أفراح تاج الختم: جاء خريف هذا العام مغايراً عن الأعوام السابقة وحتى العام الماضي، فقد فاقت الأمطار المعدلات الطبيعية بهطولها في كل ولايات البلاد، وتجاوزت مناسيب النيل فيضان عام 1988م، وقد تحدث بعض المختصين بأن السودان لم يشهد مثلها ولا حتى فيضان عام 1946م وسجلت ولايتا الخرطوم ونهر النيل أكبر الخسائر بانهيار «3077» منزلا بولاية الخرطوم انهيارا كاملا كذلك انهار عدد كبير منها جزئيا وقد أسهم غياب التصريف الصحيح فى زيادة المعناة فى ظل تدفق كميات كبيرة من المياه من المناطق المحيطة بالعاصمة خاصة تلك القادمة من كردفان، وقد أدت لحدوث أضرار كبيرة بالمنازل والأرواح وتسلمت محلية أم درمان مساعدات إغاثية عاجلة لأكثر من «1500» اسرة متضررة من الفيضانات والسيول التى ضربت منطقة صالحة والريف الجنوبى هذا الأسبوع حسب ما ورد في بعض الصحف. وفي العام السابق حلت كذلك كارثة السيول والأمطار بمنطقة الكرياب ومرابيع الشريف بشرق النيل ولا يزال بعض متضررى العام السابق يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ويسكن بعضهم في مخيمات لا تقيهم الحر والبرد وحاليا الأمطار ويتكرر عليهم نفس السيناريو هذا العام «الإنتباهة» سجلت زيارة ميدانية لبعض المناطق المتأثرة بأم درمان وخرجت بالآتي: لم ننقذ إلا أرواحنا وفي منطقة الصالحة التي أغرقتها المياه وانهار عدد كبير من منازلها وبعضها تضررت جزئيا التقينا بالمواطنة ثريا عوض والتى ارتسم الحزن على وجهها وهى تتحدث ل «الإنتباهة» التقينها جالسة داخل حوش المنزل ويجلس حولها اربعة أطفال صغار وهى أرملة لم يتبق من منزلها إلا جدار واحد فقد انهارت كل الغرف به، تحدثت قائلة في اليوم الذى هطلت فيه الأمطار كانت غزيرة جدا لم أشهد مثلها من قبل وقد انهار المنزل غرفة تلو الأخرى ولم نستطع إنقاذ اي شيء إلا أنفسنا وقد حاول الجيران مساعدتنا بإخرجنا من الغرفة التى كنا بها ونحمد الله على سلامة أرواحنا فقد زار المسؤولون المنطقة وأعطونا بطاطين ومشمعات. عيد حزين المواطن«ع . ر» قال منذ هطول الأمطار يوم الاربعاء عند الساعة الواحدة والنصف صباحا لم يغمض لنا جفن حتى عصر اليوم الثاني، فقد انحدرت مياه الأمطار من الشارع الى حوش المنزل وامتلأ بالماء ولم يستطع المصرف «المجرى» أن يعمل على تصريفها مما جعلها محتجزة داخل المنزل الذى انهار صباحا بالرغم من اخراجنا للمياه من داخل الغرف ولكنه انهار كليا فقد صمد منزلنا أمام خريف العام السابق والأعوام السابقة اما الآن فقد اصبح لا وجود له، وهذا العام لم نتذوق طعما للعيد فكان عيداً بطعم الطين والماء والحزن. وقوع حائط على صبي المواطنة فاطمة نور تسكن الفتيحاب قالت ل «الإنتباهة» انها تسكن بالقرب من ميدان وكل المياه دخلت للمنزل من الميدان واكثر ما أضر المنزل هو وقوع المرحاض. وقالت انهارت أربع مراحيض فى نفس الشارع مما يتسبب في الأمراض مثل الكوليرا والإسهالات بعد الخريف وعلى الجهات المعنية ان تولي المناطق المتضررة اهتماما متزايدا فقد انهار حائط منزل على ابن جار لنا. انعدام الخبز وفي منطقة أمبدة التقينا المواطن السر أحمد الذى انهار منزله جزئيا بوقوع غرفة وبرندة، وقال اكثر ما تضررنا منه هو دخول الماء للمنزل من الخارج فقد امتلأت الخيران بالمياه مما جعلها تنفجر وتضر بعض المنازل ودخلت لمنازلنا ولم تتصرف المياه من الحوش وبسبب انقطاع التيار الكهربائي انعدم الخبز حتى اليوم الثانى فتزايدت علينا المعاناة، وقد أسكن الجيران الذين لم تتضرر منازلهم الذين تضرروا معهم. وناشد الجهات المختصة بالوقوف معهم. بعضهم لم تصله مواد إيواء المواطنة عايدة عمر من منطقة امبدة تحدثت ل «الإنتباهة» وغصة تقف في حلقها وهي داخل راكوبة من المشمعات. قالت لقد تضررنا كثيرا من خريف هذا العام فقد سقطت كل المنزل ولم تسلم إلا أروحنا فقد حاصرت المياه كل المنزل وكأننا كنا فى حلم واستيقظنا منه عندما وجدنا غرف المنزل تسقط غرفة تلو الأخرى، وقد وصلت إلينا المواد الإيوائية بعد تأخر فى تسلمها والبعض لم تصلهم اي مواد حتى الآن، ونحمد الله على سلامة أروحنا وأبنائنا.