في الذكرى الأولى لرحيله المر أقامت اللجنة الخاصة بإحياء ذكرى الشيخ يس عمر الإمام إفطاراً رمضانيا بمنزل شيخ يس بأم درمان الثورة الحارة الأولى، وقد أم جمع غفير ذلك الإفطار الذي حيث يعد كل من جاء إلى المكان أن الحضور إلى منزل يس وهو غائب عنه كالحضور إليه وهو واقف في بابه ينادي بالدخول لي جوة لي داخل. ونسبة لضخامة أعداد الذين قدموا لخيمة الإفطار ولضيق الوقت فإن الذين تيسر لنا مقابلتهم في مائدة الإفطار هم الدكتور الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية السلبق والقيادي بالمؤتمر الوطني والدكتور نافع علي نافع القيادي بالمؤتمر الوطني والشيخ إبراهيم السنوسي نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي والأستاذ خليفة الشيخ مكاوي والدكتور عثمان عبد الوهاب رئيس لجنة إحياء ذكرى يس عمر الإمام وجمع غفير من قيادات المؤتمر الشعبي والجيران وأهل الشيخ يس وأصهاره ولفيف من أساتذة الجامعات علي رأسهم الدكتور أحمد رزق مدير جامعة الرازي. وتحدث في الاحتفال الشيخ إبراهيم السنوسي نيابة عن الأمين العام للمؤتمر الشعبي، وقال السنوسي إنه لا يقوى على الحديث عن يس عمر الإمام من غير أن تفضحه العبرات والدموع، وقال إن يس عمر كان مستودعاً لأسرار الحركة الإسلامية وحادي ركبها وله تضحيات جسام وهو الذي دخل السجون وعرف المنافي ولم يكن اهتمامه بالعمل الإسلامي محصوراً في السودان ولكنه تجاوز ذلك إلى كل بلاد المسلمين فكان مجاهدا في فلسطين وكان مطلعا على أحوال االمسلمين وأوضاعهم في كل مكان. وكان يس شجاعاً ومقداما لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً ولم يكن يخشى في الحق لومة لائم وكان يصدح بكلمة الحق أمام كل الحكام الطغاة كما كان محباً لوطنه وواصلاً لأرحامه أينما كان موقعهم في السودان يصلهم ببره وهداياه ويتفقدهم ويسأل عنهم ويزورهم في أفراحهم وأتراحهم. وقال الشيخ السنوسي إن اللجنة الخاصة بإحياء ذكرى يس عمر الإمام وضعت خطة لتوثيق حياة يس والتوثيق له ولكن هذه اللجنة كلما قامت بجمع ما كتبه الكتاب والصحافيون عن يس عمر الإمام ظهر لها المزيد مما يمكن أن يحوي كتبا ومجلدات عن حياة يس وجهاده ودوره في العمل الإسلامي والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان وغيره.. كما أن اللجنة حصلت على قطعة أرض بأم درمان ولكنها لم تجد المال اللازم لتشييد المركز. وتحدث في الاحتفال الأستاذ محمد آدم عربي وقال إن يس عمر الإمام عندما اشتدت المعارك في شرق السودان وجنوبه وكثر عدد الشهداء كان يقول دائما إنه لن يشعر بالراحة إلا إذا قدمت الحركة الإسلامية الشهداء من بين قادتها وإخوانهم وأبنائهم حتى لا يقال إن الإسلاميين يرسلون غيرهم من أبناء الوطن ويحتفظون بأبنائهم وأنفسهم، ولكن عندما استشهد شقيق الريئس البشير وأخ الدكتور حسن الترابي وابن يس عمر الإمام، قال يس الآن أنا اطمأننت لكوننا نمضي في الطريق الصحيح طريق الجهاد والشهادة وقال في استشهاد الزبير محمد صالح إن الزبير هو رمز فداء الحركة الإسلامية للسودان وللإسلام. وقال عربي إن يس كان سمح النفس لا يعرف الحقد ولم يكف عن التواصل مع المؤتمر الوطني والحكومة رغم أنه من قادة المؤتمر الشعبي وعندما تولى رئاسة تحرير صحيفة رأي الشعب كان قد وجه الصحافيين بالاهتمام بأخبار المعارضة دون إغفال لأخبار الحكومة خاصة المتعلقة بالتنمية والخدمات والقضايا التي تهم المواطن. وما يعاب على برنامج إحياء ذكرى يس عمر الإمام هو قصر البرنامج واختصاره على كلمات معدودات ذات طابع رسمي وكان الشباب والشعراء والكتاب يقفون على الباب ويتزاحمون بالمناكب ليقولوا أشعارهم وكلماتهم في رثاء يس وما أحلى الرثاء في حق الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وكان زاده هو الصدق ومداده هو الوفاء وأنبل صفاته هي السخاء حيث كان الجود شيمته والكرم قرينه وحب الناس ديدنه، كان يجب أن تكون ذكراه كبيرة وضخمة بحجم الرحيل وبوزن الراحل وبكلماته الناضرات وعناده وعنفوانه وخضوعه للحق وعشقه للحقيقه التي كان يحملها في مكان رأسه كما يقول أمل دنقل. وتقول جارتنا الصبية: كان يعجبه غنائي في المساء وكان يهديني قوارير العطور.. هل شاهدوه عند نافذتي قبيل الفجر يصغي للغناء ويقول جاري كان قديسا وتدلت الدمعات من كل العيون. وأطل من فوقي القمر متألق البسمات ماسي النظر يا إخوتي هذا أبوكم لا يزال هنا فمن ذاك الملقي على أرض المدينة؟؟ ونقول له كما قال البروفيسور علي أحمد بابكر: ما عادت الأرض نفس الأرض من زمن ولا تراءت بدنيانا سوي النذر.. وليس في دربنا غير الضباب ولا بربعنا غير أشباه من الصور العاقلون حيارى حين تنشدهم تراهم بين محزون ومنشطر رحلت لما رأيت النور منطفئاً والنار تدفع زخات من الشرر سافرت ركضاً لتلقي الله في فرح ركضاً إلى الله بالإيمان في السفر فاهنأ بإذن كريم في ضيافته وانعم بلقيا رسول الله للبشر