قال دكتور بشير آدم رحمة القيادي بالمؤتمر الشعبي في هذا الجو لا يوجد سياسي عاقل يشترك مع المؤتمر الوطني إذا لم يتفق مع كل القوى السياسية لإصلاح الحال فيما سماه المؤتمر الوطني بالحكومة ذات القاعدة العريضة وأكد دكتور بشير في الحوار الذي أجرته معه «الإنتباهة» بمكتبه في الخرطوم أن المؤتمر الشعبي ينادي بديمقراطية وحريات وإصلاح اقتصادي وأنه كان يوجد حوار مع المؤتمر الوطني عام 2008م إلا أنه عاد وقال إن المؤتمر الوطني يصر على الانفراد بالسلطة حسب برنامجه مؤكداً عدم وفائه فيما وقعه مع حزب الأمة في جيوش من اتفاقيات وأضاف قائلاًً: إن المؤتمر الوطني يتعامل بالمثل الذي يقول «يا تشرب يا أكسر قرنك» واعتبر بشير أن نهج الوطني إذا استمر على هذا الحال سيؤدي ذلك للاحتراب والجوع وقال إنه لا يتسق له عدم الموافقة على حكومة انتقالية وهو يصف نفسه بأنه نظام له أتباع وقوة بنسبة 90% وغيرها من محاور متعددة طرحتها «الإنتباهة» أمام الدكتور بشير آدم رحمة الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي فإلى إفاداته: كيف تنظر للتقارب الحالي بين الوطني والاتحادي الذي أعلن موافقته على المشاركة؟ حسب معلوماتنا من الحزب الاتحادي الديمقراطي قبل إعلانها نقول إنه لا مشاركة في حكومة القاعدة العريضة التي ينادي بها المؤتمر الوطني. لكن موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي حتى وقت قريب غير واضح؟ موقف الحزب واضح جداً لدرجة أن قواعد الحزب قررت الضغط على القيادة والخروج في مظاهرات أو مسيرات لتثني القيادة عن المشاركة مع المؤتمر الوطني فيما طرحته من حكومة ذات قاعدة عريضة. إلى ماذا تعزي التردد الحاصل من جانب حزبي الأمة والاتحادي في قرار المشاركة؟ بصورة واضحة هي قراءة سياسية لمركب على وشك الغرق فالعاقل لا يركب في هذا المركب لأن الوضع الاقتصادي منهار والوضع الأمني متأزم سواء كان ذلك في دارفور أو كردفان أو النيل الأزرق ونجد أن المناصير يقومون في الشمال كذلك حركة كوني بدأت تتحرك والضغوط العالمية بدأت تتزايد حتى سمعنا أن المحكمة الجنائية الدولية تريد القبض على آخرين غير الثلاثة المعلومين، ففي هذا الجو لا يوجد سياسي عاقل يشترك مع المؤتمر الوطني إذا لم يتفق مع كل القوى السياسية لإصلاح الحال ولا يمكن أن تشارك هذه الأحزاب مع المؤتمر الوطني في حكومة ما يسمى بالقاعدة العريضة، والمركب يكاد يغرق والمؤتمر الوطني يصر على المشاركة على برنامجه وليس على برنامج متفق عليه فالمؤتمر الوطني سد باب الاتفاق على البرنامج وفتح باب المشاركة في السلطة التنفيذية التي هو ممسك بمفاصلها فمن يتوظف معه مثله ومثل موظف الخدمة المدنية وهذه لا يقبلها السياسي، فالسياسي يريد أن يشارك في صنع البرنامج وتنفيذه والمؤتمر الوطني يريد منهم أن ينفذوا البرنامج الذي وضعه فهذا لن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال. لماذا يصر الشعبي على إسقاط الحكومة دون الحوار معها والتوصل إلى حلول؟ كان هنالك حوار عام 2008م وشمل هذا الحوار 16 من قادة الحكومة ولكن في النهاية المؤتمر الوطني كان يصر على الانفراد بالسلطة والمؤتمر الشعبي كان ينادي بديمقراطية حقيقية وقيام انتخابات غير مزورة وكان ينادي بإتاحة الحريات والإصلاح الاقتصادي والمؤتمر الوطني يصر على الانفراد بالسلطة حسب برنامجه لذلك انهار هذا الاتفاق ونحن نعلم بتجارب الآخرين مثلاً معاهدة السلام الشامل 2005 أو فيما وقع مع حزب الأمة في جيبوتي أو فيما وقع في التحالف الديمقراطي في القاهرة ففي هذه الاتفاقات لم يفي بأي شيء، فالمؤتمر الوطني يمكن أن يوقع معك لكنه لا يفي به وينفذ ما يتفق مع مصالحه لذلك نحن بهذا الشكل والانفراد في الحكم رأينا أنه لا توجد طريقة لإصلاح حال البلد والمحافظة على ما تبقى منها إلا بإزالة المؤتمر الوطني من الحكم بالطرق السلمية كما أُزيل نظام بن علي ومبارك ولا نرغب أن تكون الإزالة كما أزيل القذافي والإعاذة بالله لأن التكلفة كانت عالية ولكن هذا متروك للشعب السوداني. ألا يقود ذلك إلى مزيد من النزيف وعدم الاستقرار؟ تجارب الشعوب تقول يمكن أن يتم التغيير بالطرق السلمية «مفاوضات» لكن المؤتمر الوطني سد ذلك حتى مع حزب الأمة ومع كل القوى السياسية بما فيها الحركة الشعبية التي كانت شريكة والآن المؤتمر الوطني يرفع شعار «يا تشرب يا أكسر قرنك» بمعنى أنه إذا لم تأتِ معي في برنامجي سوف آتي بك بالقوة وظهرت هذه الآن في جنوب النيل الأزرق وكردفان حتى بعد الاتفاقية التي وقَّعها نافع مع الحركة الشعبية في أديس أبابا رفضت من قيادة المؤتمر الوطني لذلك نجد أن المؤتمر الوطني الآن أصبح لا يرضى بمشاركة إلا على حسب رغبته وأنه هو السيد والآخرين أتباع، فهذا النهج إذا استمر سيؤدي إلى الاحتراب والجوع والانهيار الاقتصادي. موقفكم يفسر بأنه يرتكز على قراءة تشير إلى أن النظام الحالي ذاهب وتريدون أن تتحللوا من أخطائكم السابقة ما تعليقك؟ السبب الذي جعلنا نفرز عيشتنا كما يقول أهلنا في السودان رأينا إن مركب النظام منذ أكثر من عشرة أعوام تسير في الطريق الخطأ وأن هنالك صخوراً أمامها وهذه الصخور هي الديكتاتورية والانفراد بالسلطة لذلك علمنا أن مصير هذا النظام هو الفناء وحاولنا الإصلاح من الداخل ولكن غُلبنا وعندما غُلبنا خرجنا لأننا كنا نطالب بحريات وعيشة هنيئة للشعب السوداني وننادي بعزة بالتعامل مع المجتمع الخارجي ونقول لا بد أن يكون هنالك إجماعاً لكل أهل السودان والحكم هو صوت الشعب بالديمقراطية والانتخابات وليس بالتحكم والديكتاتورية وهذا هو منهج الإسلام الذي نعرفه. لكن المؤتمر الوطني جاء عن طريق انتخابات؟ المؤتمر الوطني لم يأتِ عبر انتخابات نزيهة لقد تم تبديل الصناديق فأنا التقيت بشخص من الشمالية من جزيرة بدين كان يعمل مع المؤتمر الوطني لكن بعد الانتخابات انضم للمؤتمر الشعبي وقال إنه رأى بعينيه تبديل المؤتمر الوطني لصناديق الإقتراع فالانتخابات بدلت وزورت. الانتخابات كانت مراقبة دولياً كيف يستقيم ذلك مع ما ذكرت؟ الغرب كان يخطط لانفصال الجنوب منذ اتفاقية نيفاشا والاستفتاء على تقرير مصير الجنوب لن يتم إلا عند ما تتم انتخابات من قبله لذلك الغرب وافق على هذه الانتخابات بعلاتها والهدف لدى دول الغرب هو فصل الجنوب لذلك وافقوا على هذه الانتخابات لأنها هي الطريق لقيام الاستفتاء فقام الاستفتاء وانفصل الجنوب فتقرير كارتر يقول إن هذه ليست انتخابات وإنما قامت لتعطي الجنوب حق تقرير المصير ولقد تم ذلك. لماذا رفضتم حكومة القاعدة العريضة؟ حكومة القاعدة العريضة هي حكومة المؤتمر الوطني وعلى برنامج المؤتمر الوطني وما بني على باطل فهو باطل والذين جاءوا عبر الانتخابات وسرقة الأصوات ويتعاطون أموالاً إنما يأكلون في بطونهم ناراً لأنهم جاءوا عن طريق سرقة الأصوات لذلك نحن لا نريد المشاركة في هذه الحكومة وهدفنا تكوين حكومة إنتقالية وتداول سلمي للسلطة. مطالبة الشعبية بحكومة إنتقالية توصف بأنها تتسم بالتعقيد والتعجيز وعدم الموضوعية لأن الحكومة لا يمكن أن توافق على ذلك؟ لماذا هذا النظام لا يوافق على ذلك إذا كان النظام يصف نفسه بأنه نظام له أتباع وقوة بنسبة 90% فلماذا لا يعمل حكومة إنتقالية وتوجد دولة جديدة فجنوب السودان استقل بمواده وشعبه وتلاحظ أن أي دولة ينفصل منها جزء حكومتها تستقيل لذلك لا بد من قيام حكومة إنتقالية لتجنب المشكلات فإذا أراد المؤتمر الوطني السلطة للإصلاح لماذا لا تدعي الآخرين وتجعلها انتخابات حرة ونزيهة. دعوة المؤتمر الوطني الشعبي لحضور المؤتمر العام للحزب بم تفسر ذلك؟ هي دعوة مثلها ومثل أي حزب من الأحزاب الأخرى وهي كذلك مثلها ومثل المناسبات كالأعياد وأعياد الاستقلال. أنتم تتهمون المؤتمر الوطني بالتشبث بكراسي السلطة وإقصاء الآخرين ولكن فعلتموه عندما كنتم في السلطة؟ أخطأنا ورجعنا والرجوع عن الخطأ فضيلة. تتحدثون عن الديمقراطية وحزبكم فاقد لها بدليل استمرار الترابي بقيادة الحزب على عشرات السنين؟ الترابي والصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني السبب في وجودهم في قيادة الأحزاب هي الديكتاتورية التي مورست على المجتمع السوداني لفترات طويلة لأنه لم تتيح هذه الأحزاب أن تنمو نمواً طبيعاً والترابي يحاول أكثر من مرة أن يستقيل ويتفرغ للكتابة والدعوة لكن نحن لا نقبل للترابي أن يتنحى في هذه الظروف الحرجة لكن إذا تغير النظام وأتيحت الحريات سوف نجتمع قادة وجماهير المؤتمر الشعبي أو الحركة الإسلامية وتختار القيادة اختياراً ديمقراطياً. والآن الشيخ الترابي يضحي بصحته ووقته وفكره من أجل أن يقود هذه السفينة في هذه المرحلة حتى تصل إلى بر الأمان. نفهم من ذلك لا يوجد بديل للشيخ الترابي؟ جميعنا بديل للشيخ نساء ورجال لكن الظروف الآن غير مناسبة لكن عندما تتاح الحريات ويكون الظرف مناسباً سوف يتم التغيير والشيخ الترابي الحمد لله مازال في كامل قواه العقلية والجسدية ويتولى القيادة أكثر من الشباب بهمة ونشاط. من يمتازون في الحزب بالقوة فروا من سطوة الترابي وديكتاتوريته ولم يتبقَ إلا الضعفاء بماذا تعلق على هذا؟ الترابي أكثر شخص ديمقراطي من خلال تعاملي معه فهو يتقيد بالمكتوب والمتفق عليه فهو ملتزم بالرأي والشورى ولا يوجد أحد مثله في هذه المسألة في جميع الأحزاب والإدارة الفكرية ليس مثل الإدارة التنفيذية، فالإدارة التنفيذية أنك مثلاً تكون مسؤولاً عن كل السودان أما في الفكر تكون مسؤولاً عن حزب والترابي ليس متشبثاً بالسلطة وليس لديه سلطة الآن. المعارضة ضعيفة ما هو الهدف الذي يجمعكم بها غير إسقاط النظام؟ الآن متفقون على تغيير النظام إلى أحسن وهذا قاسم مشترك كذلك متفقين على أن يكون نظام الحكم لا مركزي، ومتفقون على الحريات ومحاربة الفساد والإصلاح الاقتصادي ومعيشة الناس وحلحلة المشكلات الإقليمية في الأطراف هذه الأهداف جميعها مجمعة عليها المعارضة. نفهم من حديثك أنه إذا سقط النظام كل هذه الأحزاب سوف تكون ذات رؤية واحدة؟ لا ليس معناه إذا سقط النظام سوف تكون المعارضة حزباً واحداً فكل حزب سوف يكون له برامجه التفصيلية. عبدالله دينق أصبح أجنبياً وأنتم تطالبون له بالجنسية المزدوجة؟ نعم نحن نطالب بالجنسية المزدوجة ليس من أجل عبدالله دينق لكن من أجل شمال وجنوب السودان ونحن ضد الانفصال ونرى أنه إذا لم تتم الوحدة السياسية فلتكن هناك وحدة اجتماعية مثل وحدة الاتحاد الأوربي. بعض الآراء تقول إن تعيين الحاج آدم نائباً للرئيس تم لأنه كان مؤتمراً شعبياً؟ مشكلة دارفور معضلة للمؤتمر الوطني فالدوحة تجري فيها المفاوضات على شيئين يوجد فيهما اختلاف الأول حركات دارفور «حاملي السلاح» يقولون إنهم يريدون دارفور إقليم واحد ونائب رئيس بصلاحيات تنفيذية يدخل في مطبخ صنع القرار والمؤتمر الوطني يعارض هذين البندين يعارض الإقليم الواحد ويعارض نائب رئيس، لكن بضغط المسهلين والوسطاء وافقوا بأن يكون هناك نائباً للرئيس من دارفور بشرط أن لا يكون بالضرورة من الحركات وهذا مكتوب في اتفاقية الدوحة ويكون بالتشاور مع رئيس السلطة الإقليمية بدارفور ولكن للأسف قبل أن يُعيَّن رئيس السلطة الإقليمية تم تعيين الحاج آدم من دارفور فهذه خطوة استباقية من المؤتمر الوطني بأنه قبل أن يعين واحد من أبناء دارفور بالطريقة التي يريدها ورفض مسألة الإقليم بالنسبة لدارفور. تحالف الجبهة الثورية واحتواء حكومة الجنوب للحركات المسلحة؟ هؤلاء لهم مفاهيم حاولوا حلها بالطرق الديمقراطية وفشلت كذلك عندما ذهب نافع إلى أديس أبابا ووصلوا معه لاتفاق وقيادة المؤتمر الوطني نقضت ذلك الاتفاق فهؤلاء أصبح حلهم حلاً بالأسنان ونحن في المعارضة الداخلية حلنا باليدين بمعنى أنهم حاملو السلاح ويمكن أن نتفق في أن هذا النظام فاشل ولا بد أن يزول ولكن الوسائل مختلفة. ونحن نرى أن أي شخص حمل البندقية مصيره أن يتفق مع المؤتمر الوطني لذلك نحن ضد البندقية ونحن مع الحل السلمي والديمقراطي الذي من ضمنه المظاهرات والاضرابات حتى يتكاتف الشعب ويزيل النظام الفاسد. كيف تنظرون إلى محاربة الدولة للفساد؟ لا توجد محاسبة للفساد إلا بالحريات لذلك المراقبة مهمة ولا يمكن أن توجد رقابة بدون حريات فعندما يتكلم شخص عن أنه يوجد فساد يقول له آتي بدليل والدليل هو أنه يوجد ابن مسكين مثلاً عنده راكوبة ويركب الحمار والآن يمتلك العربات فمن أين يأتي بذلك فهذا هو الدليل لذلك الوازع المجتمعي والقانوني مهم ولا يتم هذا الوازع إلا بحريات دون خصوصيات وأسباب عنصرية. مؤتمر واشنطن حول اتفاق الدوحة والسيناريوهات المتوقعة؟ الأمريكان قالوا إنهم سوف يقبلون بالدوحة ولكن يعتقدون أنها لم تحقق السلام ولكن لا يريدون أن يقولوا نحن رافضين للدوحة لكن تؤخذ مطالب الحركات الأخرى في الاعتبار وتعدل الدوحة فالحكومة قالت جفت الأقلام وطويت الصحف ولكن هذا لا يمكن أن يأتي بسلام.