لعل الزيارة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن الى ولاية جنوب كردفان في الفترة بين 1012 يونيو 2014 رفقة وزير الزراعة ابراهيم محمود حامد، ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي البروفسير سمية محمد أحمد ابو كشوة، ووزراء الدولة للكهرباء الدكتورة تابيتا بطرس ووزير الدولة للاستثمار الاستاذ علي محمد موسى تاور، ووزير الدولة للرعاية والضمان الاجتماعي ووزير الدولة للنقل والطرق والجسور، ورئيس صندوق السلام بالولاية البروفسير خميس كجو كندة ونائبه الاستاذ سلمان سليمان الصافي. هذه الزيارة حركت الساكن وطوت الكثير من المساحات وقربت المسافات، وتفاعل معها المواطن وهو يقدم الولاء و العهد والميثاق للقيادة في طرحها الجاد للحوار الوطني والسلام وقضية الهوية السودانية. وولاية مثل جنوب كردفان تحتوي على مزيج من القبائل، جعلت من الولاية أنموذجاً للتعايش والتمازج والتلاحم فكان الارث الثقافي والاثني والتاريخي والتلاحم وتماسك المجتمع الذي قدم وجهه المشرق والحضاري على امتداد محليات الولاية. زيارة ألجمت أفواه المخذلين وسقتهم العلقم وارتدت سهامهم الى اعناقهم وهم يرون الخير والبشريات تهبط على الولاية المكلومة. كانت الزيارة استفتاءً حقيقياً لوقوف أهل جنوب كردفان مع برامج واطروحات الانقاذ وهي تقف «ألف أحمر» في وجه التمرد، وما انتصارات القوات المسلحة في العتمور والدلدكو إلا خير دليل على كسر شوكة التمرد، بعد ان عانى المواطن من التشرد والدمار والتخلف جراء الحرب الطويلة الامد. استقبلت الولاية ضيفها الكبير من الدلنج مدينة العلم والنور في جزئها الغربي ثم احتضنته محلية ابو كرشولا الوليدة والناهضة، وامتد الترحاب الى بلد ملوك تقلي العباسية الصامدة، ثم محلية الرشاد حيث الخضرة والجمال وهي من اجمل مدن السودان طبيعة و عبرت طائرة الرئيس الجبال الشرقية وحطت لدى الترتر عاصمة الزراعة ومحلية التضامن وهي الحدودية مع دولة الجنوب و في ابي جبيهة عاصمة الاقتصاد تم تخريج «1000» طالب من عزة السودان« 18» و شملت الزيارة كذلك تلودي الحصينة والعصية على التمرد والشامخة بانسانها. وبجوارها قدير مهد المهدية ومنبع التاريخ. كان التلاحم قوياً، والتفاعل عفوياً و صادقاً والكرم حاتمياً، فبادلهم نائب الرئيس الوفاء بالوفاء والعطاء باكثر منه، وهو يقدم عربون السلام ومهر الوقفة القوية والصمود والصبر، قدم سيادته بوادر خدمات اساسية وتنمية حقيقية، تكون معيناً لصندوق السلام المتوقع لاكمال التنمية بعد توقيع السلام، فكان مليون جنيه «مليار» لكل محلية للخدمات ،و«10» ملايين لجامعة الدلنج مع التوجيه بانشاء كلية للدراسات الاسلامية في العباسية، وترفيع مستشفيات الترتر والدلنج الى تخصصية، وفي مجال الطرق وجه باكمال الطريق الدائري محور العباسية الرشاد، وسفلتة طريق وكرة الترتر، وتبرع بعدد «700» زيجة بالولاية، وفي مجال المياه وجه بإنشاء سد سرور وابو رجلين، وعن الكهرباء وعد بإيصال الكهرباء القومية الى العباسية بطول «85» كلم من ام روابة، وحظيت الزراعة بابي جبيهة بعدد «100» وابور مع تقديم الدعم في التمويل الأصغر عن طريق مؤسسة براءة، وكان للرياضة نصيب من الزيارة بتبني استاد الرشاد والمساهمة في استاد ابو جبيهة واجمالي ما تبرع به السيد نائب الرئيس من أموال يفوق ال«25» مليار غير الالتزامات الاخرى التي تكون تنمية حقيقية ورسالة قوية لبداية تنمية مستدامة. لو قدمت الحكومات المتعاقبة تنمية ثابتة ومتوازنة منذ امد بعيد، وزارت جنوب كردفان القيادات العليا الولاية بنفس هذا الثقل، لتكسرت الحواجز وما تمرد فرد وحمل البندقية طلباً للخدمات والتعلل بالتهميش والمهمشين. ومواطن تنقصه خدمات الصحة والتعليم والمياه وانعدام الكهرباء في اغلب المناطق، ما مهد لبث الافكار الهدامة في المواطن البسيط ووقع فريسة لاصحاب المؤامرات ودعاة التهميش، فنقول التهميش ما عاد موجوداً وانما دعوتنا كما قال نائب الرئيس «ابقوا عشرة وحدوا الصفوف»، ونقول التنوع الثقافي والاثني وتباين العادات والتقاليد اذا خلصت النوايا ونقيت القلوب يكون نبراساً للقوة و الوحدة والاستقرار.