أحرص هذه الأيام على متابعة كل اجتماعات وفعاليات مؤتمر المغتربين السادس لارتباطي الوثيق بهذه الشريحة المهمة، وبما أننا في مساحة خاصة بالرياضة فلنخرج ما بداخلنا عن علاقة الرياضة بالاغتراب وعلاقة المغتربين بالرياضة، وقد شاركت بالرأي في غير الرياضة في صفحة أخرى قبل أيام تعليقاً على مؤتمر المغتربين، ولكن اليوم الرياضة والرياضيون أحق بهذه المساحة والموضوع الاغتراب. وشكل الرياضيون السودانيون وجوداً ربما هو الأول في الاغتراب حين لم يكن أحد يسمع بالاغتراب غير أولئك الذين يقومون بأعمال البوابة والطبيخ وغيرها.. نعم اغترب نجوم الرياضة في الأربعينيات والخمسينيات بل عملوا وأسهموا في تأسيس الرياضة في السعودية ودول الخليج ومازال العقلاء الكبار في هذه الدول يعترفون ب «أستاذية» السودانيين لهم في هذا المجال. وفي عام 1983م حين كان أول لقاء بين السودان والسعودية على مستوى المنتخب الأول في التصفيات العربية كتبت الصحف السعودية يومها «لقاء التلميذ بالأستاذ». وكان الوجود السوداني في الاغتراب من أجل الاحتراف في كرة القدم لاعبين ومدربين في كل الأندية السعودية وفي كافة مدن المملكة، وكانت البداية بجدة ومكة المكرمة بواسطة الرعيل الأول في الخمسينيات، ولكنها امتدت للمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية وبقية المناطق.. وزرت مرة جنوب المملكة فوجدت سيرة الكابتن كمال حسب الله نجم التحرير، وقال لي النجمان السعوديان البارزان فهد الهريفي وحسين البيشي إنهما «تعلما الكورة من كمال حسب الله» وعلى ذلك قس. رغم النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر المغتربين السادس، إلا أنني آخذ عليه تجاهل أي أمر يتعلق بالرياضة التي صارت أحد أبرز أنشطة المغتربين وأبرز وسائل مجتمعاتهم، ومن خلالها قدموا اللاعبين المميزين للأندية السعودية والسودانية، ولدي حالياً قائمة تتجاوز العشرين لاعباً من أولاد المغتربين ومن نجوم الكرة في البلدين. نقطة.. نقطة كنت قبل أسبوع متوقعاً نجاحاً كبيراً لمؤتمر المغتربين الحالي، رغم أنني لم أشارك في الاعداد له هذه المرة، وذكرت سبب توقعاتي لعدد من المسؤولين القائمين عليه.. وأؤكد الآن أن عملاً يقوده الوزير الأمير أحمد سعد عمر والسفير حاج ماجد سوار والتربوي جمال محمود والدكتور كرم الله عبد الرحمن لهو النجاح، وهذا ما حدث منذ الجلسة الافتتاحية التي أعلن فيها النائب الأول تسعة قرارات كانت هي كل هموم المغتربين. أتابع حالياً عدداً من الصفقات الرياضية الكروية بين السودان والسعودية.. ستعلن خلال أيام وهي احتراف عدد من نجومنا بثلاثة من أبرز الأندية السعودية هي الاتفاق بالدمام والوحدة بمكة المكرمة وحطين بجيزان، ومن اللاعبين نجما أهلي شندي عبد الرحمن الدعيع ومنتصر ربيع.. وآخر لن نكشف عنه حالياً، أما في مجال التدريب فإن أوراق المدرب الكبير الفاتح النقر قطعت البحر الأحمر في طريقها للساحل الغربي بالسعودية.. إن شاء الله. كنت أول من أطلق لقب السعودي على أي لاعب سوداني «ود مغترب» يلعب في السودان، وكانت البداية بهيثم السعودي ثم انتقلت لغيره من نجوم فرق الجالية السودانية.. وما أكثرهم، وحالياً بعد أن اعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم قراره بضم لاعبين غير سعوديين ولكنهم من مواليد السعودية أي «أولاد مغتربين» للأندية والتعامل معهم كلاعبين وطنيين فقد نطلق عليهم أو نضيف لأسمائهم «السوداني». بمناسبة العلاقة بين الكرتين السودانية والسعودية فقد أجريت حواراً تلفزيونياً مع رئيس اتحاد الكرة السعودي صديقنا الأستاذ أحمد عيد. وبثت منه حلقة واحدة في طيبة الذكر قناة «النيلين» الرياضية، وفي الحوار أظهر الرجل إعجاباً كاملاً بالسودان وأهله ونجومه وفنه، بل ترنم بعدد من الأغنيات منها «أزيكم كيفنكم» و «يا فتاتي»، و «حبيبة عمري»، ولكن بعد أن كشفت فضائح شركاء محمد حاتم سليمان الادارية والمالية عبر المذكرات والصحف.. قام الشريك الأكبر الماحي عبد الدائم بإعدام شريط الحوار، كما اعدم شريط حوار آخر أجريته مع وزير الرياضة التونسي النجم الكبير طارق دياب.. تصوروا الى هذا الحد وصلت أخلاق الناس، وهذا ليس غريباً على من دخل الحوش من أجل الكسب المادي فقط.