إن مدينة النهود من أكبر المدن بكردفان الكبرى بكل ولاياتها الثلاث وهي أكبر مدينة بولاية غرب كردفان من حيث اتساع المكان وكثافة السكان. وكان فيها مركز من أعرق المراكز في السودان تعاقب على العمل فيه عدد من أميز الإداريين البريطانيين والسودانيين. وشهدت المدينة نهضة تعليمية باكرة وكان معهدها العلمي الديني من أشهر المعاهد بالسودان وعمل فيه عدد من أجلة المشايخ وجهابذة العلماء وتخرج فيه عدد من مشاهيرالمعلمين والعلماء والفقهاء والقضاة والأدباء والشعراء. وأسس بالمدينة نادي السلام في عام1917وهو من أقدم الأندية بالسودان وكان يرتاده منذ إنشائه مفتش المركز ومعاونوه والقاضي الشرعي وكل الموظفين والمعلمين وعلية القوم من وجهاء المجتمع والتجار وغيرهم من الفئات الأخرى. وتضم المدينة بجانب الحمر مواطنين كثيرين ينتمون لقبائل عديدة وحدثت مصاهرات كثيرة وتمازجت واختلطت الدماء بين المواطنين. وكان عمدة مدينة النهود الشيخ أبورنات ينتمي إلى قبيلة الشايقية وهو والد مولانا محمد أحمد أبو رنات أول سوداني يتولى منصب رئيس القضاء في عهد الحكم الوطني. ومن الإنجازات الكبيرة الباهرة التي شهدتها النهود حل مشكلة العطش في عهد الحكم النوفمبري، وتوجد صورة تذكارية توثق هذا الحدث الهام تجمع بين الرئيس إبراهيم عبود وناظر عموم حمر الشيخ منعم منصور. وساهم المواطنون بالعون الذاتي في تشييد مرافق الخدمات العامة التعليمية والصحية وغيرها وتكرم عدد من كرام المواطنين بإنشاء مؤسسات تعليمية في وقت كان فيه عدد المدارس قليلا ويأتي على رأس هؤلاء رجل الأعمال الراحل محمد محمود عبد الله الذي رحل عن الدنيا في حادث حركة قبل أكثر من ثلاثين عاماً بعد أن أكمل بناء عدة مؤسسات تعليمية على أحسن طراز وهي تحمل اسمه. وبالنهود عدد من الذين ظهروا على المستوى القومي في شتى المجالات ومنهم الخبير الاقتصادي ووزير المالية الأشهر السابق السيد إبراهيم منعم منصور «ود الناظر» ومن كبار العلماء والأدباء الذين درسوا بمعهد النهود العلامة البروفيسور صالح آدم بيلو والدكتور الشاعر الشيخ جمعة سهل ودكتور عمر شاع الدين ونشأ وترعرع في مدينة النهود الشاعر الدكتور تاج السر الحسن وشقيقه القانوني الشاعر الحسين الحسن. ومنهم أمير عموم دار حمر الأديب الشاعر عبد القادر منعم منصور. ومن الصحافيين والإعلاميين من أبناء النهود المذيعة اللامعة الأستاذة محاسن سيف الدين ودكتور عوض إبراهيم عوض والأستاذ محمود الجراح ومن الذين برزوا في مجال الرياضة اللواء فيصل محمد عبد الله السكرتير الأسبق لنادي المريخ والأستاذ الطيب سيف الدين القطب الرياضي الذي كان زميلاً للرئيس جعفر نميري بالفريق الأول عندما كانا طالبين بمدرسة حنتوب الثانوية. ومن الطرائف أن السيد محمد أحمد محجوب كان يعمل في أربعينيات القرن الماضى قاضياً بمدينة الأبيض وكان صديقه السيد خلف الله بابكر يعمل مفتش صحة بمديرية كردفان وخرج كل منهما في مهمة خارج مدينة الأبيض وقضى المحجوب ليلة بالخوي وقضى صديقه خلف الله ليلة هانئة بمدينة النهود مع الموظفين والأفندية العاملين بها وداعب صديقه المحجوب قائلاً: الناس مرقدها النهود *** وأنت مرقدك الخوي لو كنت تدري ما النهود*** لطويت الأرض طي وهذه لمحات عابرة عن مدينة النهود وسترد عنها تفاصيل أكثر في سفر قادم بعنوان «وقفات تفصيلية مع مائة مدينة وبقعة سودانية». وظل اسم مدينة النهود يتردد هذه الأيام مرتبطاً بقضية تتعلق بالسيد إبراهيم الشيخ البريابي رئيس حزب المؤتمر السوداني وهو أحد أبناء مدينة النهود وما حولها وللبرياب وجود ممتد في مناطق اخرى بالسودان لا سيما في منطقة جنوب الجزيرة ومن أشهرهم السيد فتح الرحمن البشير الذي ارتبط اسمه بالمصالحة الوطنية عام 1977 وما بعدها ومسقط رأسه بقرية البرياب الواقعة جنوب مدينة ود مدني. ولا يحق لنا الخوض في قضية قيد النظر بالمحاكم. وان الأجهزة العدلية والشرطية المختصة ترد إليها يومياً قضايا كثيرة قيد التحري والنظر والتداول داخل المحاكم لإصدار الأحكام وهي قضايا جنائية أو مدنية أو شرعية أو متعلقة بأمن الدولة.... ألخ، ولكن ثمة ملاحظة وهي أن بعض القضايا قيد النظر تثار حولها ضجة صاخبة وتجد تضخيمًاً وتهويلاً زائداً ويضيع في هذا الضجيج الاهتمام بمتابعة قضايا حيوية هامة تتعلق بالموسم الزراعي أو ببدء العام الدراسي أو... ألخ، ولماذا لا تدع كل الأطراف الأمور تمضي بسلاسة وهدوء لتأخذ العدالة مجراها حتى تبلغ مرساها مع ترك هامش للتسامح لن يسمح به الضجيج المثار.