وأنا أقرمش آخر تمرات لي ...عند آخر افطار لي...في آخر أيام الستوت...وقد أقسمت أن تمضي وتفوت...كما مضى الشهر الفضيل...بفضله الجزيل... وخيره البهيل...فاجتررت الذكريات...واستحضرت البشريات...وتملكتني الأشجان...لوداع شهر رمضان...فانهمر سيل الأشعار...ليعانق فيض الأمطار...فكان هذا الدعاش الوشواش: ودَّعْنا قام.. ياحليلو فات شهر الصيام في ليلو فارقنا المنام شهرا عظيم ..الكُلُّو خير في آخْرو جدينا المسير فارقنا للخرطوم عِصير القبلة عيد البص إجِر .. في لحظه قاصدنا الجديد والناس كرام منتشرة في شارع الظلط شايلة الطعام عزمونا بي حلف الحرام والبص إجِرْ.. مرينا بي جياد الحديد دخان تمام .. والبص إجِرْ فات مِنْكرِب .. في الشقلة ياعوج الدَّرِبْ وشمسنا مالت لي غرب في النوبة شايف ود حسوبة أبو مجيدة مالي القدح شايل العصيدة خت الأكل في ضُل سروبة .. وقال: اقيف .. يا زول اقيف ! والبص إجِرْ.. ملهوف شديد حبسونا ناساً في المسيد..