من مواليد الخرطوم خريج الأهلية ومن محبي جمع الاناتيك والأشياء القديمة المتعلقة بالتراث السوداني، الذي يعتبر بوابة السودان لتعريف الأجيال بتاريخ السودان من حيث إرثه الشعبي والسياسي والجغرافي، في بوتقة مشتملة تجعل منه متشبعاً بالقديم عبر رسالة تحوي بمفهومها القومي للمحتوى التاريخي لقيمة الإرث السوداني في وجدان الناس. جلسنا إليه في بوح للتعريف عن تلك المقتنيات القديمة في رسالة الاحتفاظ بالقديم الذي هو تاريخ ناطق للمستقبل. حوار: اشتياق الكناني: البدايات في المقتنيات؟ بدأت عبر اقتناء القديم من الطوابع والعملات التي كانت هواية بالنسبة لي منذ ايام الدراسة الاولية ثم تطورت لجمع الطوابع وخطابات البريد والبرق. ما هوأول شيء احتفظت به؟ العملات وانواعها القديمة من فترة المهدية، واول فئة معدنية تم اقتنيتها هي«مائة» معدنية وهي عبارة عن عملة نقدية فئة المائة من فترة المهدية والتي كانت عبارة عن عملتين تقسم الى فئة نحاسية وفضية. فكان هنالك عدد كبيرمن العملات التي أمتلكها مثل عملة فاروق الأول التي كان يطلق عليها «العملة المقدودة». ما هي العملات السودانية النادرة؟ من العملات السودانية النادرة توجد في دارفورواسمها«الرضينة» والتي كانت تستخدم فقط في دارفور. والأخرى أطلقها الأزهري وتم احراقها وهي عبارة عن عملة «الجنيه» وهي التي لم يوجد لها أصل لانه تم احراقها. متحف متجول هو الذي يعرِّف المتلقي بالإرث كيف؟ من الأشياءالتي حببت لي عمل الأناتيك واقتنائها هو وجود متحف متجول في جنوب افريقيا يحتوي على جميع مشتملات الإرث القومي لجنوب افريقيا، وكذلك رغبتي في توفير مثل ذاك المتحف في السودان. الآن نحن نعرض أشياءنا عبر ملتقيات وفاعليات الجامعات السودانية لتعريف الأجيال الحالية والقادمة بالتاريخ والارث والثقافة القومية للسودان عبر جميع مراحل التاريخية للسودان. أكثر ما صادفك في رحلة البحث عن النادرفي الإرث السوداني؟ حصولي على مقتنيات صور قديمة في حقيبة قديمة تباع في دلالة وهي كانت عبارة عن صورة للأزهري وعبود. هواية ثم مهنة كيف تنظرللأناتيك بعد الاحترافية؟ منذ بدايتي بجمع العملات ومن ثمة الطوابع الى ان وصلت رحلة البحث عن «نمر العربات » القديمة التي كانت تحتوي على نمر تكتب وتنقش بالنحاس تلك التي كانت تحتوي على ثلاثة ارقام فقط «للعربية»، والى الآن وما زلنا نحتاج للاهتمام من الجميع بالارث السوداني والمحافظة عليه. ما زالت النظرة لهذه المهنة باعتبارها مجرد جمع لقطع بالية اواشياء منتهية الصلاحية وليست اشياء نادرة وتقديم تاريخ لجيل او اجيال سابقة. ماذابعد كلمة«يا الله ذكرتني بايام زمان» هذه العبارة التي يطلقها السودانيون حينما يزورون معارض التراث. المتاحف التي شاركت فيها؟ معرض الخرطوم زمان، معرض التراث في مسرح خضربشير، معرض التراث القومي. تنظيم عمل الأناتيك في السودان تحت منظومة نقابية هل يخدم المهنة؟ لا يوجد احترافية في العمل وانما هواة لجمع الأناتيك فقط ،ما أرغب فيه هو إقامة معرض متجول في كل الفاعليات والمناسبات الثقافية والاجتماعية والسياسية تكون عبارة عن تعريف للأجيال بهذه المقتنيات الأثرية، لان معظم الناس ليس لديهم الوقت لزيارة المتاحف الدائمة المعروفة لتعريفها بالارث القومي اوالارث الشعبي لديها. لذا يخدم المعرض المتجول هذه الفئات. الاحتفاظ بالأشياء القديمة يحتاج لمجهود طويل؟ نعم هنالك أشياء قديمة تحتاج لبذل مجهود مادي ومعنوي لاقتنائها وأحياناً نمتلكها وأحياناً لا نتحصل عليها. كما أن هنالك أشياء يمكن ان تقتنيها بنفسك عبرالاجتهاد العائلي وفي محاولة لتقديم ارثهم المتوارث باعتباره ارثاً قومياً . لدي عدد من الأشياءالقديمة التي اريد الاحتفاظ بها مثل بعض الأواني المنزلية والقطع النحاسية المميزة عندي. هل كل النادر في المتاحف القومية؟ لا، لأن هنالك سيارة للزعيم الأزهري هي الان يمتلكها شخص، كما أن اول اذاعة في السودان وميكرفون اذاعة استقلال السودان يمتلكها شخص، وليس المتحف المخصص لها. وايضاً عدد كبيرمن الأوسمة والنياشين التي يمتلكها افراد ورثوها عن أجدادهم وهي تعتبر ارثاً قومياً وبطاقة تعريفية لهم منذ الحكم الانجليزي الى ثورة المهدية وهكذا. ومن الأشياء النادرة التي يمتلكونها طاقية المفتش وهي عبارة عن ميري الزمان معمول بالقماش والجلد واللون الميري الزمان«البني» لون الانجليز المعروف. رسالتك للجميع؟ غياب التمويل هو المشكلة الأساسية التي تواجهنا في رحلة البحث عن مقتنيات، لذا نبادر ببيع بعض مقتنياتنا الأثرية مثل الميداليات والأوسمة والفواتير القديمة وشهادات البريد والبرق واوراق المحاكم القديمة وكروت الافراح القديمة هي تستطيع اقتناء بعض الأناتيك والاحتفاظ بها وتقديمها في المعارض والمتاحف والتعريف بها للجميع. نشجع الأسرالسودانية بتقديم ارثهم القومي للمهتمين به في محاولة لإحياء ثقافة إحياءالقديم. كما يلاحظ ان المتاحف السودانية المعروفة لا تشهد رواجاً كبيراً من السودانيين. لدي مشروع الآن أعمل فيه وهو عبارة عن إقامة معرض عن الكتب القديمة، ولدي الآن كرسي قديم عبارة عن كرسي سينما مكون من حديد وصاج وكان يستخدم في الأفراح السودانية، كما أسعى جاهداً لتحميل رسالة مصورة للطرقات القديمة عبر التوثيق الحي للطرقات اوالرجوع للصورالقديمة للخرطوم بشوارعها المعروفة، مثل شارع الجمهورية الذي مر بمراحل من التطور عبر التاريخ من وزارة الثقافة باعتبارها بداية للتوثيق المستقبلي لطرقات الخرطوم القديمة والحديثة، في جميع مراحل تخطيطها واعمارها وتشييدها من جديد مع التطورات التي شهدها السودان بكل مراحله التاريخية والسياسية والثقافية، وفي نمو وتوسع مدارك المتلقي السوداني لهذا التطورعبر الاهتمام بالاناتيك في حياتنا.