عائشة الزاكي: مازالت عادة صنع خبائز العيد مستمرة في البيت السوداني وخاصة في الاحياء الشعبية والقرى، حيث تتحول المنازل الى خلية نحلة تتجمع السيدات في بيت احداهن من اجل صنعه، وفي الايام الاخيرة من رمضان يلتف الاطفال حول والدتهم ويتخاطفون العجين والام منهمكة في اعداد البسكويت والكعك حتى يأتي دور الصبايا والفتيات ويحملنه بكل فرحة الى الفرن الموجود على ناصية الحي ..الا انه في الاونة الاخيرة اصبحت السيدات وربات المنازل والموظفات يفضلن شراءه جاهزاً من المحلات المخصصة له نسبة لتوفير الوقت والجهد..«الإنتباهة» أجرت استطلاعاً حول هذا الموضوع وخرجت بالإفادات الآتية. في بداية الجولة الاستطلاعية ابتدرت لنا الحديث الاستاذة رجاء ابراهيم قائلة ان تلجأ المرأة لشراء لوازم العيد نسبة لعدم وجود الوقت الكافي، وخاصة عندما تكون ربة المنزل عاملة لن تجد ما يكفيها من الزمن للقيام بهذه المهمة التي في رأيي من احب الاعمال التي تقوم بها المرأة، واضافت ان نفس التكلفة في الحالتين سواء كان صنع في المنزل او تم شراؤه من السوق فالتكلفة واحدة، لذلك ربات البيوت عزفن عن إعداده في البيت. رحاب آدم «موظفة» قالت أصبحت الكثير من ربات المنازل لا يقمن بصنع الخبائز في المنزل كما كانت تجري العادات في السنوات السابقة وفرضت طبيعة الحياة السريعة شراء خبائز العيد الجاهزة من المخابز والاسواق، ونسبة لظروف الحياة الصعبه يتم الشراء ويكفي لمدة يوم او يومين فقط، واضافت بالرغم ان لخبيز العيد طقوس سنوية لا يمكن الاستغناء عنها الا انه يواجه هذا العام مشكلة ارتفاع اسعاره. إشراقة عبد الوهاب «خريجة» تقول انها من محبي الخبائز الجاهزة وخاصة ذات الاشكال التي تتجدد في كل عام وتفضل شراء «البتفور» والبسكويت الذي يوجد حسب الكمية والطلب، الذي يتم اعداده لزبون وانا شخصياً افضل شراء الجاهز لانها تقارب نفس تكلفة اسعار اعداده. بالاضافة الى عدم وجود الزمن الكافي. رغم عزوف البعض عن صناعة الخبائز في المنازل الا ان بعض السيدات يتمسكن بها، هذا ما افادتنا به الحاجة سعاد وقالت انها تصر على اعداد الخبيز في بيتها وله اسباب من وجهة نظرها، وتقول هناك فارق كبير بين الخبيز الذي تعده السيدة في منزلها والخبيز الجاهز او المعد خارج المنزل، سواء كان عن طريق الالات او الذي يعده الخبازون في المخابز واننا لا نعلم كيف يتم اعداده او نوعية المواد المستخدمة لذلك أفضِّل اعداده في المنزل واضافت انها الشيء الوحيد الذي لا يمكن التنازل عنه، مشيرة الى أنها تجيد صنعه حتى اذا كان قد كلفها المزيد من الجهد والمال في مواد الصنع. عبد الله عبد المجيد «صاحب فرن» قال أعمل في الفرن منذ «14» سنة والزبائن كانوا في الاعوام الماضية بالطوابير ولكن هذا العام قلت اعدادهم بسبب الغلاء وارتفاع اسعار الدقيق ومكوناته، في اليوم يتراوح عدد المواطنين مابين « 5 الى 15» مواطناً تزداد الزيارة نسبياً بعد الافطار. أمجد محمود «صاحب محل حلويات» ابتدر حديثه قائلاً غير متوقع ان تشهد الخبائز قوة شرائية كالتي شهدتها موسم العيد الماضي، فهنالك اقبال من المواطنين على الطلبيات بكميات كبيرة لا سيما العيد ومناسبات الافراح التي تصاحبه، واكد انه حتى الان الاسعار ثابتة تتراوح حسب الطلب ونوع الخبيز والحجم والاشكال، رغم ارتفاع تكلفته وخاصة في ظل ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية التي تدخل في صناعة الخبائز الا انه يوجد زبائن بصور دائمة واضاف انه يكثر ازدحام المواطنين في الثلاثة ايام الاخيرة قبل حلول العيد.