نهار رمضان..عفواً أنت في كوكب ليلي شوارع الخرطوم خالية بشكل ملحوظ هروباً من الشمس التي وصلت لمعدلات خرافية من قبل رمضان واستمرت بعد ان خيبت الامطار امال الكثيرين باحتباسها ومنحها للشمس مساحات امتداد جعلت اليوم يومين بسبب الحرارة وطول اليوم ما اثر في حركة المارة بسبب اختفاء وسائل المواصلات اسوة بالركاب وان كانت افضل بسبب عدم الزحام فمنح الخرطوم لقب كوكب ليلي لان الحياة باتت تدب بعد أذان المغرب. حوادث بالجملة شهدت الفترة قبل رمضان وبعده حوادث مفجعة خصوصاً في الشوارع التي تفضي الى كباري والتى عادة ما تكون مزدحمة وبها طرق متفرعة وشاحنات مما يسبب عدم تركيز يفضى الى وفيات بالجملة نتاج الاصطدام او الانقلاب وتتزايد نسبة الحوادث لتصل الى رقم قياسي في نهاية الشهر الفضيل. التجمعات أمام الدكاكين في لمحة بصر اختفت التجمعات الكبيرة امام الدكاكين وبائعات الشاي لان رواد الفول والكيف في بيوتهم صائمين بعد ان كانت معلماً بارزاً داخل العاصمة وحتى في شوارعها الرئيسية لا يمكن ان يخلو من مجموعة تتناول الفول او تحتسي الشاي. دكاكين التبغ مغلقة طلاب العماري وصفوفه اختفت مع رمضان لان النسبة عكسية في نهار رمضان تغلق دكاكين العماري ابوابها لان روادها ينشطون ليلاً ليحملوا غنائمهم لما بعد الافطار في اليوم التالي والبعض يعزي ذلك الى ان رائحتها القوية تفسد الصيام. الموظفات أمام محلات الفول والسمبوسه الساعه الثالثة عصراً او الرابعة تشهد ازدحاماً واضحاً للموظفات بملابس الصباح يحملن ما يعين على رحلة عمل الفطور الطويلة المضنية فيتحيلن على الزمن بالفول والسامبوسه الجاهزة والطعمية فتزيح هماً كبيراً عن كاهل الام العاملة المجهدة. إفطارات الشارع ما زالت تحافظ على بقائها رغم الانقراض الكبير الذي تشهده حتى في الاحياء الشعبية التي حافظت لوقت طويل على معلم افطاراتها في الشارع والتي تفتقر لها بشدة الاحياء الراقية والتي للاسف هي ممر للمسافرين ومجاورة لكثير من المحتاجين. يحتجب في رمضان.. عصير القصب واحد جنيه فقط!!: كتبت/ عائشة الزاكي يعتبر عصير قصب السكر من العصائر البلدية التي يقبل عليها السودانيون على نحو ملفت اسوة بالعصائر المشابهة مثل القنقليز والعرديب، ولكن ما يلفت الإنتباه والنظر هنا هو أنه بالرغم من ان عصير القصب هو الأكثر إقبالاً من بين بقية العصائر الأخرى، إلا أن اختفاءه في شهر رمضان الكريم هو ما يثير التساؤل هنا؟ وللبحث عن السبب زارت «الإنتباهة» عصير قصب السكر في محلاته المخصصة، التقتْ بصاحب محل عصير قصب بالسوق المركزي بالخرطوم الذي عزا الامر الى قلة الطلب بشكل ملحوظ لذلك الأماكن المخصصة التي تعمل في عصير القصب كانت كلها مغلقة ً.. غير ان من الملاحطات التي يمكن تسجيلها أنه قبل رمضان كانت أماكن ومحال عصير القصب تعتبر من المشهود لها بصفوية الجماهير والمواطنين وممن يتذوقون هذاالعصيرويفضلونه على سواه من العصائر البلدية الأخرى.. ولكن في الشهر المبارك لن نجد غير محل أو اثنين وذلك حينما يصبح العصير غير مرغوب فيه من قِبل متذوقيه .. حيث يحتل العرديب والقنقليز المرتبة الأولى من حيث الشعبية في صينية رمضان.. ثم فجأة بعد الفطر تعود لعصير القصب كاريزمته القديمه ويدخل في تنافس مع نظيريه.. ولكن ما يثير الدهشة هو قول صاحب محل إنهم بالكاد في رمضان يتم بيع جردل واحد من العصير. الرزق تلاقيط والمزاج يتغير في رمضان سببان لسقوط محلات القصب صريعة بالضربة القاضية لصالح التبلدي والعرديب.