صديق علي: رغم تصنيفه من الفن الهابط ولا يجد فنانوه حظهم في الإعلام، بل ويعتبرونهم أقل قامة من الفنانين والمطربين العاديين والحرب الشديدة عليه تظل حفلات «الزنق» الأكثر انتشارا في جميع أنحاء السودان، وتجذب إليها الكثير من الناس خاصة الشبان في المناطق الشعبية والقرى والأرياف التي تعتمد على تلك الحفلات اعتمادا مباشرا بحكم استحالة حضور فنانين كبار لإحياء حفلات أفراحهم وأيضاً لعدم مقدرتهم على دفع أجور الفنانين المشهورين التي وصلت لأرقام فلكية جعلت من الصعب توفيرها وهو من الأسباب التي جعلت المهتمين بالفن والمختصين يجعلونه السبب المباشر في هبوط المستوى الفني في الساحة الفنية. ويظهر لهذا النوع من الفن كل يوم مسمى وفنانون بعضهم يلقى قبولا وينضم لزمرة الفنانين المعروفين، وبعضهم يهجر ذلك المجال بعد أن يفقد شعبيته. ومن المسميات التي يطلقها محبوه «الطربانة كتمه ردم زنق الرش»، ومن الملاحظ أن الفنانات هن الأكثر في هذا المجال ويجدن شهرة أكثر بسبب ما يقمن به من استعراض راقص يترافق مع بعض المقاطع الموسيقية التي يقوم بتأليفها العازف وتسمي «صولة» فهي التي تكسب المطرب أو المطربة شهرة واسعة. أشهر مطربي الزنق هناك الكثير من الفنانين والفنانات الذين وجدوا شهرة في إحياء حفلات الزنق حتى أصبحوا من أكبر العاملين في المجال ويجدون رواجا كبيراً داخل المجتمعات حتى أن بعضهم يتم حجزه قبل فترة طويلة من زمن إحياء الحفل. ومن أشهر هؤلاء الفنانين «رشا الزنجية سعاد حتة، ماروكو، هبة جبرة، رمانة، باقيرا، مني يورو، مصطفى اورتن، مودة، بثينة، عبدالخالق ونجاة غرز» التي لقيت شهرة واسعة قبل عدة سنوات مع حنان جبرة عوضية عذاب وتغريد جبرة، فيما يجد سنهوري شهرة كبيرة وقبولا وسط الفئات العمرية رغم صغر سنة. أجور المطربين «العداد» تعتبر هبة وبثينة الأعلى أجرا بين جميع فناني الزنق حيث يصل أجر الواحدة الألف وخمسمائة جنيه للحفلة الواحدة في حين تتراوح أجور بقية الفنانين ما بين الأربعمائة إلى ثلاثمائة جنيه غير شاملة إيجار المعدات الأخرى وأجر العازف المرافق للفنان الذي يكون في الغالب مائة وخمسين جنيها، ويحتل العازفون الربع ونيجيري ووليد بنه قائمة العازفين الأعلى أجرا، فيبلغ ليصل أجر الواحد منهم الخمسمائة جنيه دون أجر الفنان والعدة المصاحبة، وهناك من يعمل من العازفين لساعات طويلة وتسمى تلك الحفلات التي تستمر في بعض المناطق للساعات الأولى من الصباح خاصة في المناطق الطرفية التي تكون فيها الرقابة ضعيفة وهنا يتضاعف الأجر للفنان والعازف على حسب الاتفاق فيصل لثلاثة أضعاف الأجر العادي. فنانون وفنانات سابقون هناك بعض الفنانين والمطربات الذين بدأوا مسيرتهم الفنية كمحيي حفلات ومن ثم انضموا لزمرة الفنانين والمطربين الكبار من أمثال محيي الدين أركويت وحسين الجزار، ومن المطربات مثل ندى القلعة وإنصاف وهاجر كباشي والعافية بل وهناك من حافظ على ذلك النوع رغم شهرته الواسعة مثل الفنانة حنان بلوبلو التي تمسكت بنوعية فنها ولم تغيره رغم ما حظيت به من اهتمام أعلامي، وهاجر كثير منهم للخارج وبعضهم يعمل في نفس المجال حيث يقوم بإحياء حفلات السودانيين المقيمين في الخارج في بلدان بعضها عربي مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية وبعض دول الخليج وبعضهم هاجر إلى الغرب وهجر الغناء. فنان كمبارس ومن غرائب عالم الطرب كما يحلو لعشاقه تسميته أنه يمكن أن يكون المطرب أو الفنان مغمورا ولا يعرفه أحد بينما يجد العازف شعبية كبيرة وشهرة واسعة يمكن أن تطغى على الفنانين أنفسهم حيث يعج هذا الوسط بالعازفين تكون شهرتهم فاقت شهرة المطربين حيث يجذبون المعجبين من جميع أجزاء العاصمة منهم جنكيز الذي كان ملك الساحة في بداية الألفية حتى سحب الربع البساط من تحت قدميه وأصبح ملك الساحة، أما الآن يعتبر نيجيري ووليد بنه هما الأشهر والاعلى سعرا فهؤلاء نجوم يكون دور الفنان في وجودهم صغيرا للغاية. الشهرة والانتشار وتلعب عدة عوامل تؤثر على مسيرة الفنان ودرجة انتشاره وسط الجمهور منها مدى براعته في الاستعراض وتلحين وتأليف الأغاني فهي تؤثر مباشرة في زيادة شعبيته فكلما أجادت الفنانة أوالفنان زادت شهرته وأيضا يلعب العازف دورا كبيرا في إيصال الفنان للشهرة بمهارته في العزف والصولات التي تساعد الفنان على الإبداع.