتها في الموازنة العامة والخطة الخمسية للدولة، ووصفت نائب رئيس البرلمان سامية أحمد وضع البحث العلمي في الدولة بكل مراكزها البحثية ووزاراتها المعنية «بالمزري والكارثي»، ووصف أحد النواب تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بأنه أصبح «حبراً على ورق». كما حذر نواب مجلس الولايات من تأثير القرارات الاقتصادية الخاطئة على الأوضاع المعيشية للمواطن السوداني. وانتقدوا تعامل الدولة مع فوضى الأسواق وجشع التجار. وقال أحدهم إن الأسواق تشهد حالة من الهلع وسط التجار، منبهاً إلى أن استمرار الوضع على هذا الحال يمهد إلى حصر السودانيين في طبقتين إحداهما برجوازية تملك كل شيء، وأخرى مسحوقة لا تملك أي شيء.. من جهة ثالثة، طالب برلمانيون بمنع استخدام الموبايل للموظفين في الحكومة أثناء ساعات العمل واستخدام الهاتف الثابت فقط، كما طالبوا بمراجعة عطلة السبت والبكور. من جهة رابعة، طالب النائب هشام البرير وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بتضمين نواب مجلس الولايات في كشوفات الزكاة بسبب شكواهم المستمرة من ضعف مخصصاتهم المالية.. وقالت د. سعاد الفاتح منتقدة نظام التعليم الأساسي بإضافة سنة تاسعة «أنحنا حقو نلوم نفسنا النضيفين ولابسين ثياب بيض والأطفال ما قادرين يتلقوا تعليمهم المناسب ولا البيئة المهيأة»، وأضافت في حديثها «بأننا يجب أن نستفيد من كوننا محاصرين ومحبوسين عشان ننتج وما يظل عملنا انتقاد للحكومة.. وعلاج الفساد «قطع الرقبة من الأضان للأضان زي ما قال الله» على حد قولها. ونحن نقول إن بعض البرلمانيين كانوا أثناء الجلسات عندما توجه إليهم الكاميرات يبدون نائمين نوماً هانئاً عميقاً.. ولكن الفترة الأخيرة شهدت تحركات شديدة، وتحدث نواب كما لم يتحدثوا من قبل، أرجو ألا تكون هذه مجرد«فرفرة» كما علق البعض، ونحمد الله على الصحوة وإن جاءت متأخرة.