الرجوع للماضي والحنين إلى ذكرياته ليس ضعفاً أو فشل حاضرنا، ولكن من الاشياء التي ترتاح لها النفس وتدخل عليها السرور ذكريات الماضي خاصة في ايام وليالي رمضان في الماضي حيث كانت هناك مساحة كبرى لدى الكثير من الناس في كل البلاد الاسلامية ولكن في السودان هناك ذكريات اكثر جمالاً وخصوصية من اي مكان في هذا العالم، وما ان نجلس مع بعضنا حتى نتجاذب اطراف الحديث عن الماضي الجميل وايام وليالي رمضان زمان، التي نحِن اليها على الرغم صعوبتها وبساطتها وقلة الامكانيات المتاحة عكس الحاضر الذي توفرت فيه كل سبل الراحة التي وفرت الجهد والوقت. في استطلاع عن اجمل الذكريات الرمضانية فقد جاءت كل الردود والاجابات تحمل الكثير من الحنين والشجن لتلك الايام، السيدة سنية عبد المطلب امرأة في العقد السادس من عمرها قالت وبلهجة تنم عن شوق الى ايام زمان والتحسر عليها: ايام رمضان زمان كانت اجمل ايام ولن يتكرر رمضان في السودان لنا فيه ذكريات لا نمل من تذكرها . وفي قريتي بشمال بحري الناس هناك يكادوا يكونون جميعهم اهل فبعد ثبوت الشهر الكريم اول شي نبتدي به اول يوم من ايام الشهر هو زيارة الجيران والاهل القريبين لتبادل التهاني والتبريكات بقدوم الشهر الكريم، وقبل ذلك كما يعلم الجميع هناك تحضيرات لرمضان ولم تكن صناعة الحلو مر وحدها حيث تجد كل ست بيت تقوم بصيانة معدات مطبخها ولم تكن الاجهزة الكهربائية في متناول الكثيرات واذكر من الاواني التي تصان بشكل دورى في كل عام مفرمة اللحم وقدرة البليلة وكان لمفرمة اللحمة اليدوية سطوة كبيرة نسبة لاستخداماتها في فرم الطماطم واللحم والحمص لعمل الطعمية وغيرها وكنا نستمتع بالخدمة داخل المطبخ وعادة يبدأ العمل للافطار من الساعة الثالثة عصراً وكنا نستمع للراديو وهو الوسيلة الوحيدة المتاحة للتسلية داخل المطبخ وتكتمل جمال تلك الايام بالزيارات التي كنا نطوف بافطارنا بين الجارات والاهل مثلاً اذا حضر ضيوف لاي منا نجتمع كل الجارات بالافطار عند من جاءه الضيف وكذلك في حالات المرض او الوفاة او ولادة احداهن اوابنتها يكون الافطار عندها اما اليوم الافطار اصبح حبيس البيت وكل الاشياء الجميلة تكاد تنعدم الا في بعض ارياف السودان البعيدة حيث الناس لا زالوا متمسكين بالكثير من الاشياء الجميلة. الحاج طاهر ابراهيم يقول: نشأت بمدينة دنقلا وكانت ذكريات رمضان من اجمل الذكريات التي نحتفظ بها حيث كانت الحياة جميلة في رمضان على بساطتها وكنا بدنقلا دائماً ما ياتي رمضان في صيف شديد الحرارة ولا وجود للمكيفات او ثلاجات في ذلك الزمن او وسائل للراحة او الترفيه ولتفادي حرارة الجو بعد الثياب المبللة هو مكوثنا لساعات طويلة داخل النيل للسباحة ويكون موعد الرجوع الى البيت قبل وقت قليل من الافطار الذي كان بسيط وفي اواني بسيطة اهمها «الكورية» والتي كان يوضع عليها الحلو مر وعصير الليمون والنشا ولم تكن «بالجك» والكباية مثل اليوم وفي الليل نذهب للسوق لتناول القهوة ولعب الكوتشينة حتى الساعات الاولى من الصباح. شوف عيني..رمضان فى الخرطوم... كتبت: أفراح تاج الختم ازدهار تجارة المساويك بالقرب من مواقف المواصلات يتوزع عدد كبير من بعض بائعي مساويك الأراك التي يفترشها البائعون من الصبية الصغار وكذلك كبار السن أرضاً، ويباع مسواك الأراك بجنيهين. وفي سوق الفواكه كذلك هناك حركة بيع وشراء وإقبال كبير عليها، مما يدل أن موجة الغلاء لم تضربها حتى الآن. حدوث مشاجرات وملاسنات الحالة المزاجية السيئة لأغلب الأشخاص نسبة لحرارة الطقس أدت لحدوث مشاجرات وملاسنات كلامية بين بعض الأشخاص في الشارع العام وبعض المرافق الخدمية التي تنتهي بالضرب بسبب أشياء بسيطة، وفي المركبات العامة إما مع الكمساري أو نسبة للازدحام والوقوف داخل المركبات. ولكن بالمقابل نجد بعضهم انشغل بتصفح هاتفه الذكي وبرنامج الواتساب. عمل بعض الكافتريات نهاراً بعض الكافتريات انتظم عملها نهاراً مع وجود خيمة في مداخلها، ومن الملاحظ ارتياد بعض الشباب لها، فهل هؤلاء مرضى أم ماذا؟ لهبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك في التهنئة بقدوم شهر رمضان من قصيدة طويلة: تَهَنَّ بهذا الصوم يا خير صائر ومن صام عن كل الفواحش عمره إلى كل ما يهوى ويا خير صائم فأهون شيءٍ هجره للمطاعم ويقول عمارة اليمني: وهنئت من شهر الصيام بزائر وما العيد إلا أنت فانظر هلاله مناه لو أن الشهر عندك أشهر فما هو إلا في عدوك خنجر