اختتم المؤتمر التداولي الثاني لممثلي الجاليات السودانية بالخارج أعماله خلال ثلاثة أيام وبحضور طيب من معظم دول العالم وإن كانت الغلبة حسب الأكثرية من دول الخليج وبالتحديد من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ونوقشت معظم القضايا وكلها كانت تناقَش في كل مجتمع أو مؤتمر أو لقاء وإن كانت قد تغيرت الصورة والمطالب فقد كنا نطالب في السبعينيات بتسهيل الإجراءات وإلغاء الضريبة ثم تحولت مطالبنا في الثمانينيات إلى تعليم أولادنا.. وفي التسعينيات كان المطلب حول الدراسة الجامعية.. وأخيراً في الألفية كانت المطالب تنظيم الشركات المساهمة وتسهيل دخول الضروريات والتي صارت العربة من أبرز الضروريات وهملجرا. نشيد بجهاز المغتربين الذي نظم المؤتمر منطلقًا من خبرة ممتدة في هذا المجال وتم تتويجها لوجود عدد من أبرز المغتربين على قيادة الجهاز وحظي المؤتمر بحضور على مستوى عالٍ من المسؤولين أبرزهم الدكتور نافع علي نافع والوزير الأمير أحمد سعد عمر ونوقشت الأوراق ووضعت التوصيات وحتى نحكم بنجاح الملتقى سيكون في انتظار تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. كانت المظاهر السالبة من أبرز ما ناقشه المؤتمر.. وأبرزها الوجود النسائي غير المألوف في بعض الدول واستغلال بعض الجهات في الداخل والخارج لرغبة بناتنا وخريجاتنا في العمل ويكون الوهم والوعد السراب وهنالك تكون المشكلات ويحدث هذا في العديد من دول المنطقة وكان هذا من أبرز هموم الجاليات التي وجدت نفسها تعيش على سمعة طيبة أرسى دعائمها الآباء الأوائل في الاغتراب ويظل تحدي هذا الجيل للمحافظة على هذا الإرث كما نجح جيلنا في المحافظة على بعضه. المشروعات المطروحة تمثل أحد طموحات المغتربين مثل بنك المغترب، وجامعة المغتربين، وشركات المساهمة وقلت في المؤتمر حتى تنجح هذه المشروعات يجب الوقوف على التجارب السابقة حتى تنطلق من حيث انتهى الآخرون ولا تتكرر الأخطاء ونظل ندور في نفس الحلقة.. ومما يوصي ببعض التفاؤل أن مقدمي هذه المشروعات هذه المرة يتحركون من معرفة ودراسات علمية حقيقية ووقوف على تجارب العالم من حولنا. نقطة.. نقطة؟! رغبت العديد من الجهات في الاحتفاء بأعضاء مؤتمر المغتربين.. ومنها هذه الصحيفة ولكن لم يتم التنسيق الكافي.. كما أن حفل رئاسة الجمهورية ألغي وكان من أبرز حفلات التكريم حفل جهاز الأمن. قاد المؤتمر وتجمع الجاليات في الدورة الماضية والدورة القادمة مجموعة طيبة تصدت للعمل أبرزهم قريبنا العطبراوي إبراهيم البخاري.. وظهر هذه المرة نجم جديد هو أخونا عيسى آدم من الأمارات وبكل أمانة وصراحة أحس بأن التمثيل لمغتربي السعودية افتقد العديد من الشخصيات القيادية ولعن الله الخلافات التي جعلت مغتربينا في المدن الكبيرة بدون جالية منتخبة. كان صوت الرياضيين عاليًا في الملتقيات السابقة وهذه المرة لم نسمع لهم صوتًا لعل المانع خير.. وكنت قد أعددت ورقة عن دور السودانيين في تأسيس الكرة في السعودية وبعض دول الخليج وقدمت في الملتقى الاستثماري الأخير في الرياض.. وكان يمكن تطوير الفكرة وتعدد المساهمات من أجل المحافظة على هذا التاريخ العظيم وهذه الريادة الكبيرة قبل أن يطويها النسيان ورحيل صناع هذه الإنجازات ومؤرخيها..