لا خلاف في أن البرازيلي كامبوس هو المسؤول الأول عن خسارة الهلال أمام الزمالك باللعب بطريقة دفاعية عقيمة أمام فريق يعاني من ضعف واضح في الدفاع تسبب في هزيمته أمام عدة أندية في الدوري المصري، وقد كان الطبيعي في مثل هذه الحالة أن يهاجم الهلال بقوة وضراوة لاستغلال ثغرة الدفاع لحسم المباراة في وجود هجوم يتميز بالسرعة والمهارة ممثلاً في كاريكا وبكري، ولكن إصرار كامبوس على التكتل الدفاعي في نصف ملعبه أتاح للزمالك فرصة السيطرة ومواصلة الهجوم الذي أعطاه ثقة كبيرة وبدد مخاوفه من الهلال ودفعه للانطلاق للأمام بجرأة كبيرة خاصة عن طريق الطرف الشمال الذي كان مفتاح لعب الزمالك بانطلاقاته وعكسياته التي شكلت خطورة دائمة على جبهة الأزرق، دون أن يتخذ كامبوس أية خطوة لايقاف انطلاقاته بالتغطية والمراقبة للحد من سيل الهجمات من المنطقة اليسارية. ورغم تجربة الزمالك المريرة فإن كامبوس لم يستفد منها في مباراته مع ڤيتا كلوب، ولجأ للدفاع بعد الهدف الذي أحرزه المهاجم سيرجيو من دربكة، في الوقت الذي كان عليه أن يهاجم بقوة وكثافة لحسم المباراة، ولكنه ارتكب نفس خطأ مباراة الزمالك ليؤكد ضعف قدرته في إدارة المباريات واتخاذ القرارات التي تقود فريقه للفوز. ورغم أن القدر الأكبر من مسؤولية فقدان النقاط الخمس أمام الزمالك وڤيتا كلوب يتحمله كامبوس، فإن ذلك لا يعفي لاعبي الهلال من المسؤولية، حيث ظهروا بمستوى سيئ وضعيف ولا يليق بفريق يحمل آمال أمة ووطن في هذه البطولة باعتباره الممثل الوحيد للكرة السودانية، كما أن عطاء اللاعبين في المباراتين لا يتناسب مع ما قدمه لهم النادي من نجومية وشهرة ومكانة اجتماعية وتغيير حقيقي لحياتهم بتسجيلهم وإعادة قيدهم بمئات الملايين، بجانب المرتبات والحوافز التي مكنتهم من شراء المنازل والسيارات والعيش في مستوى ما كانوا يحلمون به لولا انضمامهم للهلال الذي ينبغي أن يضحوا من أجله بكل شيء بعد أن اعطاهم كل شيء، وأن يبادلوا النادي وجماهيره حباً بحب ووفاءً بوفاء ببذل الجهد والعرق والدم لانتزاع الانتصارات لإعلاء راية النادي وإسعاد الجماهير، ولكنهم مع الأسف خذلوا الجميع بمستواهم الجنائزي واستهتارهم وعدم تقديرهم لمسؤوليتهم نحو وطنهم وجماهيرهم وإدارتهم التي ينبغي أن تعيد النظر في استمرارية بعض اللاعبين الذين شاخت ارادتهم وتبلدت أحاسيسهم وفقدوا القدرة على العطاء لإسعاد الجماهير التي لو امتلكوا واحداً على مليون من حبها وغيرتها على الهلال لاحتكروا الفوز بالبطولات الافريقية خلال السنوات الماضية، كذلك من المهم تجديد دماء الفريق بمواهب شابة تملك القدرة على تعويض أي تفوق فني بروح الهلال وقوة الارادة القادرة على قهر المستحيل وتحقيق المعجزات، والأهم من كل هذا إصدار قرار برحيل كامبوس وسيرجيو المنتهي الصلاحية استجابةً لمطالب الجماهير كأعلى سلطة في النادي وصاحبة المصلحة الحقيقية في أن يكون الهلال دائماً قوياً وعزيزاً ومنتصراً في أي زمان ومكان. الوخز بالكلمات صابر الخندقاوي عاشق الأضواء والمنتشر في أجهزة الإعلام الداخلية والخارجية والذي نصب نفسه نائباً لرئيس الهلال في قناة «النهار» المصرية، احتل أمس الأول مكانه كمدير فني لنادي الهلال بترشيح لاعب مصري في منتخب قطر العسكري للانضمام للفريق الأزرق دون علم وموافقة الأجهزة الفنية ومجلس الإدارة. وأعتقد أن الخطوة القادمة للخندقاوي أن يعلن نفسه رئيساً للهلال ويستولي على السلطة الرياضية في النادي بانقلاب رياضي، بعد أن وصل الى قناعة تامة بأن المجلس لن يجرؤ على معاقبته على تصرفاته، لأنه أكبر من المساءلة ما دام يملك المال الذي يشكل حصانة له ويحميه من أية محاسبة، مهما كان حجم الخطأ أو الضرر الذي يسببه للهلال.