العديد من دول العالم تعتمد على السياحة في اقتصادها بما يدخله هذا المجال من عوائد مالية ضخمة وتحاول أن تصنع من مواردها المحدودة سوقاً رائجة للسياحة وتهتم بما لديها من أماكن ومناظر سياحية من أجل جذب السياح إلى بلادهم. وفي السودان فإن التفكير في السياحة وأهميتها في النمو الاقتصادي ظهر منذ فجر الاستقلال عام 1956 حيث تمت مناقشة ذلك الأمر في اجتماع بوزارة الداخلية بحث فيه دور السياحة في السودان، وربما نكون قد سبقنا معظم الدول سواء على النطاق الإقليمي والعالمي في ممارسة نشاط السياحة. وذلك بانشاء التنظيم الرسمي للسياحة ووضع هياكله وإصدار اللوائح المنظمة له. فقد أدركت الدولة قيمة الجواذب السياحة وتعدد وتنوع هذه الثروة وعلى الرغم من ذلك لم يستفد السودان من هذا القدم في السياحة وهو الدولة المعروف عنها التاريخ الطويل منذ قبل الميلاد وذكرت تقارير صادرة من الأبحاث الأثرية والتاريخية إلى أن السودان عاصر البدايات الأولى للحضارة الإنسانية، فقد وجدت دلائل أعمار الأرض خلال فترات امتدت منذ العصر الحجري 8000 ق.م. إلى 6000 ق.م ثم عصر حضارة كرمة 2600 ق.م إلى 1500 ق.م ومملكة نبته 760 ق.م إلى 653 ق.م ومملكة مروى 350 ق.م. ولكن حتى الآن وبصورة واقعية لم يستفد السودان من مقومات السياحة الزاخر بها ولازال النيل يجري وحوله المساحات الشاسعة دون الاستفادة منها هذا إلى جانب العديد من المناطق الأثرية التي لم يستفد منها السودان سياحياً ويكاد يجزم كل من يزور الشرق بأن تلك المناطق بها جميع مقومات السياحة دون الاستفادة منها عملياً مقارنة بدول الجوار وفي مقدمتها مصر التي تستفيد من كل شبر على ضفاف النيل والبحرين الأحمر والأبيض. إن السياحة في السودان تحتاج إلى وقفة قوية من المسؤولين بوزارة السياحة والمهتمين بأمر السياحة في السودان من أجل دعم الاقتصاد الوطني وتحتاج إلى نفرة كبرى من ولاة الولايات فإذا اهتمت الولايات بالأماكن السياحية فيها بمساعدة من الحكومة الاتحادية لاستطاعت السياحة دعم الاقتصاد الوطني لما تدخله من عملة صعبة للبلاد هذا إلى جانب إيجاد وظائف للخريجين وغيرهم من أبناء السودان الذين يبحثون عن وظائف في ظل عصر العولمة والألفية الجديدة التي تسعى لمحاربة الفقر في جميع دول العالم.