هنادي النور: تعتبر الزيوت النباتية من السلع الغذائية الضرورية التي يحتاج إليها الإنسان، وتتركز أهميتها كسلعة إستراتيجية بزيادة الطلب عليها وعدم قدرة الإنتاج المحلي على سد الاحتياجات الاستهلاكية من الزيوت، وقد شهدت زيوت الطعام في السودان تقلبات كثيرة، وهنالك فجوة كبيرة، ولكن إنتاجية الفدان سجلت أقل معدلات الإنتاج مقارنة بمثيلاتها العالمية، بالنسبة لمعاصر الزيوت فتقدر طاقتها التصميمية بحوالى 2.3 مليون طن من الحبوب الزيتية في العام، وتستخدم طريقة العصر الميكانيكي ويوجد حوالى 220 مصنعا من جملة المصانع القائمة، وهي حوالى 223 مصنعاً، وقد أجمع المتحدثون في ندوة مستقبل إنتاج زيت الطعام بالبلاد بالتعاون مع المركز السوداني للخدمات الصحفية «أمس» على ضعف الإستراتجيات متمثلة في السياسات التمويلية وعدم التنسيق بين المركز والولايات، مؤكدين أن زيوت الطعام تواجه تقلبات كثيرة بجانب عدم توفر الحبوب الزيتية وارتفاع تكلفة التمويل نسبة لموسمية المحصول والطلب العالمي المتزايد. وتحدثت الندوة في ثلاث أوراق متمثلة في ورقة سد فجوة الزيوت وواقع صناعة الزيوت وأثرها على ميزان المدفوعات والاستيراد. فيما كشف مدير عام قطاع الاقتصاد بوزارة المالية وشؤون المستهلك بولاية الخرطوم د. عادل عبد العزيز عن وجود فجوة في زيت الطعام تقدر ب «10- 20» ألف طن. وقال المساحة المستهدفة للزراعة 4 ملايين فدان والإنتاج المتوقع 1.196 طن والحبوب المتاحة 846 ألف طن وان المستهلك ما بين «240 -250» الف طن، لافتا إلى أن الفجوة في المنطقة العربية تقدر ب 3 ملايين طن وفي دول الكومسيا مليون طن، موضحا أن سعر طن زيت الفول بلغ 1400 دولار وزيت زهرة الشمس 1100 دولار. وطالب عادل خلال مخاطبته ندوة حاضر ومستقبل زيت الطعام في السودان بالتعاون مع مركز السودان للخدمات الصحفية «أمس» بضرورة دعم الصناعة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لتسهم في تشغيل العمالة وعوائد صادر مقدرة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وأقر عادل بضعف الإنتاجية في البذور بجانب عدم ثبات السياسات الاستثمارية والضرائب والرسوم المفروضة خاصة المتعلقة بالمراسيم الولائية لجهت ان هنالك تداخلات في القوانين وهنالك 390 نقطة على الطرق تتبع لجهات مختلفة تسهم في زيادة تكلفة بالاضافة الى معدل استهلاك الفرد من الزيوت وحجم السوق المحلي، وأكد ان القطاع يتعرض الى مهددات، منها مشاكل الهجرة والنزوح والمنافسة غير العادلة من الزيوت المستوردة، وتقلبات الأسعار العالمية، وتنامى الإنتاج العالمى للسمسم والفول السودانى يقابله تدني فى الإنتاج المحلي، مما يفقدنا ميزات الريادة في المحاصيل بجانب ضعف التمويل للمراكز البحثية المتخصصة الأمر الذي أقعدها عن اداء دورها، مبيناً عدم الاستغلال الأمثل لزراعة المحاصيل الزراعية وضعف إنتاجية المحاصيل الزيتة في القطاعين المروي والمطري بجانب ضعف إنتاج البذور خاصة الفول السوداني، مشيرا الى محدودية وضعف التمويل الرأسمالي مع ارتفاع تكلفة الترحيل الداخلي والقيمة المضافة المفروضة على الزيوت النباتية والأمباز وعدم تتطبيق مواصفات الحبوب الزيتية عند الشراء الأمر الذي يؤدي إلى تدني جودة المنتجات، وأضاف ايضاً هنالك مشكلة غذائية كيميائية وهي خاصة بالفول السوداني وكيفية معالجة مشكلة«الافلاتوكسن» وهي مادة مسرطنة، وأضاف أن تلك المعوقات تعكف الوزارة على حلها ورهن ذلك بأهمية التنسيق، واستدرك قائلاً إن الأمر يتطلب إرادة سياسية قوية لحسم التفلتات نحو رعاية الصناعة ومنع أي عوامل يمكن أن تحد من تطورها مثل استيراد منتجات صناعية مشابهة، مؤكدا أن تلك المعوقات مقدور عليها لإحداث نقل اقتصادية في هذا القطاع ليصبح قائدا للنهضة مع التركيز في صناعتي السكر والزيوت، وقال إن هذا الأمر يتطلب مزيدا من الاهتمام لتحقيق ما يقارب 5 مليارات في العام. وفي ذات الوقت دعا المتحدثون إلى ضرورة الاهتمام بالبحوث الزراعية وعمل سياسات واضحة وفق إستراتيجية تحقق الاكتفاء من الزيوت. ويمكننا القول إن قطاع صناعة الزيوت النباتية يعتمد على المواد الخام وهي البذور النباتية التي تزرع في السودان كالذرة والسمسم وعباد الشمس والفول السوداني، نجد أن المقومات الأساسية لهذا القطاع هي تربة، وأيد عاملة متوفرة، ومناخ كل هذه المقومات قد تكون متوفرة، عليه لا بد أن يصبح هذا القطاع فعالاً ومؤثراً. واذا توافرت الإستراتيجيات والسياسات الواضحة لقطاع الصناعة والمقومات الأساسية لإنتاج الزيوت محلياً وحدث اكتفاء ذاتي وتم تطبيق إستراتيجية إحلال الواردات يمكن أن ندخل في قائمة التصدير وتكون حصيلة البلاد من العملات الصعبة.