سيكون استاد الخرطوم في الثامنة من مساء اليوم مسرحاً لمباراة كبيرة تجمع هلال الملايين وفيتا كلوب الكنغولي في الجولة الثالثة من دور المجموعات وهي مباراة في غاية الأهمية وستحدد بشكل كبير فرص الهلال في التأهل للدور نصف النهائي فالفوز سيجعل الفريق يتنفس الصعداء من الناحية الحسابية لأنه سينفرد بصدارة المجموعة في حال إنتهاء مباراة مازيمبي والزمالك بالتعادل وسيُبقي على حظوظه حية وكبيرة.. أما خسارة ثلاث نقاط بالهزيمة أو نقطتين بالتعادل ستضعف من حظوظه وستجعله في موقف صعب لأنه سيكون مطالباً بالفوز على فيتا كلوب أو مازيمبي في الكونغو. وإذا كان الهلال قد ظهر بمستوى مهزوز في مباراة الزمالك وخسر نقاط المباراة فإننا نأمل ونتمنى ان يعود الفريق لمستواه الطبيعي في مباراة اليوم ويحقق الفوز الذي يسعد جماهيره ويجعلها تخرج راضية ومقتنعة بما قدمه من عرض يليق به بوصفه زعيماً للكرة السودانية وبوصفه منافس شبه دائم في دور المجموعات في السنوات الأخيرة. ولكن الفوز في مباراة اليوم لن يأتي بالأمنيات والأحلام وإنما بالبذل والعطاء والإحساس بالمسئولية واللعب المتوازن وقبل ذلك بالإستفادة من أخطاء مباراة الزمالك والعمل على معالجتها وتصحيحها لأن أي خطأ في التشكيلة أو في قراءة المباراة سيجعل الهلال يخسر نقاط المباراة وحينها سيُصبح تأهله للدور نصف النهائي في كف عفريت. وقبل البذل والعطاء داخل الملعب يجب أن يضع الجهاز الفني واللاعبين ألف حساب لفيتا كلوب لأنه منافس شرس وقوي ولا يقل بأي حال من الأحوال من مازيمبي وإذا كان الهلال قد فاز على مازيمبي في الجولة الأولى لأنه تعامل معه بإحترام كامل ولعب أمامه بمسئولية كبيرة فيجب أن يتعامل مع فيتا كلوب بنفس الطريقة ويضع له ألف حساب بل مليون حساب لأن مباراة اليوم أهم من مباراة مازيمبي بمعطيات دخول المنافسة في مرحلة المنعرج الحاسم.. وإحترام الهلال لفيتا كلوب كناد خطير يكون بالأداء الجاد والقوي وبالضغط المتواصل على لاعبيه في حالة فقدان الكرة لحرمانهم من السيطرة وبناء الهجمات وخلق الفرص كما يجب على الهلال أن يستفيد من ميزة سرعة لاعبيه في الانطلاقات بالأطراف والاختراق من العمق. واعتقد ان مشكلة الهلال التي أدت لاهتزاز مستواه في مباراة الزمالك ليست في عدم وجود عناصر موهوبة وصاحبة امكانات فنية كبيرة، ولكنها في الأساس مشكلة توظيف لهذه العناصر بوضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، أي باختيار اللاعب للوظيفة التي يستطيع ان يقدم فيها كل ما يملك من مهارات وقدرات تسهم في الانتصارات وتقديم العروض التي تطرب الجماهير الزرقاء التي تعشق اللعب الجميل واللمسات الفنية وتحلم وتترقب الإنتصارات الغالية والكبيرة. ولعل أبرز مثال لعدم التوظيف السليم لقدرات اللاعبين يظهر بوضوح في خط الوسط الذي يعتبر نقطة قوة الفريق في المباريات التي يتم فيها توظيف اللاعبين بشكل سليم.. ونقطة ضعف الفريق وقاصمة ظهره في المباريات التي يكون التوظيف سيئاً ففي هذه المباريات يظهر الوسط بشكل ضعيف لعدم قدرته على أداء الدورين الدفاعي والهجومي بالمستوى المطلوب، وذلك بتشكيل حائط صد امام الدفاع لايقاف تقدم المنافسين ومساندة الهجوم بالتحضير السريع الذي يخلق المساحات ويتيح الفرصة لبناء الهجمات في عمق الدفاع ومن العكسيات من أطراف الملعب. وعدم التوظيف السليم ظهر في مباراة الزمالك بإشراك خليفة أحمد الغائب عن اللعب التنافسي وتجاهُل لاعب بمهارات وإمكانيات سيدي بيه والذي كان بإمكانه إذا يُغير من شكل الفريق إذا شارك منذ البداية فهو أكثر لاعب في الهلال يمكنه أن يحل مشكلة صناعة اللعب وقد أظهر في الدقائق القليلة التي شارك فيها أمام الزمالك قيمته الفنية وأكد هذه القيمة في المباريات الإعدادية في معسكر القاهرة لهذا نتمنى أن يشركه المدرب اليوم لحل مشكلة صناعة اللعب لأن عدم مشاركته تفقد الفريق اللاعب الذي يصنع الفرص ويبني الهجمة. نثق في اللاعبين الذين يمتلكون خبرات كبيرة في البطولة الأفريقة وإذا كان هناك خوف فهو من المدرب البرازيلي كامبوس والذي تحدثت الأخبار عن إشراكه لمواطنه سيرجيو وإذا صدقت الأخبار وتم إشراكه بالفعل سيكون المدرب قد لعب بالنار لأن الدفع بهذا المهاجم المتواضع في مباراة مصيرية مثل مباراة اليوم يعتبر مغامرة وهذه المغامرة ستجعل الفريق يفقد فرصة مشاركة مهاجم أكثر جاهزية كما أنها ستجعله يفقد فرصة أخرى وهي فرصة التبديل لهذا أتمنى أن يلعب المدرب على المضمون لأن مباراة اليوم ليست حقلاً للتجارب. خلاصة القول لقد أتيحت للهلال من قبل الكثير من الفرص لتحقيق البطولة الافريقية ولكنها ضاعت لكثير من الأسباب ومن بين هذه الأسباب الإستهتار بالمنافسين لهذا الحذر ثم الحذر من الاستهتار والذي قد يؤدي لفقدان الهلال لنتيجة المباراة والتي قد تؤدي بدورها لخروج الهلال وضياع فرصته في الفوز باللقب القاري مرة أخرى.