ندى محمد أحمد: في يوليو «2013» تم إنجاز وثيقة الإصلاح والتطوير للمؤتمر الوطني، وتشمل الحزب والدولة والوضع السياسي العام للبلاد، وشرع الحزب في تنوير عضويته بالوثيقة والغاية منها، ومن ذلك، اللقاء الذي نظمته دائرة المهنيات بأمانة شؤون المرأة بالوطني الأربعاء الماضي. دكتورة انتصار أبو ناجمة مسؤولة أمانة المرأة بالوطني التي أدارت اللقاء أشارت إلى صعوبة التئام قطاع المهنيات لأسباب تتعلق بالعمل خاصة وأن «60%» من العاملين بالخدمة المدنية من النساء. وثمنت اجتهاد العضوية التي شاركت في اللقاء، وأشارت لتأييدهن للحوار، وأن المرأة جاهزة لإدارة الحوار على المستويات الاجتماعية كافة. أمين الاتصال السياسي للحزب مصطفى عثمان إسماعيل وصف الإصلاح بأنه عملية حضارية ويشمل مناحي الحياة كافة سياسية واقتصادية واجتماعية. ومجتمعات المسلمين الأولى أدركت أن الحوار جزء أساس من مرتكزات تطور المجتمع، وفي المقابل فإن النزاع من الأشياء التي تعكر صفو المجتمعات وتذهب ريحها، وهذا ما كان من أمر حروب الجاهلية والحروب الدائرة اليوم في العراق ولبنان، لذا فإن الإسلام نهى عن التنازع وعمد على إحاطة المجتمع المسلم بسياج حصين ضد الصراع، ومن ذلك سورة الحجرات «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما». فالإسلام يشذب علاقات المجتمعات وينظمها بالدعوة للحوار والوفاق، وربنا حاور إبليس والملائكة. والرسول حاور اليهود والمنافقين. فالحوار هو وسيلة الأمم المتحضرة لحل مشكلاتها، وعن الحوار المطروح بين الحكومة وأحزاب المعارضة المنضوية في آلية (7+7) قال ما نتفق عليه هو الذي سيسود، وبينما رفضت أحزاب البعث واليسار الحوار وتنتقد أحزاب المعارضة التي قبلت بالحوار جانباً من سياسات الحكومة مثل اعتقال بعض قيادات الأحزاب التي ارتضت الحوار كرئيس الحزب القومي الصادق المهدي الذي أُفرج عنه بعد شهر أمضاه في سجن كوبر، تنفي الحكومة صفة الاعتقال وتقول إنه حجز وفق الإجراءات القانونية، بينما تقول المعارضة إنه اعتقال سياسي. ويذكر أن حزب حركة الإصلاح الآن أعلن أنه مستمر في تعليق مشاركته في الحوار إلى حين عودة أوضاع الحريات إلى ما قبل 17 مايو المنصرم. وبينما هذا هو الحال، تحدث إسماعيل عن أن تنازل الحاكم لشعبه ووطنه محمدة، وأضاف أن خطابنا لإخوتنا هو أن الحوار الوسيلة المثلى لحل قضايانا، وأن البديل هو المعارك السياسية التي لا يستفيد منها الوطن والمواطن، والبديل الحروب «دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان» التي تهلك الزرع والضرع، لذا نسعى لحوار يحقق وحدة الصف الوطني بعيداً عن الاستنصار بالأجنبي. واتهم جهات لم يسمها بأنها تريد للحوار أن يتحول لجدال بيزنطي لا يقدم ولا يؤخر. وقال إن الحوار ليس جديداً في السودان، وأن استقلال البلاد ما كان ليتم لولا تحاور القوى السياسية آنذاك ووصولها لاتفاق رغم تباين اتجاهاتها آنذاك ما بين الوحدة مع مصر أو التاج البريطاني أو الاستقلال. ونفى مصطفى ما يدور بأن حزبه أقدم على الحوار بإملاءات خارجية أو تحت وطأة الضغوط الاقتصادية أو تعاظم خطر الحرب، فالجيش لم يكن في وضع أفضل مما هو عليه اليوم، والشعب السوداني صبر سابقاً علي أوضاع أقسى مما هي عليه اليوم، ولا إملاءات خارجية هناك. وأردف أن التوافق فيما بيننا سينعكس خيراً على الشعب بإزاحة تكلفة الحرب، ودفع الاستقطاب السياسي، وسيقل خطر التدخلات الخارجية، وعاد ليؤكد للذين يظنون الحوار مرده ضعف الوطني أنهم واهمون، واتهم الشيوعي السوداني والبعثيين بالكيد للحوار من أول وهلة، وانتقد ما أسماه استغلالهم السيء للحريات، فاتخذوا من اللقاءات السياسية منبراً للشتائم، كما انتقد إسماعيل الصحف بقوله إنها ضربت الدولة في أهم ركائزها، واستعرض عدداً من العناوين التي فندها. ولما كانت أحزاب الآلية أدانت تصريحات قيادات الوطني بأن الانتخابات لن تتأخر عن موعدها ساعة، وذهبت إلى أن هذا مؤشر إلى أن الوطني غير صادق في الحوار، أشار إسماعيل إلى أن البعض يريد تعطيل الحوار لخلق فراغ دستوري ولكننا واعون لهذا ولن نترك فراغاً دستورياًَ لذا فإن مجلس الوزراء سينظر في التعديلات المتعلقة بقانون الانتخابات. وطمأن الأحزاب بقوله إن الانتخابات لن تكون «فيتو» على الحوار، وإنهم متى توصلوا لاتفاق فإن الانتخابات تتأجل ولو تبقى على موعد انعقادها أسبوع واحد. وأكد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد لقاء الرئيس مع أحزاب الآلية للترتيب للحوار. من جهته، أوضح كامل مصطفى عضو اللجنة العليا للإصلاح بالوطني أن مسارات الإصلاح تتمثل في الحياة السياسية العامة وإصلاح الحزب وإصلاح الدولة. وقال إن الإصلاح ليس حكراً على القوى السياسية إنما هو مطروح للشعب السوداني كافة.