حملني إلى الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق عقدة قديمة وارتباط سابق، وشهدت بغير ترتيب سابق حدثين كبيرين ما كنت أحسب أنني سوف اشهدهما بهذه الكيفية ولا هذا الاتقان. لقد كان الحدث الاول ختام فعاليات مؤتمر مفوضيات العمل الطوعي الولائية والذي يعقد حسب ما علمت دورياً حيث تستضيفه في كل مرة ولاية من الولايات.. واعلن في ختام الملتقي ان ولاية كسلا هي المضيف في الدورة القادمة. لقد كان هذ الملتقى الخامس للمفوضيات الولائية وصدرت عنه وثيقتان.. الأولى: عن الدمازين حول الشراكة المجتمعية لسودنة التدخل الإنساني وتحرير الأمن الإنساني، وهاكم اسطر اولى من البيان: «نحن مفوضي مفوضيات العون الإنساني والعمل الطوعي بولايات السودان المجتمعين في الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق في الفترة من9 10/6/2014 ضمن فعاليات الملتقي الخامس للمفوضيات الولائية»... وبعدها مباشرة يبدأ البيان في تشخيص الدوافع من وراء التحرك كله .. فيقول: «إدراكاً لتعقيدات الأجندة الدولية في الشأن الإنساني وتأثيراتها على الصعيد الولائي والقومي وتداخل محاور العون والأمن الإنساني مع الأمن الوطني .. وسوف تجدون نص البيان بكامله للاطلاع والتعجب والاعجاب والإشادة. ومن اللفتات البارعة والتي وردت في البيان ما جاء عن المخزون الاستراتيجي للتدخل الإنساني السريع.. قلت في نفسي ثم للاخ يس البطحانى نائب الوالي الذي اتاح لي هذه الفرصة الذهبية عندما اصر على اصطحابي للملتقى قلت اليس هذا ما ظللنا ننادي به ونسعى له لاكثر من ثلاثة او اربعة عقود من قبل الإنقاذ ومنذ سيئة الذكر المعونة الأمريكية وقمح ريغان او علف ريغان .. سيان. ان الملتقى والبيان والتوصيات تشير كلها الى ان امر اجندة الخلفية التي كانت تتعامل بها معنا الدول والمنظمات اللاانسانية لم تكن لغزاً ووهماً واتهاماً باطلاً، بل كان وهو الآن وسيستمر كما هو ان لم يجد البيان وهذه التوصيات حظهما من الاهتمام وحظهما من التعامل معهما بورع وخشية لله.. وشجاعة وشموخ.. وشوية رجالة وبلاش انبطاح. اما التوصيات فقد جاءت حول القضايا التي اثارها البيان والحلول التي ارتآها، ومن اهم ما جاء فيها: تطوير المنهج المفاهيمي للعمل الطوعي والإنساني باستصحاب المفهوم التنموي. اما الحدث الثاني فكان تخريج الفرقة «18» من عزة السودان، والذي حملني حملاً الى الايام العطرة ايام الاستنفارات والمتحركات والاستخلاف واعراس الشهداء ومطاردة ومراقبة المتفلتين من الشباب صغار السن الأقل من «15» سنة الذين يندسون في المتحركات دون علم احد لا والد وولي أمر. وتمالكت نفسي بصعوبة وانا ارى امام عيني «675» دانة ومدفعاً بشرياً هي المخزون الاستراتيجي البشري لولاية واحدة من ولايات السودان..التي لا ادري كم وصلت. تذكرت بيعة العقبة الثانية فقلت لا بد ان احد هؤلاء الفتية تراوده نفسه في الاستئذان من القائد ان يميلوا على وكر الخيانة هذا او ذاك.. والقصة مشهورة.. هذا هو السودان وهذا هو مخزونه من القيم ومن الرجال اهدره وضيعه خازن لئيم وعاجز وقاصر وفي أكثر ما معناه ان الخازن الامين الذي يعطي ما امر به لمن أمر له به كاملاً .. موفوراً.. طيبة به نفسه أحد المتصدقين. لو انزلنا هذا المعنى على مخزوننا الاستراتيجي من القيم والرجال لعرفنا معنى للخيانة والفساد تقشعر منه الأبدان. إعلان الدمازين حول الشراكة المجتمعية لسودنة التدخل الإنساني وتعزيز الأمن الإنساني: نحن مفوضي مفوضيات العون الإنساني والعمل الطوعي بولايات السودان المجتمعين في الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق في الفترة من 9 10/6/2014م ضمن فعاليات الملتقى الخامس للمفوضيات الولائية. { وإدراكاً لتعقيدات الأجندة الدولية في الشأن الإنساني وتأثيراتها على الصعيد الولائي والقومي، وتداخل محاور العون والأمن الإنساني مع الأمن الوطني، وما يتطلبه ذلك من بناء القدرات المؤسسية والمعرفية للمفوضيات الحضارية ومقدراتها ومكتسباتها الاقتصادية. { وحيث أننا كمفوضيات ولائية ندرك أهمية التشبيك المجتمعي والتنسيق الرسمي بين شركاء العون الإنساني لضمان فاعلية وناجزية تقديم العون، وانطلاقاً من مسؤولياتنا كمؤسسات رسمية ولائية تجاه إنزال قيم التراحم على واقع احتياجاتنا الإنسانية، وإيماناً بضرورة استنفار كل الهياكل المجتمعية الولائية ورفع مستوى عطائها الطوعي، وانفاقها الخيري لتوفير المعينات والمطلوبات الداعمة لتوطين وسودنة التدخل الإنساني، عليه، واستصحاباً لما سبق فقد توافقنا كمفوضيات ولائية على إصدار «إعلان الدمازين حول الشراكة المجتمعية لسودنة التدخل الإنساني» والالتزام به بوصفه خارطة إطارية ولائية تحقق بفاعلية واقتدار مطلوبات سودنة العمل الطوعي والإنساني «2012 2016م» ويشمل ذلك إعلاننا عن: 1/ إسنادناً للدور المحوري الذي تضطلع به الحكومة القومية لمعالجة النزاعات وفضها بالطرق السلمية عبر جولات التفاوض والحوار بما ينزع فتيل تأزيم الوضع الإنساني وتحقيق الأمن الإنساني. 2/ تعزيزنا للجهود المثمرة التي حققتها المفوضية الاتحادية للعون الإنساني في إدارتها لمخاطر الأزمات والنزاعات الوطنية تحقيقاً لمبدأ الملكية والريادة والقيادة الوطنية في الشأن الإنساني. 3/ تبنينا لإنشاء وإدارة مخزون استراتيجي للتدخل الإنساني السريع ضمن موازنة عام 2015م وفق نظام القطاعات الجغرافية القائمة على التجاور وتشابه المكونات الاجتماعية وتداخل المؤثرات البيئية والتهديدات الأمن إنسانية وتكامل الموارد بما يحقق السلم الاجتماعي ويعزز استقرار المؤشرات والوضع الإنساني في الولايات المختلفة. 4/ تبنينا لمبدأ تبعية المفوضيات الولائية للمفوضية الاتحادية، مع عدم المساس بالإشراف الولائي عليها بما يزيل الأزدواجية بين المركز والولاية، وتأميننا على تجربة مفوضيتي شمال كردفان والنيل الأبيض في تبعيتها الإدارية والمالية والفنية للمفوضية الاتحادية. وهذا للاعتماد. مفوضية مفوضيات العون الإنساني بالولايات