أعلن والى جنوب كردفان أحمد هارون عن تشكيل حكومته الجديدة، مكونة من (10) وزارات و(5) مجالس و(24) معتمدا و(9) معتمد رئاسة و(7) مستشارين. حكومة بدينة مراقبون وصفوا حكومة هارون المشكلة من (55) دستوريا ب (البدينة) مقارنة بالحكومات الولائية فضلا عن (5) مجالس بعضوية آخرين، وقالوا إنها حكومة (عريضة المنكبين وغليظة الساقين)، اضافة الى انها تركت الباب واسعا للحركة الشعبية لتلعب المردوم وتدق الطبول وتلجأ لحرق البخور، معتلية المنابر المحلية والإقليمية والدولية زاعمة تهميش النوبة، إلا أن محمد بلندية رئيس المجلس التشريعى بالولاية يقول إن (الحكومة العريضة) شملت كل مكونات الولاية الإثنية، وإتسمت بكثير من المفاجآت على المستويين التنفيذى والسياسى واصفا إياها ب (ثمرة جهود عظيمة) قال إنها جاءت كخلاصة لإجتماعات دورية شهرية لمجلس الأحزاب بالولاية، وقال بلندية (بالطبع لن ترضى كل الناس) ولكنها إستطاعت معالجة الكثير من الأخطاء السياسية والتنفيذية السابقة، فيما يقول الوالي أحمد هارون إن حكومته ضمت (قيادات من الصف الأول من الأحزاب السياسية )، فضلا عن مشاركة واسعة للقيادات الشبابية ، إلى جانب التمثيل العسكري خاصة في قيادة المحليات الحدودية وذلك لإعتبارات أمنية تتصل بتأمين الحدود مع دولة جنوب السودان ،مبينا أنها شملت بجانب المؤتمر الوطنى (11) حزبا (الإتحادي الأصل ، الإتحادي الديمقراطي المسجل ، حزب الأمة الإصلاح والتنمية ، حزب الأمة الفيدرالي ، الحركة، الحزب القومي السوداني ، حزب العدالة ، الحزب القومي الديمقراطي الجديد ، حزب التغيير الديمقراطي و جماعة أنصار السنة المحمدية ، وقد فازت الحركة الشعبية (جناح دانيال كودى) لوحدها ب(7) مقاعد، فيما إعتذرت (ثلاثة) أحزاب فقط عن المشاركة لاعتبارات خاصة بها، (الشعبى، حزب الأمة القومى، حزب البعث) إلا أن سليمان بدر (حزب البعث) أكد إلتزامهم بالبرنامج الوطني المشترك الذي تم التوقيع عليه بين المؤتمر الوطني والقوى السياسية المختلفة بالولاية، لبسط الأمن وبعث الطمأنينة والاستقرار في كل ربوع الولاية، واستعادة السلام، والعمل على استمرار مشروعات التنمية في مجال الطرق، الصحة والتعليم والمشروعات الخدمية المختلفة، وصيانة النسيج الإجتماعي والتماسك المجتمعي بالولاية . مفاجآت إتسمت حكومة هارون بكثير من المفاجآت إلا أن مراقبين إعتبروا إختيار اللواء /أحمد خميس كأحد أبناء الجبال الغربية من العسكريين الذين يشار إليهم بالبنان نائبا للوالى ووزيرا لوزارة الحكم المحلى، والسياسى الكبير منير شيخ الدين المرشح لرئاسة الجمهورية رئيس الحزب القومى السودانى الديمقراطى مستشارا للحكومة إعتبروها أكبر عناصر المفاجأة، فاللواء/ أحمد خميس إعتبرته قيادات عسكرية أحد العسكريين الأكفاء (من أبناء النوبة) ، فيما رشحته قيادات عسكرية للولاية بالمركز فى وقت سابق لمنصب الوالى بجنوب كردفان ، فى إطار بحثهم المستمر لحل مشكلة الولاية، ووجد إختيار خميس قبولا واسعا وسط الجيش تماما كما في وسط مكونات أبناء الولاية سيما محبى ومريدى (الشيخ أسد) الذين كشفوا أن خميس أحد مريدى الشيخ، وقد ظل خميس بمسارح العمليات بالولاية لفترة طويلة، وعرف بصرامته وحنكته العسكرية إلا أن سياسيين قالوا إن علاقة خميس بالحلو علاقة (الشحمة والنار). ولا يقل شيخ الدين مكانة ودرجة عن خميس مع الإختلاف بين الطابع (العسكرى والمدنى) فشيخ الدين أحد (قيادات النوبة) السياسية المعروفة على مستوى المركز من منطقة الدلنج، وصف بلندية إختيار خميس وشيخ الدين ب (الموفق) ، وزاد يمكن لهما أن يلعبا دورا محوريا ويكونان خير معين وراحة وسند وعضد لهارون خاصة ولجهود أبناء الولاية لوضع حل للأزمة ، ويقول شيخ الدين ل (الصحافة) إن مشاركته ضمن حكومة الولاية أملتها ظروف الولاية نفسها ، رغم أن حزبه أبدى تحفظات كبيرة على عملية المشاركة نفسها وأخضع العملية لنقاش وشورى واسعة جاءت تتناسب مع وضعية الحزب بإعتبار أن شيخ الدين كان مرشحا لرئاسة الجمهورية ويفترض أن تكون مشاركته على مستوى المركز، إلا أن شيخ الدين قال عن قبوله التكليف ،إنه يريد تقديم خدمة للسودان من خلال المشاركة فى حل قضية جنوب كردفان ، أما بشأن أولوياته قال شيخ الدين إن في مقدمتها إستتباب الأمن والسلام ،وأكد أنه مستعد للجلوس مع كل من يسعى للسلام بشرط وضع السلاح جانبا . الحرس القديم من المفاجآت ايضا مغادرة معظم أفراد الحرس القديم لهارون في التشكيل الجديد وتغيير مواقع من تبقى منهم ، إذ ذهب الأستاذ/ محى الدين التوم السياسى المعروف معتمدا لمحلية القوز خلفا للدكتور/عبدالرحمن الشريف الذى غادر التشكيل نهائيا، وقيل إن إختيار التوم جاء لظروف إقتضتها ضرورة المرحلة إلا أن التوم قد تقلد منصب المعتمد سابقا ، كما أصبح نائبا للوالى لشؤون الحزب ، وقد تقلد كذلك عدة وزارات كان آخرها وزارة التربية والتعليم التى تقلدها ضمن حكومة القاعدة العريضة الأستاذ/ يوسف بشير من الإتحادى الأصل ،وقد شغل بشير ذات المنصب فى شمال كردفان ،وكذلك من المفاجآت ذهاب شيبون الضوى موسى مستشار الوالى السابق للقطاع الغربى معتمداً لمحلية الدبب الوليدة (مسقط رأسه) لأسباب قيل إنها إقتضتها الوضعية الأمنية للمحلية الوليدة ،وقد جاء الطبيق الحسن الطبيق مستشارا للوالى لشؤون القطاع الغربى ، كما جاء صباحى كمال الدين صباحى معتمد العباسية السابق مستشارا للوالى لشؤون القطاع الشرقى ، حيث خلفه فى محلية العباسية خالد مختار حسن معتمد الرشاد السابق ،والذى خلفه حسن سليمان يوسف معتمدا لمحلية الرشاد ، وذهاب بشار حمدنا الله وزير الثقافة والإعلام السابق معتمدا لمحلية لقاوة خلفا لمعتمدها المكلف يوسف البلة ،فيما تقلد وزارة الثقافة والإعلام رجب الباشا عمر من الحركة الشعبية (جناح كودى ) ،وذهب خالد كرشوم معتمد بابنوسة السابق معتمدا بالرئاسة فيما خلفه الدكتور/ ضوالبيت إبراهيم معتمدا لمحلية بابنوسة ،فيما غادر عبدالله التوم الإمام من الحزب القومى السودانى مقعد أمين عام الحكومة رئيسا لمجلس التنمية البشرية ، ليحل محله إسماعيل دقيس الذى كان يشغل فى وقت سابق نائبا لأمين عام الحكومة ،وقد غادر المهندس/ على قيدوم منصبه وزيرا للزراعة خارج التشكيل، وجاء المهندس / كمال عثمان بله مدير منظمة إيفاد بالولاية ورئيس مجلس إدارة نادى هلال كادقلى وزيرا للزراعة ،وأيضا غادر البروف/ حامد عقب منصبه وزيرا للثروة الحيوانية نهائيا ،حيث خلفه المهندس أحمد كوكو آدم من الحركة الشعبية (جناح اللواء دانيال كودى) وزيرا للثروة الحيوانية وغادرت كذلك أسماء تية مقعدها وزيرة للصحة ليتقلدها الدكتور/ عوض سلام، أبرز الذين إحتفظوا بمناصبهم وزير المالية الحافظ محمد سوار،والمهندس /إبراهيم عبدالله عبد الكريم وزير التخطيط العمرانى، ومعتمد تلودى العميد م /مقبول الفاضل هجام ،والصادق مريدة محمد معتمد بالرئاسة. تحديات وإعتبر مراقبون إختيار كل من اللواء شرطة معاش/آدم النيل الفاو (جناح كودى) معتمدا لمحلية هيبان التى ينتمى إليها اللواء دانيال كودى نفسه وتمثل كاودا فيها (عاصمة التمرد) ، بجانب إختيار فيليب عبد المسيح الخبيك (جناح كودى) معتمدا لمحلية أم دورين، بالإضافة إلى إختيار الرائد /صلاح دوداري جهادية هجانة البرام معتمدا لمحلية البرام التى ينتمى إليها اللواء /تلفون كوكو أبو جلحة (الذى لا زال معتقلا فى سجون حكومة الجنوب قرابة العامين) ويعتبر دودارى من العسكريين الذين ساهموا فى تحرير كثير من المواقع من قبضة الحلو سيما (طروجى)، فتلك ثلاث محليات لا زالت تحت سيطرة قوات الحلو، إعتبر مراقبون إختيار ثلاثتهم لهذه المحليات من كبرى التحديات التى تواجه دانيال كودى نفسه، فضلا عن إختيار كل من يحيى حماد موسى وبلة حارن كافى ضمن مجموعة المستشارين بالولاية ويعتبران من أكثر شباب الحركة الشعبية نشاطا وحركة ، إلا أن يحيى حماد قال ل(الصحافة) نحن ننظر للمشاركة من حيث إيجاد إطار لحل مشكلة جنوب كردفان وليس من أجل المناصب، وأكد يحيى أن جناح السلام ماض فى إتجاهه لإشاعة السلام بالولاية. كما جاءت التشكيلة برحمة مهنا دوبى (جناح كودى) معتمدا برئاسة الحكومة وأسماء جقدول (الوحيدة ضمن كوتة المرأة) وزيرا للرعاية والتنمية الإجتماعية وشؤون المرأة والطفل، ومن التحديات أن ضعف تمثيل المرأة يحتاج لمراجعة وجوه جديدة ومن الوجوه الجديدة في التشكيل ان جاء كل من أبو البشر عبدالقادر حسين يعقوب معتمدا لكادقلى وحسن نواى معتمدا للدلنج والدكتور/ محمود حامد على معتمدا للسلام (الفولة) فيما تقلد رحمة عبدالرحمن النور (رئيس إدارية أبيى السابق) منصب المعتمد لمحلية أبيى (المجلد) وجاء العميد ركن بكري / صالح الشريف العباس معتمدا لمحلية كيلك وتم إختيار العقيد الركن فتحى عربى للميرم (إحدى المحليات الوليدة) ،والعقيد شرطة / محمد جابر برام للسنوط والعقيد شرطة /الفاضل محمد ونيس معتمدا لأبى جبيهة وجاء (الجنرال) آدم الفكى أمين مجلس حكماء الولاية معتمداً لمحلية قدير (كالوقى) الوليدة ، وبابكر إبراهيم الشريف معتمدا لمحلية التضامن (الترتر ووكرة) الوليدة ، وأحمد محمد على (أبوكسرة) معتمدا للريف الشرقى والمقدم (م) حسن حموده أفندي معتمدا لدلامى ،والشيخ بوش لمحلية الليرى الوليدة ،وموسى يونس لهبيلة و ضمت التشكيلة كلاً من إسماعيل أحمد ككى من التغيير الديمقراطى ،على الكنانى من العدالة ،يحيى دبوكا من أنصار السنة ، بيلو محمد صالح من احد أحزاب الأمة ، آدم عقيدات ، رحمة مهدى دوبى ، محمد أبكر معتمدين برئاسة الحكومة، وبحسب متابعين فإن حكومة القاعدة العريضة فى جنوب كردفان جاءت شاملة لكل مكونات الولاية الإثنية والسياسية والمجتمعية، الا ان ما ينتظرها يحتاج الى كثير من العمل وغير قليل من الصبر.